رياضة

منتخب ناشئي السلة في غرب آسيا جعجعة بلا طحين

| مهند الحسني

ليست هي المرة الأولى التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية في بطولات غرب آسيا للفئات العمرية، وليست هي المرة الأولى التي لم تحقق فيها منتخباتنا نتائج جيدة، وليست هي المرة الأولى التي لا نتأهل فيها للنهائيات الآسيوية، لكنها هي المرة الأولى التي يمنى فيها منتخبنا بأربع خسارات علقمية ومؤلمة كانت كافية لوضعه في المركز الأخير، ولن نتوقف عند الخسارات الرقمية التي أذهلتنا وتركت الكثير من التساؤلات، وإنما سنتوقف عند الأداء الذي ظهر عليه المنتخب في تلك البطولة، والذي أثار استغراب الشارع الرياضي لأن التصريحات التي سبقت المشاركة وضعت منتخبنا بين المركزين الأول والثاني لتشطح بنا الأحلام برؤية منتخبنا معتلياً منصات التتويج عن جدارة واستحقاق وفي جعبته إحدى بطاقتي التأهل للنهائيات الآسيوية، واتسعت فسحة تفاؤلنا بعد تأكيدات الجهاز الفني للمنتخب بأننا من أقوى المنافسين وسنلعب كرة سلة عصرية متطورة، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعد الأداء العقيم والصورة الباهتة التي ظهر عليها في لقاءاته بالبطولة فردياً وجماعياً.

حقيقة

صدقت توقعات الخبراء والمتابعين عن نتائج منتخب الناشئين في مشاركته الأخيرة في بطولة غرب آسيا التي اختتمت مساء يوم السبت الفائت وتوج بلقبها المنتخب الإيراني، وعلى خلاف الأحوال المضطربة للمنتخبات في أيام الاتحاد السابق عندما كان الأداء والنتائج حبة فوق وحبة تحت، فإن هذا المنتخب نجح في تحقيق أداء ثابت على مستوى تكرار الهزائم، وفشله في تحقيق أي فوز يحفظ ماء وجهنا، فحصل وبكل جدارة على لقب حصالة البطولة.

المؤشرات كانت واضحة بأن الفشل سيكون رفيقاً لهذا المنتخب منذ بداية تشكيله، فاللاعبون لم يتوافر لهم العدد اللازم من المباريات الاستعدادية القوية، والدوري سلق بطريقة التجمعات وكأنه كان يشكل عبئاً على اتحاد اللعبة، الإعداد فترته كانت قصيرة والشعارات كانت العين بصيرة واليد قصيرة.

فوق هذا وذاك سافر المنتخب إلى البطولة من دون مباريات ودية مناسبة توازي قوة المنتخبات المشاركة التي تحضرت بشكل جيد، واكتفى بمباريات بلا فائدة مع فرق أشبه بالأحياء الشعبية، ولا يمكن أن تسمن أو تغني بشيء جديد حقيقية لأنها كانت مع فرق ضعيفة وغير مستعدة للقاء المنتخب، فجاء التحضير على عجل وسط فوضى غريبة وتساؤلات عن سبب تأخير تشكيل المنتخب.

طموح

إن أقصى طموحاتنا اليوم أن نحافظ على مراكزنا المتراجعة التي باتت حلماً لنا في ظل الخطط الإستراتيجية للاتحاد الحالي التي وصلت بِنَا إلى إنجاز سيسجل في لوحة التميز للاتحاد عندما خسر منتخب الناشئين أمام منتخب العراق في سابقة لا تحمل سجلات مشاركاتنا مثيلاً لها.

أما النتائج الرقمية فذكرتنا بأيام عز منتخباتنا السلوية عندما كانت تمطر سلات منتخبات غرب آسيا وتحقق فروقات كبيرة عليها، لنشهد اليوم وبفضل التخطيط المتقن للاتحاد الحالي ورؤيته بعيدة المدى في إعداد المنتخبات، تحول منتخبنا من بطل إلى كومبارس، ومن منتخب كان يحسب له ألف حساب إلى قط أليف تستبيح سلته جميع الفرق بسهولة.

قيل الكثير حول كفاءة الجهاز الفني للمنتخب وعملية انتقاء اللاعبين وبأنه كان في الإمكان أحسن مما كان، لكن الأكيد هو أن مستوى الإعداد ومدته وواقع دوري الناشئين لا يؤسس لحالة مثالية تفرز أفضل المدربين واللاعبين، وأي تقييم لن يكون عادلاً ما دام الاتحاد عاجزاً عن إدارة مسابقة مفيدة وتوفير ظروف إعداد سليمة لأسهل منتخباته.

خلاصة

سلتنا إذا كان هذا المنتخب مستقبلها فلن نبوح بسر إذا قلنا إنها ليست بخير وبأن القادم سيجبرنا على الترحم على ما مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن