عربي ودولي

مجموعة السبع أعلنت تزويد كييف بالأسلحة لفترة طويلة.. موسكو: ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيعني نهايته … بوتين: انضمام فنلندا للناتو سيكون خطأً.. وهلسنكي: سنتخذ القرار في الأيام المقبلة

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفنلندي ساولي نينيستو أن خطط حكومة هلسنكي للتوجه إلى حلف الناتو بطلب منحها العضوية فيه سيكون خطأ، لأنه لا توجد هناك أي مخاطر على أمنها، محملاً السلطات الأوكرانية المسؤولية عن تعليق مفاوضاتها مع موسكو والرامية إلى وقف الأعمال القتالية بين الجانبين.
يأتي ذلك في حين أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو عن قناعة موسكو بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تفكك هذا التكتل، فيما أعلنت دول مجموعة السبع G7 في بيان مشترك أمس أنها ستزود أوكرانيا بالأسلحة إذا لزم الأمر لفترة طويلة.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد الكرملين أن بوتين ناقش هاتفياً مع نظيره الفنلندي نينيستو خطط حكومة هلسنكي للتوجه إلى حلف الناتو بطلب منحها العضوية فيه.
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان لها أن بوتين ونينيستو، خلال المكالمة التي جرت أمس بطلب من الجانب الفنلندي، تبادلا الآراء بشكل صريح حيال إعلان قيادة فنلندا نيتها تقديم طلب للانضمام إلى الناتو.
وشدد بوتين، وفقا للبيان، على أن تخلي فنلندا هذا عن سياسة الحياد العسكري سيكون خاطئاً، وحذّر من أن هذا التغيير في نهج هلسنكي الخارجي قد يؤثر سلباً على العلاقات الروسية الفنلندية متبادلة المنفعة التي جرى بناؤها على مدى سنين طويلة بروح حسن الجوار والتعاون والشراكة.
وجاءت هذه المكالمة وسط توقعات بتقديم فنلندا والسويد في المستقبل القريب طلباً رسمياً لانضمامهما إلى الناتو، على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة المتواصلة في أوكرانيا.
وذكر بيان الكرملين أن الرئيسين الروسي والفنلندي ناقشا خلال المكالمة مستجدات الوضع في أوكرانيا، حيث أطلع بوتين نينيستو على تقييماته للمفاوضات الجارية بين موسكو وكييف.
وحمّل بوتين، وفقا للبيان، الجانب الأوكراني المسؤولية عن تعليق المفاوضات مع موسكو والرامية إلى وقف الأعمال القتالية بين الجانبين وعدم إبداء اهتمام بالحوار الجاد والبناء.
بدوره وحسب بيان صادر عن المكتب الصحفي للرئاسة الفنلندية أمس أبلغ نينيستو خلال المحادثة، الرئيس الروسي بأن بلاده ستتخذ قراراً في الأيام المقبلة بشأن الانضمام إلى «الناتو».
وأوضح البيان: أبلغ نينيستو بوتين بمدى تغير الوضع الأمني لفنلندا بشكل جذري، وأشار إلى ما كان قد أبلغ به الرئيس الروسي خلال اجتماعهم الأول في عام 2012، حيث يعتبر أن كل دولة مستقلة مسؤولة عن أمنها.
وأضاف البيان: هذا هو بالضبط ما يحدث الآن، من خلال الانضمام إلى حلف الناتو، تعزز فنلندا أمنها وتتحمل المسؤولية.
وفي السياق حذرت الخارجية الروسية من عواقب انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو» التي ستؤدي لعسكرة الشمال، منوهة في الوقت ذاته بأنه من السابق لأوانه الحديث عن نشر روسيا أسلحة نووية بمنطقة البلطيق.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو: انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو سيؤدي إلى عسكرة المنطقة، فالانضمام هذا لا يلبي مصالح السويد وفنلندا، ولا مصالح الحفاظ على الأمن والاستقرار الأوروبي، ولا مصالح الاستقرار الإقليمي، بل لن يؤدي إلا إلى عسكرة منطقة الشمال التي كانت حتى وقت قريب أكثر المناطق سلمية من الناحية العسكرية في أوروبا، حيث كان التركيز على التعاون وليس المنافسة في المجال العسكري. الآن ستتغير الصورة بشكل جذري».
وشدد الدبلوماسي على أن روسيا ترفض جميع الاتهامات بعسكرة وتسليح القطب الشمالي، مؤكداً أن روسيا ليست لديها نيات عدوانية تجاه السويد وفنلندا.
وأضاف: كل هذا ينسجم مع البحث السيئ السمعة عن عدو، والذي يتم التعبير عنه بالمعنى العسكري السياسي العملي في شيطنة روسيا.
وتابع: لدينا فكرة تقريبية عن كيفية تطور الأحداث عندما سيتم إضفاء الطابع الرسمي على العضوية للسويد وفنلندا، فستعلن دول الناتو على الفور أن الجناح الشمالي ضعيف للغاية، وأن الحدود مع روسيا تبلغ 1300 كيلومتر، هذه الحدود يجب حمايتها لذلك من الضروري نشر وحدات إضافية من القوات هناك، وهكذا دواليك.
وشدد على أن روسيا لا ترى الأسباب الحقيقية التي قد تجعل فنلندا تقوم بمثل هذا التحول الإستراتيجي والانضمام إلى حلف الناتو.
من جانب آخر أكد غروشكو أن من السابق لأوانه الحديث عن نشر روسيا لأسلحة نووية في منطقة البلطيق إذا انضمت السويد وفنلندا إلى الناتو، لكنه شدد على أنه في حال تم نشر أسلحة نووية بالقرب من حدود روسيا فإنها سترد بشكل مناسب. واستشهد غروشكو بتصريح للأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، مفاده بأن الأسلحة النووية يمكن نقلها إلى قرب الحدود الروسية، وكذلك تصريحات السلطات البولندية حول استعدادها لقبول أسلحة نووية في أراضيها.
وأوضح غروشكو: إذا تم تنفيذ هذه التصريحات في بعض الخطوات العملية، فلن يقتصر الأمر على النقل المادي للأسلحة النووية الأميركية إلى أراضي هذه الدول، ولكن إنشاء البنية التحتية اللازمة لاستخدام الأسلحة النووية، ومرة أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار هذه المهام النووية المشتركة، التي يتم تنفيذها، بما في ذلك من قبل الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية، في انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بالطبع، سيكون من الضروري الرد على ذلك من خلال اتخاذ الإجراءات الاحتياطية المناسبة التي تضمن مصداقية الردع.
وعلى خط موازٍ أعرب غروشكو عن قناعة موسكو بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تفكك هذا التكتل، قائلاً: إذا ضم الاتحاد الأوروبي بالفعل هذه الدولة حيث تسود التشكيلات النازية والإيديولوجيا النازية المتناقضة مع القيم الأوروبية، فإن ذلك سيعني نهاية الاتحاد الأوروبي.
وشدد على أن دور أوروبا في التجارة الدولية ينخفض، وأن مراكز النفوذ الاقتصادي والسياسي تنتقل نحو الشرق، مضيفاً: إذا لم يهتم الاتحاد الأوروبي بروسيا كشريك اقتصادي، فإن موسكو ستتصرف عقلانياً، انطلاقاً من الواقع الجديد.
في غضون ذلك وحسب وكالة «تاس» أعلنت دول مجموعة السبع G7 في بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية دول المجموعة عقب اجتماع استمر ثلاثة أيام في بلدية وانجلز بشمال ألمانيا، أمس أنها ستزود أوكرانيا بالأسلحة إذا لزم الأمر لفترة طويلة.
وفي السياق نفسه أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن وزراء خارجية مجموعة G7 أكدوا أنهم لن يعترفوا بالتغييرات الحدودية في أوكرانيا.
كذلك أكدت دول مجموعة السبع أنها ستواصل فرض عقوبات جديدة، بما في ذلك عقوبات ضد تلك القطاعات من الاقتصاد «التي تعتمد عليها روسيا بشكل خاص»، كما ستواصل هذه الدول العمل على فرض حظر على شراء النفط من روسيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو دمر نحو 43 موقعاً لتمركز القوات المسلحة الأوكرانية خلال الليلة الماضية، في إطار العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.
وقالت الدفاع الروسية في بيانها اليومي عن سير العملية العسكرية في يومها الـ80 إن وسائط الدفاع الجوي الروسية أسقطت 13 طائرة أوكرانية مسيّرة، واحدة منها من طراز بيرقدار، كما تم اعتراض 3 قذائف صاروخية أطلقت من راجمات «سميرتش» في منطقة خاركوف، كما دمرت خمسة مواقع قيادة ومستودعين للذخيرة في مناطق سبورنوي وبيريستوف بأراضي دونيتسك، بصواريخ عالية الدقة.
إلى ذلك أكدت الدفاع الروسية أنه تمت تصفية ما يصل إلى 100 متطرف، كما تم تدمير 23 وحدة من المعدات العسكرية الأوكرانية، في حين دمر الطيران الحربي الروسي 43 مركزاً لتجمع القوات المسلحة الأوكرانية، كما دمرت القوات الصاروخية والمدفعية الروسية 18 مركز قيادة عسكري أوكراني، و543 نقطة تجمع عسكرية ومستودع ذخيرة بالقرب من قرية ليوبوميروفكا، بمنطقة خيرسون، بالإضافة إلى 23 وحدة مدفعية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن