عون دعا إلى المشاركة بكثافة واختيار من يكون أهلاً للدفاع عن الحقوق … اللبنانيون يختارون نوابهم اليوم
| سيلفا رزوق
يتجه اللبنانيون صباح اليوم نحو صناديق الاقتراع لاختيار نوابهم في البرلمان في انتخابات جرى التحشيد والتجييش لها بصورة غير مسبوقة.
الرئيس اللبناني ميشال عون، دعا إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة واختيار من يكون أهلاً للدفاع عن الحقوق، وقال في كلمة له قبيل الانتخابات التشريعية مساء أمس: «ليس بإمكان لبنان أن يحيا إلا بجميع مكوّناته وبجميع أبنائه وسبق واختُبرت محاولات العزل وأغرقت لبنان في بحر من الدم والدموع»، مشدداً على «ضرورة وقف خطاب الكراهية وشعارات التحريض وأحلام العزل ووقف فبركة الإشاعات وتخويف المواطنين من بعضهم بعضاً».
مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني جاد حيدر وصف في تصريح لـ«الوطن» الاستحقاق الانتخابي اليوم بالفريد، وقال: «لأول مرة سنشهد انتخابات نيابية بشبه غياب لمكون لبناني وهم أنصار آل الحريري، لاسيما مع الدعوات للمقاطعة حيث ستشهد المناطق ذات الكثافة السكانية لمناصري هذا التيار، شبه مقاطعة لهذه الانتخابات، أما بالنسبة للمناطق اللبنانية الأخرى ستكون هناك مشاركة كبيرة وزيادة في الإقبال على الانتخابات».
حيدر أشار إلى أن نتائج هذه الانتخابات لن تشهد تغييراً كبيراً إلا في بعض الدوائر التي قد تحصل فيها بعض الخروقات والتي لن تتعدى العشرة بالمئة، متوقعاً أن يحافظ حلف القوى الوطنية والمقاومة على الأكثرية النيابية داخل المجلس خلال هذه الانتخابات، متمنياً أن يمر هذا الاستحقاق بديمقراطية وهدوء، وأن تبدأ صفحة جديدة في البلاد في اليوم التالي لهذه الانتخابات والتفكير في الحلول الجدية التي يحتاجها لبنان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها.
حيدر اعتبر أن الخط السياسي الذي ينتمي إليه الحزب الديمقراطي اللبناني يمثل الأكثرية الشعبية وهذا سيترجم في صناديق الاقتراع، مشيراً إلى أن نتائج الانتخابات ستثبت صحة خيارات الخط الوطني المقاوم، والداعي لضرورة الاهتمام بالوضع الاقتصادي وفتح علاقات طبيعية مع سورية.
بدوره وصف عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي فراس الشوفي في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن الانتخابات اليوم هي مفصلية في ظل ظرف دولي وإقليمي ومحلي خطير، وسط انهيار اقتصادي ووسط حملة تجييشية غير مسبوقة ضد فريق المقاومة، واستخدام لكل الوسائل القذرة في هذه الحرب، وعلى رأسها سلاح التحريض الطائفي والمال الانتخابي، حيث عملت قوى الطوائف والتقسيم على إغراق البلاد بالمال الانتخابي، معتبراً أن هذه القوى تسعى لجر لبنان نحو الصراع والتناحر وجره للحرب الأهلية، بدلاً من البحث عن الحلول التي تؤمن للبنانيين مخرجاً من هذه الأزمة الاقتصادية الخطيرة.
الشوفي الذي رفض التعليق على النتائج المتوقعة للانتخابات النيابية، لفت إلى أن المعركة شرسة ولا يمكن لأحد التنبؤ بمصيرها، مؤكداً على أهمية الكثافة بالمشاركة لاسيما في ظل الخطاب الإلغائي الذي يتوعد به منذ الآن الفريق الآخر والذي يقوده تنظيم «القوات اللبنانية».
واعتبر الشوفي أن تداعيات الخطاب العدائي القائم ينذر بعواقب وخيمة في حال تركت القوات اللبنانية لتنفذ مشاريعها الخطيرة سواء عبر صناديق الاقتراع أو التحركات الميدانية، موضحاً أن مرشحي الحزب السوري القومي الاجتماعي الأربعة يخوضون اليوم معركة «كسر عضم» مع مرشحي القوات اللبنانية التي أدخلت المال الانتخابي بصورة غير مسبوقة، وقال: «مهما دفعوا من أموال لن يتمكنوا من تغيير وجهة البلد».
ومن المفترض أن يختار الناخبون اللبنانيون في السباق البرلماني المرتقب، 128 نائباً يتوزعون على 15 دائرة انتخابية، وفق قانون انتخابي يعتمد على النسبية على أساس اللوائح المغلقة، مع إعطاء صوت تفضيلي واحد من كل ناخب لمرشح ضمن اللائحة.