توقعات بتغييرات محدودة وأصوات المغتربين ستؤثر على بعض الدوائر … اللبنانيون يقترعون لانتقاء نوابهم الأحد المقبل في انتخابات مفصلية
| سيلفا رزوق
يتجه اللبنانيون يوم الأحد القادم إلى صناديق الاقتراع لخوض واحدة من أكثر انتخاباتهم النيابية ضراوة، عبرت عنها شراسة الحملات الانتخابية والتصريحات الصادرة عن القوى السياسية الحاكمة في البلاد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، وصف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، الانتخابات اللبنانية الحالية بالمفصلية، وما جعلها كذلك هي العناوين السياسية التي طرحها البعض على اعتبار أنها ستكون أساسية في رسم الحياة السياسية، وانتقال لبنان من موقع لآخر، لأن البعض من خلال ارتباطه بالخارج يراهن على أن تكون هناك إمكانية للحصول على أكثرية معينة لاستهداف نهج وخيار المقاومة في البلد.
النائب هاشم لفت إلى أن صناديق الاقتراع ستجيب عن كل التوقعات، مؤكداً أن المعركة الانتخابية القائمة قاسية ويجب عدم الاستهانة بالطرف الآخر لأن الخصم يستند لقوى خارجية تحاول الاستثمار بهذا الاستحقاق ليكون أداة تغيير من خلال أكثرية إن استطاعوا إليها سبيلاً.
وأضاف قاسم: «اطمئناننا في هذه الانتخابات يعود إلى أن خياراتنا التي حمت البلاد، وكنا منحازين لثوابت الوطن وعوامل قوته».
من جهته، مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي في دائرة الكورة وليد العازار، وصف في تصريح مماثل لـ«الوطن»، الانتخابات بالمفصلية بين مشروعين، مشروع يريد رهن لبنان للغرب ومشروع يسعى لأخذ لبنان لمكان يؤمن له الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهذه هي طبيعة الصراع في هذه الانتخابات.
وشدد العازار على أن الحكومة اللبنانية يجب أن تكون واضحة في خياراتها الاقتصادية وسياستها الخارجية، ومن غير المقبول أن تبقى بخلاف مع محيطها لأن هذا الخلاف سينعكس سلباً على كثير من القطاعات ولاسيما الاقتصاد.
العازار لفت إلى أن الدائرة الثالثة تضم حالياً عدة مرشحين لمشاريع رؤساء جمهورية، وهو ما أعطاها هذا الحجم من التحدي والشحن ومعركتها الانتخابية قاسية لكن الحلف السياسي الذي يضم القومي السوري سيكون وازناً وسيكون له حصة كبيرة.
القيادي السابق في حركة أمل المحلل السياسي محمد عبيد، اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن الصراع الحاصل اليوم في لبنان ليس سياسياً رغم وجود الشعارات السياسية، وهو في الواقع صراع بين القوى لإثبات وجودها وحضورها لإعادة إنتاج الوضع الذي كان قائماً.
ورأى عبيد أن لا جديد يذكر ستفرزه هذه الانتخابات، وإنما تكريس لواقع موجود، معتبراً أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيقود لبنان في المستقبل لأزمات أكبر، فالتغيير الذي ستنتجه هذه الانتخابات سيكون محدوداً وبالتالي ستبقى التركيبة الحاكمة هي ذاتها.
عبيد اعتبر أن غياب سعد الحريري عن هذه الانتخابات هو الحدث الأبرز فيها، وخروجه المجبر من المعادلة سيشرع الأبواب داخل البيئة البيروتية على خيارات أخرى، متوقعاً أن تحصل مقاطعة كبيرة في بيروت للانتخابات، مبيناً أنه في حال حصلت هذه المقاطعة سيكون الحريري قد ربح معنوياً، على مبدأ أنه أعاد تثبيت «حضوره بغيابه»، وهذه معادلة جديدة في المرحلة المقبلة وبالتالي من غير المستبعد عودته لممارسة العمل السياسي في الفترة المقبلة.
ولفت عبيد إلى أن التغييرات المتوقعة لن تكون كبيرة لأن الكتل السياسية الكبيرة ستحافظ على كتلتها الوازنة في البرلمان، كاشفاً أن نسبة الاقتراع التي جرت في الخارج كانت كبيرة وغير متوقعة، وفي حال وزعت هذه الأصوات على 15 دائرة بالتساوي سيكون لها تأثير مهم في الحواصل الانتخابية وقد تفتح الأبواب لتغيير في بعض الدوائر.
ووصف عبيد الانتخابات اللبنانية بأنها إعادة إنتاج لمنظومة الحكم ذاتها مع بعض التغييرات، التي لن تصل لحدود النجاح في إجراء تغيير جذري في بنية السلطة.