عربي ودولي

هاشم: المعركة الانتخابية قاسية.. العازار: مفصلية بين مشروعين.. عبيد: تكريس لواقع موجود … اللبنانيون ينتخبون نوابهم الأحد ولا توقعات بتغيير كبير

| سيلفا رزوق

يتجه اللبنانيون يوم الأحد القادم إلى صناديق الاقتراع لخوض واحدة من أكثر انتخاباتهم النيابية ضراوة، عبرت عنها شراسة الحملات الانتخابية والتصريحات الصادرة عن القوى السياسية الحاكمة في البلاد.

الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه كان اعتبر أن الانتصار في هذه المعركة الانتخابية يشبه الانتصار في حرب تموز، وقال في كلمة له خلال تجمع انتخابي قبل أيام: «نتطلع إليكم في كل الدوائر الانتخابية، لنقول لكم يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية».

وفي تصريح لـ«الوطن»، وصف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، الانتخابات اللبنانية الحالية بالمفصلية، وما جعل هذا الاستحقاق مفصليا هي العناوين السياسية التي طرحها البعض في هذا الاستحقاق على اعتبار أنها ستكون أساسية في رسم الحياة السياسية، وانتقال لبنان من موقع لآخر، لأن البعض من خلال ارتباطه بالخارج يراهن على أن تكون هناك إمكانية للحصول على أكثرية معينة لاستهداف نهج وخيار المقاومة في البلد.

هاشم أكد أن اللوائح الانتخابية التي تؤمن بخيار المقاومة وتمسك لبنان بعوامل قوته، تعتبر أن هذا الاستحقاق سيعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب اللبناني، رغم محاولات الآخرين الذين يحاولون بكل السبل على مستوى ارتباطاتهم وسياساتهم، وقال: «لدينا كل الثقة بالناس الذين ضحوا لأجل لبنان وواجهوا مشاريع السيطرة والهيمنة».

النائب هاشم لفت إلى أن صناديق الاقتراع ستجيب عن كل التوقعات، مؤكداً أن المعركة الانتخابية القائمة قاسية ويجب عدم الاستهانة بالطرف الآخر لأن الخصم يستند لقوى خارجية تحاول الاستثمار بهذا الاستحقاق ليكون أداة تغيير من خلال أكثرية إن استطاعوا إليها سبيلاً، إضافة للإمكانيات التي يتم توفيرها لهم أينما كانوا لإفساد المجتمع من خلال سياسية الرشاوى التي أدخلت على روحية الانتخابات.

وأضاف قاسم: «اطمئنانا في هذه الانتخابات يعود إلى أن خياراتنا التي حمت البلاد، وكنا منحازين لثوابت الوطن وعوامل قوته، لذلك نقول يوم الأحد سيؤكد لبنان من خلال حقيقة هذه الانتخابات أنه سيبقى على ثوابته وعوامل قوته لمواجهة كل المشاريع ويحافظ على سيادته ويبقى شوكة في عين العدو».

من جهته، مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي في دائرة الكورة وليد العازار، وصف في تصريح مماثل لـ«الوطن»، الانتخابات بالمفصلية بين مشروعين، مشروع يريد رهن لبنان للغرب ومشروع يسعى لأخذ لبنان لمكان يؤمن له الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهذه هي طبيعة الصراع في هذه الانتخابات.

وبين العازار أن التحالف الذي ينتمي إليه يتبنى خيارات سياسية تستطيع تأمين خيارات اقتصادية يحتاجها لبنان، وهذا يتم من خلال الانفتاح شرقاً، من خلال العروض التي قدمها عدد من الدول ولاسيما روسيا، معتبراً أن الوضع الاقتصادي في لبنان بات سيئاً وهو يحتاج إلى خيارات اقتصادية منتجة وليس اقتصاداً ريعياً.

وشدد العازار على أن الحكومة اللبنانية يجب أن تكون واضحة في خياراها الاقتصادية وسياستها الخارجية، ومن غير المقبول أن تبقى بخلاف مع محيطها لأن هذا الخلاف سينعكس سلبا على كثير من القطاعات ولاسيما الاقتصاد.

العازار لفت إلى أن الدائرة الثالثة تضم حالياً عدة مرشحين لمشاريع رؤساء جمهورية، وهو ما أعطاها هذا الحجم من التحدي والشحن ومعركتها الانتخابية قاسية لكن الحلف السياسي الذي يضم القومي السوري سيكون وازناً وسيكون له حصة كبيرة.

القيادي السابق في حركة أمل المحلل السياسي محمد عبيد، اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن الصراع الحاصل اليوم في لبنان ليس سياسياً رغم وجود الشعارات السياسية، وهو في الواقع صراع بين القوى لإثبات وجودها وحضورها لإعادة إنتاج الوضع الذي كان قائماً.

ورأى عبيد أن لا جديد يذكر ستفرزه هذه الانتخابات، وإنما تكريس لواقع موجود، معتبراً أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيقود لبنان في المستقبل لأزمات أكبر، فالتغيير الذي ستنتجه هذه الانتخابات سيكون محدوداً وبالتالي ستبقى التركيبة الحاكمة هي ذاتها، مشيراً إلى أنه وعلى سبيل المثال في مسألة العلاقة مع سورية فالدولة اللبنانية لو كانت حريصة على مصالحها لكانت على الأقل عملت على فتح الأبواب، حيث لم يشتغل على تفعيل لجنة حكومية لإعادة تفعيل العلاقة بين البلدين.

عبيد اعتبر أن غياب سعد الحريري عن هذه الانتخابات هو الحدث الأبرز فيها، وخروجه المجبر من المعادلة سيشرع الأبواب داخل البيئة البيروتية على خيارات أخرى، متوقعاً أن تحصل مقاطعة كبيرة في بيروت للانتخابات، مبيناً أنه في حال حصلت هذه المقاطعة سيكون الحريري قد ربح معنوياً، على مبدأ أنه أعاد تثبيت «حضوره بغيابه»، وهذه معادلة جديدة في المرحلة المقبلة وبالتالي من غير المستبعد عودته لممارسة العمل السياسي في الفترة المقبلة.

ولفت عبيد إلى أن التغييرات المتوقعة لن تكون كبيرة لأن الكتل السياسية الكبيرة ستحافظ على كتلتها الوازنة في البرلمان، كاشفاً أن نسبة الاقتراع التي جرت في الخارج كانت كبيرة وغير متوقعة، وفي حال وزعت هذه الأصوات على 15 دائرة بالتساوي سيكون لها تأثير مهم في الحواصل الانتخابية وقد تفتح الأبواب لتغيير في بعض الدوائر.

وأشار إلى الدور السعودي في هذه الانتخابات، مبيناً أنه لا يتجاوز دور العلاقات العامة وتأثيره غير موجود وقد يكون معدوماً، وهو أدنى بكثير من الحضور المفترض للسعودية، لافتاً إلى أن السعودية أصيبت بنكسة داخل السعودية نفسها فرغم الضغط الكبير على الجالية اللبنانية داخل السعودية لدفعها إلى الانتخاب والذهاب لصناديق الاقتراع كانت النسب مخجلة بالنسبة للذين انتخبوا، مشيراً إلى أن هذا دليل على التأثر بما جرى للحريري، وهذا الأمر يعتبر خسارة للسعودية في عقر دارها، الأمر الذي انسحب على انتخابات الكويت، على عكس ما جرى في الإمارات وفرنسا وبريطانيا، معتبرا أن الاقتراع في السعودية شكل رسالة للنظام في السعودية على دوره في لبنان.

ووصف عبيد الانتخابات اللبنانية بأنها إعادة إنتاج لمنظومة الحكم ذاتها مع بعض التغييرات، التي لن تصل لحدود النجاح في إجراء تغيير جذري في بنية السلطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن