«تفعيل دور الشباب في العمل التنموي» المؤتمر الأول لصندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية … الرئيس الأسد: الحوار هو الأمر الوحيد الذي يجعل من العمل الفكري عملاً سهلاً وقابلاً للتطبيق
| محمد منار حميجو - تصوير- طارق السعدوني
أكد الرئيس بشار الأسد أهمية الحوار وفعاليته في إيجاد الحلول للمشاكل والعقبات لاسيما وأن الحوار هو الأمر الوحيد الذي يجعل من العمل الفكري عملاً سهلاً وقابلاً للتطبيق.
وخلال مشاركته في الحوارات المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر الأول لصندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية الذي حمل عنوان «تفعيل دور الشباب في العمل التنموي». تحدث سيادته إلى الحضور المتنوع من شباب وطلاب جامعات وخريجين وأيضاً صناعيين واقتصاديين ومُنتجين ومعهم أشخاص استفادوا من عمل الصندوق وحققوا النجاح والاستقلالية المادية، وحاورهم حول التوصيات التي أثمر عنها هذا المؤتمر لناحية تطوير عمل الصندوق والمرحلة المُقبلة التي يستعد للانتقال إليها بعد مرور عام من انطلاقته، وأيضاً سبل الوصول للمزيد من المستفيدين من مختلف المناطق وعلى كامل مساحة القطر، وكيفية تأطير علاقة الصندوق مع المصارف الأخرى مستقبلاً والاستفادة من القانون رقم 8 الخاص بمصارف التمويل الأصغر.
واعتبر السيد الرئيس أن صندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية هو فكرة لا تزال حيز التجربة وهي قابلة للتطور والنمو لاسيما حين تتيح لنا هذه التجربة تكوين رؤية أوضح لتحديد بدقة ماذا نريد من هذا الصندوق وما الهدف منه؟ مشيراً إلى أن الأفكار موجودة على الدوام ولكن التنظيم وترتيب الأولويات هو ما يجعلها أكثر واقعية، مؤكداً سيادته على أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل القاعدة الأساسية للاقتصاد.
وجرى حوار موسع بين سيادته والحضور، استمع من خلاله إلى المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب السوري عموماً والتي تعوق إنتاجهم وقدرتهم على العمل واستكمال التحصيل العلمي وفي حالات كثيرة تدفعهم إلى الهجرة إلى الخارج، وأيضاً استمع سيادته لمقترحات الحضور وأفكارهم والتي تتعلق بالأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وأكد سيادته أن السبب الرئيس لحضوره هذا المؤتمر يستند إلى أهمية الحوار وفعاليته في إيجاد الحلول للمشاكل والعقبات لاسيما وأن الحوار هو الأمر الوحيد الذي يجعل من العمل الفكري عملاً سهلاً وقابلاً للتطبيق.
مغروسون هاهنا في هذا الشرق
البطريرك يازجي لـ«الوطن»: صرختنا في زيارتنا للعديد من الدول دعوا شعبنا يعيش والعقوبات الاقتصادية تستهدف لقمة عيشه
دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي إلى رفع العقوبات الاقتصادية الآثمة التي تطول الإنسان في لقمة عيشه، وقال: من هنا من قلب دمشق التاريخ، قلب سورية الواحدة الموحدة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن أقصى شرقها إلى ماء بحرها، ندعو إلى رفع العقوبات الاقتصادية الآثمة التي تطول الإنسان في لقمة عيشه.
وفي كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر والذي انطلق أمس في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق أضاف البطريرك يازجي: ندعو إلى فك هذا الحصار الاقتصادي الخانق الذي يؤثر على الوضع الإقليمي عامةً ويجعل من الهجرة عبئاً ثقيلاً سواءٌ على الإنسان وعلى الدول المضيفة وعلى الديار الأم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» حول هذا الموضوع أشار البطريرك يازجي إلى أنه في كل الزيارات التي قام بها للعديد من الدول ولقائه مع المسؤولين على مختلف مستوياتهم كانت صرختنا دعوا شعبنا يعيش وأن هذه العقوبات تستهدف هذا الشعب الطيب ولقمة عيشه.
وأكد أن مجلس الأمناء في صدد تطوير الصندوق وأن جميع الخطوات في هذا الصدد تتم دراستها بكل جدية، داعياً كل أصحاب الخير والأيادي البيض للمساهمة في هذا الصندوق، مضيفاً: لن نقصر في تقديم المساعدة.
وقال البطريرك يازجي خلال كلمته الافتتاحية: أردناها مناسبةً رسمية نطلق من خلالها عمل هذا الصندوق لنقول كما قلنا دائماً لشعبنا وللغير إننا مغروسون هاهنا في هذا الشرق رغم كل الصعوبات ونحن هنا لنقول هذا ونجسده كما جسدناه دائماً في لغة الأفعال.
وأكد أن هذه لبنةٌ من لبناتٍ كثيرة تقول للعالم أجمع إننا كمسيحيين مشتولون في هذه الأرض ومسخّرون كل قوانا لنبقى فيها.
وتابع: أردنا أن نؤكد عبر المؤتمر أن كنيستنا تقف وبكبرٍ وبعيداً عن أي تبجحٍ إعلامي مزيف إلى جانب أبنائها في هذا الشرق بل بالأحرى أن الكنيسة هي أولاً وأخيراً من هذا الشعب الطيب.
ولفت البطريرك يازجي إلى أن هذه الأيام الصعبة يشكل الجانب المعيشي اليومي هاجساً أساسياً للكنيسة، مضيفاً: لا بل بالأحرى هو الهاجس الأساس لها لتبقى ببقاء أبنائها في هذه الأرض، وما عمل الصندوق هذا إلا ترجمةٌ حية لهذه الفكرة عبر دعم الشباب وإيجاد فرص العمل الملائمة مما يثبتهم في أرضهم ويحد من الهجرة التي تستنزف الإنسان والوطن.
وعبر البطريرك يازجي عن شكره للرئيس بشار الأسد لدعمه المعنوي واللوجستي ومن كل الجوانب لهذا الصندوق ولهذا المؤتمر.
سورية مهد المسيحية ومنطلق الإسلام
وزير الأوقاف لـ«الوطن»: العمل الخيري الذي تقوم به الكنائس في سورية لا يفرق بين مسيحيين ومسلمين
من جهته أكد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد أن الصندوق هو عمل اجتماعي خيري وطني يمكن الشباب ويخلق فرص عمل أمامهم، لافتاً إلى أن العمل الخيري الذي تقوم به البطريركية للروم الأرثوذكس والكنائس المسيحية في سورية هو بالإضافة إلى أنه أخلاقي وديني هو أيضاً اجتماعي ووطني من دون التفرقة بين أي منطقة سواء كانت مسيحية أم إسلامية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال السيد: هذه هي سورية مهد المسيحية ومنطلق الإسلام أي إنها تمثل القيم الأخلاقية قيم المواطنة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المشاريع التي تقوم بها وزارة الأوقاف مع إحدى الجمعيات التابعة للكنيسة في الغوطة الشرقية تنموية واجتماعية وأيضاً تأهيلية.
ولفت السيد إلى أن هناك وزارة مختصة في موضوع الجمعيات وهي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ولكن وزارة الأوقاف تقوم بدعم مالي كبير للجمعيات الخيرية.
وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر أكد السيد أن سورية مهد المسيحية والأعمال الخيرية لم تفرق بين مسلم ومسيحي، مشيراً إلى أن ما تقوم به المؤسسات الدينية هو فعل الخير فكل عوامل الخير تم تنفيذها على محبة الوطن رغم 11 عاماً من التكفير والإرهاب والتخريب التي عانينا منها كمسلمين ومسيحيين جميعاً من خطف وتدمير للمساجد والكنائس واستشهاد عدد من علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
لمزيد من التكافل والتماسك
بدورها أوضحت رئيسة مجلس إدارة الصندوق ربا ميرزا أن الصندوق يعمل من أجل مزيد من التكافل والتماسك والشعور بالآخر، وأضافت: نتوجه إلى كل من يرغب بدعم الصندوق لنستطيع معاً أن نحقق التنمية لمجتمعنا، مشيرة إلى أن المؤتمر إستراتيجي يعرض أهدافاً ويثبت قواعد ويضع خططاً لتشمل التجربة كامل الرقعة السورية.
وفي كلمة لها في افتتاح المؤتمر قالت ميرزا: صندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية جاء بدعم وتمويل ومتابعة من السيد الرئيس بشار الأسد وببركة ورعاية صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، مضيفة: في شهر آب من العام الماضي اجتمعنا ووقعنا النظام الداخلي وانبثق عن اللجنة المؤسسة مجلس الأمناء والإدارة فريق عمل متجانس يجمعه الدافع الصادق نحو العمل التطوعي الهادف إلى خدمة المجتمع وتعزيز إمكاناته.
وأوضحت أن الصندوق مركزي مقره دمشق يشمل نشاطه الجغرافيا السورية وهو يعمل على تقديم منح لتمويل مشاريع إنتاجية صغيرة ومتناهية في الصغر جديدة أو متعثرة يقترحها فرد أو مجموعة أفراد تتم دراستها بشكل دقيق ووفق معايير منهجية بحيث يعود بالنفع المادي المباشر على المستفيدين وعائلاتهم وتسمح بإيجاد فرص عمل توفر لهم العيش الكريم وتحميهم من مغريات الهجرة.
وأشارت ميرزا إلى أنه في شهر أيلول من العام الماضي انطلق أول مشروع، منوهة بأنه تمت الموافقة حتى نهاية العام الماضي على 15 مشروعاً تم توزيعها 12 في دمشق و2 في درعا ومشروع في القصير بريف حمص.
ولفتت إلى أنه في بداية العام الحالي تم تزويد الصندوق بملاءة مالية لتغطية المشاريع المقدمة، مشيرة إلى أنه بدأت الطلبات بالتزايد كما شهدت توزعاً وانتشاراً جغرافياً أكبر إضافة إلى أنها تنوعت من حيث النمط والنوع.
وأضافت: استطعنا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي إنجاز 49 مشروعاً توزعت على نحو 36 مشروعاً في دمشق وريفها و5 مشاريع في حمص وريفها ومشروع في ريف حماة و2 في درعا وريفها و5 مشاريع في طرطوس وريفها، مشيرة إلى أنه كانت المحصلة في أيلول من العام الماضي وحتى شهر نيسان من العام الحالي 64 مشروعاً تم إنجازها وتمويلها موزعة على 5 محافظات.
وأكدت ميرزا أنه يوجد حالياً 125 مشروعاً قيد الدراسة وفق ترتيب مني حسب تاريخ تقديم الطلب، متوقعة أن يزداد عدد الطلبات المقدمة شهرياً وكذلك عدد المشاريع الموافق عليها شهرياً، إضافة إلى توسع الرقعة الجغرافية، معربة عن أملها أن يتم الوصول إلى كل المحافظات السورية.
وقالت ميرزا: اليوم وبعد العمل المباشر على الأرض أصبحنا نمتلك دراسات واقعية مثبتة وعشنا ولا مسنا نسبة تأثر الطبقة المتعلمة وسجلنا هواجس الشباب وواجهنا صراع التحديات والفرص، مضيفة: وصلنا إلى حقيقة نتيجتها إننا قادرون على الاستمرار والنمو إضافة إلى أن دعم الشباب حتمي لإعادة إعمار سورية وأساس العمل هو دعم الجانب الاقتصادي بشكل كبير من دون إغفال الجانب الاجتماعي الحاضن الرئيس وحجر أساس المجتمعات كافة.
وقالت ميرزا: لذلك اليوم نطلق دعوة للتعاون ودعم الصندوق لخلق مناخ عمل إيجابي تشاركي ولتبادل الخبرات واستخلاص الحلول، مضيفة: نطلق دعوة للتنسيق ولتلقي الدعم وللعمل مع كل فرد مؤسسة أو جهة تشاركنا الرؤية والهدف وجهتها الأرض السورية.
وتابعت ميرزا: السيد الرئيس هو القائد الوحيد على مستوى المنطقة الذي أسس صندوقاً يضاهي بفكرته كل المنظمات العالمية نوعياً بما يمتاز به من تمويل سوري ومن مشاريع إنتاجية صغيرة ومتناهية في الصغر غيرت حياة مجموعة من الأسر السورية.
تعزيز إمكانات الأفراد لاسيما الشباب
وبين العضو في مجلس أمناء الصندوق عبد الأحد سفر أن أي شخص يريد أن يحصل على دعم من الصندوق عليه أن يقدم صورة عن المشروع الذي يرغب القيام به وبيان الفائدة من هذا المشروع، موضحاً أنه تتم دراسة الأوراق المقدمة من مجلس إدارة الصندوق بدقة.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين سفر أنه يتم إجراء كشف للتأكد من المعلومات المقدمة لإدارة الصندوق وبعد التأكد من المعلومات يتم إعطاء المبلغ لصاحب المشروع للانطلاق به.
ولفت إلى أن المشروع في حال كان سقف التمويل خمسين مليون ليرة فإنه لا يحتاج إلا لموافقة مجلس إدارة الصندوق وفي حال تجاوز هذا المبلغ فإنه بحاجة إلى موافقة مجلس الأمناء، مشيراً إلى أن هناك متابعة للمشروع الذي يتم تمويله من الصندوق.
وفي فعاليات المؤتمر تم عقد جلستين حواريتين الأولى حول التمويل الصغير والمشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر وتم تحليل الواقع الراهن في تمويل هذه المشاريع واستعراض مواطن القوة والضعف والفرص والتحديات فتم من خلالها التأكيد على العمل باستدامة عمل الصندوق في تمويل هذه المشاريع إضافة إلى ضرورة إيجاد بيئة تشريعية حتى يتسنى للبنوك التقليدية الدخول على خط دعم المشاريع، أما الجلسة الحوارية الثانية كانت حول الكنيسة اليوم وأثرها على الشباب.
يُذكر أن صندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية تأسس في آب ٢٠٢١ ويهدف بشكل أساسي إلى تعزيز إمكانات الأفراد لاسيما الشباب للانطلاق بمشاريعهم وتوفير البيئة المناسبة لأفكارهم العملية على الأرض، حيث نجح الصندوق حتى تاريخه بإطلاق عشرات المشاريع الإنتاجية الفردية والجماعية في مناطق مختلفة من الجغرافية السورية.