رياضة

لعدم الاستقرار.. عفرين لم يصمد بدوري المحترفين

| حلب - فارس نجيب آغا

لم يتمكن عفرين من الثبات في دوري المحترفين فعاد أدراجه من حيث أتى بعد موسم كارثي حصد من خلاله 5 نقاط فقط من 26 مباراة خاضها لم يذق فيها طعم الانتصار وكان جسر عبور لفرق الدوري بكل واقعية، لربما أخطأ مجلس الإدارة في كثير من الأمور عند بداية التعاقدات من حيث الأسماء التي انتدبها فدفع الثمن باهظاً مع تغيير المدربين، ما أدى لعدم وجود استقرار فني وكان من الطبيعي أن تسدد فاتورة ما يحدث بالهبوط نحو مصاف أندية الدرجة الأولى، عفرين بعد ما حدث له يجب أن يستفيد من الدروس التي لازمته على امتداد هذا الموسم الكروي حتى يتعلم ويتفادى المعوقات في السنوات القادمة ويعي تماماً أن دوري المحترفين مختلف كلياً عن دوري الدرجة الأولى والعاقل من يتعظ ويتعلم من أخطائه ويستفيد منها.

سيولة وغضب

القضية ليست الصعود نحو الممتاز لكن القضية هي أن تتمكن من تثبيت أقدامك بين الكبار، والاحتراف يحتاج إلى مال ونادي عفرين للأمانة لا يملك منه شيئاً ولا يستطيع تغطية أي نفقات تجاه فريقه الكروي نتيجة عدم امتلاكه أدنى المقومات من مقر ومنشآت وحتى استثمارات، ولعل محبيه وداعميه هم من ساعد على إيقاف الفريق على قدميه وهم من ضخ سيولة مالية قبل بداية الموسم لبدء التعاقدات، لكن الانتقاء جاء وفق رؤية غير جيدة وبمبالغ مالية دفعت في غير محلها وهي لا تتناسب مع الأسماء التي أحضرت لتدافع عن قميص الأخضر، فتبين أن الأغلبية لا يملكون القدرة على الصمود في المباريات وهم على مستوى دوري الدرجة الأولى ومنهم من انتهت صلاحيته ويجب أن يعتزل كرة القدم بحسب توصيف جماهير الأخضر عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صبت جام غضبها ورشقت الاتهامات هنا وهناك وهي ترى فريقها يتجرع الهزيمة تلو الأخرى.

سوء وشكاوى

مبالغ كبيرة دفعت من المحبين أنعشت صندوق النادي ولو استثمرت بشكل صحيح لربما تمكن عفرين من تفادي الهبوط، إلا أن سوء التخطيط وعدم امتلاك آلية وخطة عمل واضحة نسفت كل شيء وحطمت أحلام وآمال جماهير الأخضر في أن تشاهد فريقها موسماً آخر بالدوري الممتاز فالمستحقات المالية قضت على الفريق في نصف الموسم نتيجة تراكمها، وعدم تمكن مجلس الإدارة من الإيفاء بوعوده ما أوجد شرخاً كبيراً في ظل التمرد الذي حدث لأكثر من مرة وعدم الالتزام من عدد جيد من اللاعبين ومنهم من فضل عدم استكمال الموسم، حيث غادر الفريق وتوجه بعدها نحو اتحاد الكرة لرفع شكاوى تطالب بسداد مستحقاتهم المالية المتأخرة.

فوضى ادارية

الفريق لم يسلم حتى من المدربين فبعد التعاقد مع أحمد هواش تمت إقالته من مجلس الإدارة بعد نهاية الجولة الرابعة من الدوري ليتسلم مساعده أنس صاري المهمة عوضاً عنه وهو الآخر اعتذر عن المهمة بعد نهاية الجولة التاسعة ليتم التعاقد بعدها مع مدرب الكرامة السابق عبد القادر الرفاعي، حيث أكمل ما تبقى من مرحلة الذهاب ومن ثم غادر إلى حمص من دون إعلام مجلس الإدارة في طريقة لم يهضمها العفرينيون، وهو ما دفعهم للتقدم بشكوى لدى اتحاد كرة القدم تجاهه مطالبين برد المستحقات المالية التي قبضها والمقدرة بـ20 مليون ليرة سورية قاد من خلالها الفريق في 4 مباريات فقط، والقضية حتى الآن لم يصدر حكم نهائي فيها وهي تحت الدراسة لدى لجنة شؤون اللاعبين وغرفة فض النزاعات في اتحاد كرة القدم.

أحمد العبد اللـه تسلم مهمة الإشراف على الفريق بعد الرفاعي لكن لم يصمد طويلاً إذ سرعان ما اعتذر عن المهمة ليتم تعيين أيمن حبال عوضاً عنه والآخر بعد مباراتين حزم حقائبه ورحل ليتواصل مجلس الإدارة مع الكابتن أسامة حداد الذي قبل بالمهمة ولكن بشرط أن يحافظ على موقعه للموسم القادم وليس لنهاية الدوري الحالي وهو ما تم الاتفاق عليه وبذلك يكون قد تعاقب على تدريب الفريق في موسم واحد 6 مدربين وهذا يوضح مدى الفوضى الإدارية التي رافقت مسيرة عفرين.

نتائج وأرقام

عفرين خاض 26 مباراة حيث تعادل في 5 مباريات فقط وهُزم في 21، سجل 18 هدفاً وتلقت شباكه 65 هدفاً واحتل المركز الأخير على جدول الدوري برصيد 5 نقاط حيث تعادل مع حطين وجبلة والاتحاد والنواعير ذهاباً وإياباً.

خطة وخامات

إدارة النادي وبعد هبوط فريقها سارعت لعقد اجتماع أصدرت من خلاله بياناً اعتذرت فيه من جماهيرها مؤكدة أنها سعت بكل طاقتها لتفادي ما حدث، لكن الظروف كانت قاسية عليها ولم تخدمها مع مشاكل كثيرة عقدت الأمور على أن يكون هناك خطة عمل جديدة للموسم القادم وستعمد لتأسيس قواعد متينة للنادي مع الاهتمام بفرق الفئات العمرية عبر استقطاب خبرات كرة القدم الحلبية وإشراكهم في العمل تحضيراً لإنشاء جيل للمستقبل والاستفادة من بعض الخامات في فريق الشباب التي تم الزج بها في المراحل الأخيرة من عمر الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن