تنديد عربي ودولي واسع بالجريمة النكراء ومطالبات بمحاسبة القاتل.. اتحاد الصحفيين السوريين: ليس بجديد على الاحتلال … شيرين أبو عاقلة شهيدة.. من سورية إلى فلسطين الإجرام واحد
| الوطن- وكالات
في الطريق إلى القدس واسترجاع الحق المغتصب، لا تزال الدماء الزكية تسفك، وباليد الغادرة نفسها التي اعتادت القتل والإجرام منذ عشرات السنين، وعلى مرأى ومسمع العالم، استهدفت الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين أمسِ، لترتقي شهيدة طاهرة، وتنضم لقوافل من الصحفيين والإعلاميين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الحق والمقدسات.
دماء أبو عاقلة التي استنفرت العالم حزناً وغضباً وتنديداً واستنكاراً، أعادت للسوريين سريعاً مشاهد استهداف إعلامييهم وصحفييهم الذين سقط منهم العشرات خلال الحرب الهمجية التي تعرضت لها البلاد، حيث القاتل هو ذاته كما الأهداف هي ذاتها حتى لو اختلفت الأدوات ما بين تنظيم إرهابي أو إرهاب دول من تركيا إلى إسرائيل إلى أميركا والهدف إسكات صوت الحق والترويج لراوية واحدة تلك التي يرددها الغرب لتبرير إرهابه.
ولعل استنكار السوريين لجريمة قتل أبو عاقلة، وعواطفهم النبيلة تجاهها وتجاه فلسطين التي يدفعون لأجل موقفهم المؤيد لحقها الكثير من الأثمان، لم يمنعهم من استذكار الدور القذر الذي لعبته قناة «الجزيرة» في سنوات الحرب عليهم، والتي لا تزال تلعبه حتى الآن، من تحريض ودعوات للقتل ودعم للإرهاب والإرهابيين، كلّف السوريين تدمير بلادهم وقتل خير أبنائهم وتهجير مئات الآلاف منهم وصولاً إلى الحصار الذي تلاحق تداعياته اليوم حتى لقمة عيشهم.
ولعل الدور الذي تلعبه هذه القناة لم يعد يعجب حتى العاملون فيها لتخرج مطالبات من داخل القناة وخارجها بوقف استضافة القتلة على شاشتها، وذلك احتراماً لدماء الشهيدة شيرين، حيث كانت قناة «الجزيرة» أول وسيلة إعلام تطبّع مع العدو وتفتح له منبراً عربياً لتبرير جرائمه.
لجنة الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس الشعب أدانت جريمة الاغتيال، كما أدانها اتحاد الصحفيين في سورية والذي طالب المجتمع الدولي باتخاذ ما يلزم لمحاسبة المسؤولين عنها.
الاتحاد وفي بيان له أمس، أشار إلى أن هذا الاستهداف ليس بجديد على الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب الجرائم وسط دعم الغرب المستمر له، في ظل صمت دولي مريب عن ممارساته وانتهاكاته الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني وبحق أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل وشعوب المنطقة، وقال: «إننا على ثقة بأن زملاءنا في الأراضي المحتلة سيتابعون التزامهم بقضيتهم والدفاع عنها، مهما ارتكب هذا الكيان من جرائم مؤكداً دعمه التام للإجراءات التي تتخذها نقابة الصحفيين الفلسطينيين لمحاسبة الجناة ووقوفه معها بخندق واحد في مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة».
ودعا الاتحاد الهيئات والمنظمات والنقابات العربية والدولية إلى إدانة الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الصحفيين وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة للعدالة.
الرئاسة الفلسطينية أدانت بدورها جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للصحفية أبو عاقلة، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، مؤكدة أنها جزء من سياسة يومية ينتهجها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته.
دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية أدانت كذلك الجريمة، وفي تصريح للسفير أنور عبد الهادي، مدير عام دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال: «إن جريمة اغتيال أبو عاقلة وعلى الهواء مباشرة هي جريمة مقصودة عن سبق إصرار لترهيب الصحفيين ووقف كشف جرائم إسرائيل بالصوت والصورة أمام الرأي العام وإن أبو عاقلة كانت ترتدي السترة الزرقاء التي تؤكد هويتها الصحفية»، معتبراً أن «كل من يدعم الاحتلال الإسرائيلي ويمده بالسلاح والغطاء شريك بجريمة اغتيال أيقونة الصحافة الفلسطينية».
جريمة الاغتيال استدعت تنديداً دولياً واسعاً، حيث اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية الجريمة، بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، فيما وصفها رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، بأنها جريمة بشعة. وعلى حين اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون بأن هذا الاحتلال الوحشي يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين الدولية، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، المنظمات الدولية بإجراء تحقيق مستقل، كما اعتبرت الخارجية الكويتية اغتيال الإعلامية بأنه جريمة نكراء تتحمل سلطات الاحتلال مسؤوليتها كاملة. وندّد البيت الأبيض، باستشهاد أبو عاقلة، ودعا إلى فتح تحقيقٍ في وفاتها، كما وقف مجلس النواب الأميركي دقيقة صمت حداداً على روحها، وكذلك ندّد الاتحاد الأوروبي بالجريمة وطالب بتحقيق مستقل حول ملابسات ما جرى.