ثقافة وفن

الجمهور متفائل بعودة الدراما السورية الخالصة بعد غياب!! … دراما 2022 تستعيد مكانتها وتكسر الحصار المفروض عليها لسنوات

| سارة سلامة

يبدو أن الدراما السورية قد بدأت باسترجاع مكانتها، حيث تعرضت الأعمال خلال سنوات الأزمة وخاصة المصوّرة في الداخل لحرب وحصار منعا من تخطي الحدود، اليوم نشهد خلال الموسم الرمضاني أنها بدأت حقيقة في النهوض مجدداً، وأول ما فعلته هو الاستغناء عن نجوم دراما الخارج الذين لمعوا في السنوات الفائتة، مثل تيم حسن وعابد فهد وباسل خيّاط وقصي خولي، لتبعد عن دراما النجم الواحد الذي سارت عليه لسنوات تحت عنوان «الدراما مشتركة» والاستعانة بنجمات لبنانيات وأبطال عرب وغالبا من دون أي مبرر درامي ولاسيما أنهم يساعدون على تسويق العمل وكسر محليته.

هذا العام نرى أن الدراما السورية تستكمل نشاطها وشاركت في الموسم الرمضاني بقرابة الـ 18 عملاً بين الاجتماعي والفانتازيا التاريخي والكوميدي وأعمال البيئة الشامية، مبينة أنها مازالت قادرة للوقوف والعطاء مجدداً.

ما مر على سورية بكل تأكيد هو حدث مفصلي استمر لأكثر من عقد من الزمن، ركنت خلاله الدراما السورية إلى ظروف الانقسامات السياسية، والصعوبات الاقتصادية، وفرضت هجرة عدد كبير من الفنانين والفنيين إيقاعاً متهاوياً للدراما، لتتكئ على تاريخها حتى صمدت كل هذا الوقت، لكن الموسم الحالي، حمل معه بروز مهم للأعمال المُعاصرة، تاركة خلفها المسلسلات التاريخية التي خفّت جلبتها، والمسلسلات المشتركة التي تراجع بريقها.

وبعد أكثر من عشر سنوات على الغياب المؤقت جراء الحرب، عادت المسلسلات السورية للدخول إلى البيوت والمقاهي من خلال القصص الاجتماعية والتاريخية والكوميدية وفي تتبع لآراء الجمهور السوري الذي بدا راضياً ومشتاقاً إلى الأعمال الاجتماعية التي تلامسه وتعبر عنه وتحكي قصته، لاحظنا أن الأغلبية على «فيسبوك وتويتر»، ترحب وتنتظر تلك الأعمال التي تحقق لهم الإثارة والتشويق وفي هذا البحث نضيء أكثر على خيارات المتابعين وتعليقاتهم والأعمال التي تصدرت اهتمامهم.

خيارات الجمهور

وتنوعت الآراء والتعليقات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك وتويتر»، إلا أن الجمهور السوري أثنى على ثلاثة أعمال سورية خالصة وتمنح الأفضلية للدراما الواقعية.

بداية حاز مسلسل «كسر عضم» على نسب مشاهدة عالية، الذي استفاد من قيام الشركة المنتجة بعرضه على منصة يوتيوب المتاحة للجميع، ومنذ الحلقات الأولى لعرضه على المحطات تحول العمل إلى حديث السوريين على منصات التواصل الاجتماعي ومادة دسمة لوسائل الإعلام لأسباب يبدو أبرزها الجدل الذي أثير حول حقوق ملكية النص، والجرأة في عرض مواضيع تتعلق بفساد المسؤولين وفتح ملفات حساسة منها تهريب الأسلحة والمخدرات، وملفات اجتماعية أخرى مثل الأوضاع الاقتصادية المتردية والهجرة وجرائم الشرف والكثير من الملفات الحساسة.

والعمل من كتابة علي معين صالح، وإخراج رشا شربتجي، ويشارك في بطولته فايز قزق، سامر اسماعيل، كاريس بشار، نادين، خالد القيش، نادين تحسين بيك، والكثير من الوجوه الشابة.

كذلك حقق مسلسل «مع وقف التنفيذ» نسب مشاهدة عالية، سواء بين السوريين، أم حتى في دول الخليج العربي.

العمل الذي أخرجه سيف الدين سبيعي، وكتبه علي وجيه ويامن الحجلي، يحكي قصة مجتمع تعب من الأزمات، ويروي قصصاً لعوائل سورية تعرضت للتهجير في أثناء الحرب وفقدت بعضاً من أفرادها، لكنها ما تزال تتمسك بالأمل في تخطي معاناتها وتسعى للبدء من جديد.

كما أن المتابعين أشادوا بالموضوعات التي تم طرحها وبالأداء المتميز للممثلين، وخاصة الثنائي الذي جمع عباس النوري «فوزان»، مع ابنته حلا رجب بدور «أنصاف»، كما يشارك فيه نخبة من الفنانين، أبرزهم صباح الجزائري، عباس النوري، فادي صبيح، سلاف فواخرجي، غسان مسعود وغيرهم.

كسر الحصار

وأثار العملان الكثير من الجدل، رغم أنهما ليسا أول من يتناول الحرب وتشعباتها، لكنهما من أوائل من يدخل إلى التفاصيل وينزلُ إلى الشارع في جرأة لم يعتدها المتابعون السوريون والعرب على حدّ سواء.

بينما لاقى مسلسل «على قيد الحب»، اهتماماً أقل من العملين السابقين، إلا أن المتابعين ركزوا على سوريته والمحاولة من خلاله على إعادة القصص الاجتماعية من قلب البيوت السورية وتلخيص حكاياتنا، ويجمع كل من الفنانين دريد لحام وأسامة الروماني للمرة الأولى منذ عرض مسرحية «غربة» في سبعينيات القرن الماضي، وتدور أحداث المسلسل (تأليف فادي قوشقجي، وإخراج باسم السلكا) حول الصعوبات التي تمر به عائلتا أمين وحسان اللذين تربطهما صداقة لأكثر من 4 عقود، ويشارك في بطولة العمل سلوم حداد، نادين، صباح الجزائري، وفاء موصللي، وآخرون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن