الجيش على أهبة الاستعداد.. ومراقبون لـ«الوطن»: تصعيد النظام التركي في حلب خطير وله عواقب وخيمة … حماة تشيع بموكب مهيب شهداء العدوان الإسرائيلي على مصياف
| حلب- خالد زنكلو
شيعت محافظة حماة أمس، بموكب رسمي وشعبي مهيب إلى مثاويها الأخيرة، جثامين الشهداء الذين ارتقوا أول أمس بالعدوان الإسرائيلي على مصياف، وذلك من مشفى مصياف الوطني.
الشهداء الخمسة كانوا ارتقوا إثر العدوان الجوي الذي نفذه العدو الإسرائيلي أول أمس برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب بانياس، مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الوسطى، وذلك حسب البيان العسكري الذي أكد تصدي وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ وإسقاط معظمها، حيث أدى هذا العدوان إضافة لارتقاء الشهداء الخمسة، جرح سبعة آخرين بينهم طفلة ووقوع بعض الخسائر المادية.
سورية وعبر خارجيتها، دعت مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة واضحة وصريحة لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على السيادة السورية، واتخاذ موقف لا لبس فيه منها وبمنأى عن أي اعتبارات وحسابات مسيسة تتعارض مع الموقف القانوني والسياسي الراسخ والواضح للأمم المتحدة وهيئاتها.
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ونشرتها وكالة «سانا»، إلى أن هذا العدوان جاء بعد ساعات من عدوان آخر ارتكبه الإرهابيون في شمال سورية، حين هاجموا وحدات الجيش العربي السوري، ما أدى إلى استشهاد عشرة جنود وجرح آخرين، مبينة أن هذين الاعتداءين جاءا نتيجة التنسيق الدائم بين إسرائيل، وأدواتها من الإرهابيين والقتلة.
ودعت سورية الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إصدار إدانة واضحة وصريحة لهذا العدوان، وبما يتسق مع ولاية مجلس الأمن في صون السلم والأمن الدوليين وفي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية المحتلة، ومطالبة الطرف الإسرائيلي المعتدي باحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالكف فوراً وبشكل غير مشروط عن تهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
جاءت هذه التطورات في وقت شهدت فيه الجبهة الميدانية في حلب تصعيداً تركياً كبيراً، حيث حذر مراقبون من خطورة هذا التصعيد ودلالاته العسكرية التي لا تحمد عقباها، خصوصاً لجهة تزامنه مع العدوان الإسرائيلي على ريف مصياف.
وأكد الخبراء لـ«الوطن»، أن التناغم المكشوف بين العدوانين التركي والإسرائيلي مدفوع من عواصم خارجية، في مقدمتها واشنطن، للضغط على موسكو، التي تخوض حرباً طاحنة في أوكرانيا، من بوابة الملف السوري الذي نجح فيه الضامن الروسي وعبر الاتفاقيات الموقعة مع نظام رجب طيب أردوغان بالاحتفاظ بخطوط التماس وخرائط السيطرة شمال وشمال شرق البلاد وفي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب لأكثر من ٢٦ شهراً.
وشدد الخبراء على أن الكرملين يراقب الوضع الميداني في سورية عن كثب للحفاظ على التهدئة، ومنع انزلاق المناطق إلى مواجهة شاملة لن تسلم من براثنها الأطراف المعتدية، بدليل توجيه رسائل نارية مباشرة إلى النظام التركي عقب التصعيد الأخير، لافتين إلى أن بالونات الاختبار التركية والإسرائيلية ستجد ردود الفعل المناسبة لها من موسكو ودمشق.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في ريف حلب الغربي لـ«الوطن» أن المقاتلات الروسية نفذت أمس ولليوم الثاني على التوالي، ٥ غارات جوية طالت محيط الفوج ١١١ في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل وجرح إرهابيين تابعين للنظام التركي وتدمير عتاد عسكري لهم.