الرئيس اﻷسد: أتمنى أن يكون النجاح حليفكم.. قادة وزعماء يعزون بالراحل.. ويهنئون الرئيس الجديد … بعد وفاة خليفة.. محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الثالث لدولة الإمارات العربية المتحدة
| الوطن– وكالات
بما يعكس تسارع تطور العلاقات بين البلدين، كان الرئيس بشار الأسد من أوائل قادة الدول المهنئين محمد بن زايد آل نهيان على نيله ثقة المجلس الأعلى للاتحاد وانتخابه بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، معرباً عن تطلعه إلى «مواصلة العمل معكم من أجل تعزيز العلاقات بين سورية والإمارات وتعزيز الشراكات في الميادين كافة».
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن الرئيس الأسد «بعث برقية تهنئة إلى محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة».
وقال الرئيس الأسد: أبارك لكم نيلكم ثقة المجلس الأعلى للاتحاد وانتخابكم بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأتمنى أن يكون النجاح والتوفيق حليفكم على الدوام لاستكمال مسيرة النهضة التي أسس لها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأضاف: لقد كان لكم على مدى السنوات الماضية دور قيادي في وصول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مكانة رائدة على مستوى المنطقة والعالم في ميادين التنمية الاقتصادية والعلمية، واستطعتم تسخير هذه المكانة لمد الجسور وبناء علاقات إستراتيجية متينة مع دول العالم تحقيقاً لمصالح الإمارات والمنطقة العربية عموماً.
وتابع الرئيس الأسد: نتطلع إلى مواصلة العمل معكم من أجل تعزيز العلاقات بين سورية والإمارات وتعزيز الشراكات في الميادين كافة مستندين إلى ما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط ومصالح مشتركة.
الرئيس الأسد وكما كان من أوائل قادة الدول المهنئين لمحمد بن زايد، كان من أوائل القادة المعزين بوفاة رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان بعد الإعلان عن خبر وفاته، حيث أرسل برقية تعزية لكلٍ من نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد اﻷعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان تقدم خلالها سيادته باسمه وباسم الشعب العربي السوري لقادة دولة الإمارات وللشعب الإماراتي الشقيق بأحرّ التعازي القلبية وخالص المواساة لهذا الفقد الجلل، سائلاً اللـه للفقيد الرحمة وفسيح الجنان، وأن يُجنّب الإمارات وشعبها كلّ مكروهٍ وأذى.
وقال الرئيس اﻷسد في برقية التعزية: إنه كان للفقيد عظيم اﻷثر في نهضة الإمارات العربية المتحدة والمكانة الكبيرة التي حققتها، وسيبقى الشعب الإماراتي والشعوب العربية يذكرون مآثره وأياديه البيضاء على الدوام.
وافتتحت سفارة دولة الإمارات بدمشق أمس مجلس عزاء، حيث قدم رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس واجب العزاء، وقال في كلمة له في سجل التعازي: «أتقدم باسمي وباسم الحكومة السورية بأحر التعازي وخالص الدعاء لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والشعب الإماراتي الشقيق بوفاة المغفور له خليفة بن زايد آل نهيان، داعياً اللـه أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنانه».
وأضاف: إن الراحل سيبقى في قلوب أبناء الإمارات والشعوب العربية لما قدمه من أعمال تنم عن نبل أخلاقه وأصالته، مشيراً في الوقت نفسه إلى العلاقات المميزة والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
وشارك في تقديم واجب العزاء وزراء الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف والتربية دارم طباع والعدل أحمد السيد.
كما قدم عدد من أعضاء مجلس الشعب وشيوخ عشائر ووفود شعبية وشخصيات دينية ورجال أعمال ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، إضافة إلى عدد من السفراء وممثلي سفارات عربية وأجنبية في سورية، واجب العزاء بوفاة خليفة.
ورغم وضعه الصحي الحرج في المرحلة الأخيرة إلا أن خليفة بن زايد، كان متابعاً لملف العلاقات الإماراتية السورية، وعبرّ عن سياسته هذه عبر محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، حيث كانت أول زيارة رسمية للرئيس بشار الأسد إلى دولة عربية بعد الحرب على سورية إلى دولة الإمارات.
والراحل خليفة زار سورية عام ٢٠٠٧ وعمل على تنمية العلاقات بين البلدين وبعد الحرب على سورية كانت الإمارات من أولى الدول التي أعادت افتتاح سفارتها بدمشق حيث كان التواصل مستمراً بين البلدين في العلن وفي السر وبقي السوريون في أمان فوق الأراضي الإماراتية حيث سمح لهم مؤخراً بالحصول على تأشيرات كما شاركت سورية في معرض «إكسبو٢٠٢٠» الدولي وذلك بطلب من دولة الإمارات التي كان لها المساهمة الكبرى في وجود سورية في هذه التظاهرة الدولية، وكل ذلك بتوجيه من قادة الإمارات.
المجلس الأعلى للاتحاد وفي وقت سابق أمس انتخب بالإجماع محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات، خلفاً للمرحوم خليفة الذي توفى أول من أمس عن عمر ناهز الـ74 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، إذ تم إعلان الحداد الرسمي في البلاد وتنكيس الإعلام لـ40 يوماً، بدءاً من يوم الجمعة الماضي وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام.
وذكرت وكالة «وام» الإماراتية الرسمية، أن المجلس عقد اجتماعاً في قصر المشرف بأبوظبي برئاسة نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وحضر الاجتماع، محمد بن زايد آل نهيان وعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، وعضو المجلس الأعلى حاكم عجمان حميد بن راشد النعيمي، وعضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة حمد بن محمد الشرقي، وعضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين سعود بن راشد المعلا، وعضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة سعود بن صقر القاسمي.
ونقلت مواقع إلكترونية عن محمد بن راشد قوله في تغريدة «محمد بن زايد هو ظل زايد وامتداده فينا، ومؤسس مئوية دولتنا، وحامي حمى اتحادنا، نبارك له ونبايعه ويبايعه شعبنا وتنقاد له البلاد كلها ليأخذها في دروب العز والمجد والسؤدد».
وقال بيان صادر من وزارة شؤون الرئاسة، حسب «وام»: إنه «تم بموجب المادة 51 من الدستور انتخاب محمد بن زايد بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات خلفاً للمغفور له فقيد الوطن خليفة بن زايد».
وأضاف البيان: «أكد أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حرصهم البالغ على الوفاء لما أرساه الراحل فقيد الوطن من قيم أصيلة ومبادئ استمدها من المؤسس المغفور له زايد بن سلطان آل نهيان، والتي رسخت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويين الإقليمي والعالمي وتعززت إنجازاتها الوطنية المختلفة».
وأعرب المجلس عن ثقته التامة بأن شعب دولة الإمارات سيبقى كما أراده زايد والمؤسسون دوماً حارساً أميناً للاتحاد ومكتسباته على جميع المستويات، داعين اللـه عز وجل أن «يوفق محمد بن زايد ويسدد خطاه في خدمة وطنه وشعب الإمارات».
من جانبه أعرب محمد بن زايد «عن تقديره للثقة الغالية التي أولاه إياها إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات»، راجياً «المولى عز وجل أن يوفقه ويعينه على حمل مسؤولية هذه الأمانة العظيمة وأداء حقها في خدمة وطنه وشعب الإمارات الوفي».
وتوالت أمس برقيات التهنئة لمحمد بن زايد على نيله ثقة المجلس الأعلى للاتحاد وانتخابه بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة من زعماء وقادة وكبار المسؤولين في الدول العربية والإسلامية والعالم.
محمد بن زايد آل نهيان
مع انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية بالإجماع أمس محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للبلاد يصبح الرئيس الثالث للدولة بعد الرئيسين المرحومين خليفة بن زايد ووالده زايد بن سلطان آل نهيان.
والرئيس الجديد لدولة الإمارات المولود في الحادي عشر من آذار عام 1961 في مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي، هو الابن الثالث للرئيس المؤسس المرحوم زايد.
ومحمد تخرّج عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وشغل قبل انتخابه رئيساً للدولة، منصب ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي كبرى إمارات الدولة.
كما شغل عدداً من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية للدولة ويعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبو ظبي للوصول بها إلى أفضل وأرقى المعايير الدولية.
عمل محمد بن زايد على رفع مستوى التعليم في الإمارات ليضاهي أعلى المعايير الدولية، من خلال منصبه كرئيس مجلس أبو ظبي للتعليم، الذي تم تأسيسه في عام 2005 لتطوير وتنفيذ إستراتيجيات تهدف لتطوير التعليم من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب تطوير التعليم العالي.
كما أنه يرأس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، الذي يعزز المشاركة الأكاديمية في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية ذات الصلة بالمنطقة، ودعم تطوير التكنولوجيا في دولة الإمارات وشجع ثقافة الابتكار من خلال رعاية فعاليات مثل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ويعد الرئيس الجديد لدولة الإمارات أحد قياديي مسيرة النهضة التي أسس لها والده الرئيس الأسبق زايد، واضطلع بدور قيادي على مدى السنوات الماضية في وصول بلاده إلى مكانة رائدة على مستوى العالم ولاسيما في ميادين التنمية الاقتصادية والعلمية.
ويرأس محمد بن زايد مجلس التوازن الاقتصادي الذي أسس عام 1992، والمعروف سابقًا باسم برنامج الأوفست لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعمل على زيادة التنوع الاقتصادي في إمارة أبو ظبي، وبصفته رئيس مجلس التوازن الاقتصادي، يساهم في تحويل الاستثمارات المتعلقة بالدفاع إلى مشاريع مربحة في مختلف القطاعات، من أجل المساعدة في تنويع اقتصاد الإمارات.
تمثل دور محمد بن زايد في السياسة الخارجية في زيادة روابط الإمارات مع دول العالم وعمل على تسخير مكانة دولة الإمارات لمد الجسور وبناء علاقات إستراتيجية متينة مع الدول تحقيقا لمصالح البلاد والمنطقة العربية عموماً، وفي هذا الإطار جاء لقاؤه الرئيس بشار الأسد في الثامن عشر من آذار الماضي في أبوظبي تجسيداً للحرص على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا.
وأكد محمد بن زايد خلال لقائه الرئيس الأسد في قصر الشاطئ أن سورية تُعَدّ ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمن العربي، لذلك فإن موقف الإمارات ثابتٌ في دعمها لوحدة أراضي سورية واستقرارها.
بدوره الرئيس الأسد أكد أن الإمارات دولةٌ لها دورٌ كبير نظراً للسياسات المتوازنة التي تنتهجها تجاه القضايا الدولية، مشيراً إلى أن العالم يتغير ويسير لمدةٍ طويلةٍ باتجاه حالة عدم الاستقرار لذلك فإنّه ولحماية منطقتنا علينا الاستمرار بالتمسك بمبادئنا وبسيادة دولنا ومصالح شعوبنا.