استغاثة من بادية السويداء … 56 ألف رأس ماشية في قرية الشعاب مهددة بالنفوق لنقص الأعلاف ومياه الشرب
| السويداء– عبير صيموعة
أدى نقص الأعلاف وارتفاع بورصة أسعارها لدى القطاع الخاص إلى نفوق المئات من رؤوس الماشية في قرية الشعاب المحاذية لبادية السويداء.
وأطلق أهالي القرية التي يقطنها أكثر من خمسة آلاف من أبناء عشيرة الرمثان صرخة استغاثة مناشدين الجهات المعنية بضرورة تأمين الأعلاف عن طريق فتح دورات علفية إضافية أو تأمينها بأسعار لكسر احتكارها من القطاع الخاص.
وأكدوا في شكواهم لـ«الوطن» أن عدد قطعان القرية من الماشية كان يتجاوز الـ50 ألف رأس من الأغنام وأكثر من ألف رأس إبل و5 آلاف رأس ماعز إلا أن المئات منها قد تعرض للنفوق خلال الأشهر القليلة الماضية جراء نقص الأعلاف ليبقى الآلاف منها معرضاً للمرض والهزال في حال بقاء الحال على ما هو عليه متسائلين أين قطعانهم من تصريحات الحكومة بضرورة حماية الثروة الحيوانية ودعمها.
مختار القرية حمد الرمثان أكد لـ«الوطن» ضرورة دعم الأهالي في الشعاب ليتمكنوا من الحفاظ على قطعانهم من الماشية التي تشكل رافداً أساسياً في اقتصادا في حال جرى العمل على تأمين أبسط متطلباتها من الأعلاف لأنها مصدر رزقهم وسبب تثبيتهم في قريتهم التي شكلت صمام الأمان للمنطقة الشرقية الجنوبية للمحافظة على مر السنوات العشر الماضية، لافتاً إلى أن غلاء الأعلاف وقلة المراعي أديا إلى خطر كبير أحاق بكامل القطعان كما أدى إلى إلحاق الخسائر الكبيرة بالمربين الذين باتوا في حالة من العوز الشديد مع محاولاتهم اليائسة في تأمين غذاء مواشيهم بعد أن وصل طن الشعير إلى مليونين و200 ألف وطن النخالة إلى أكثر من مليون و7 آلاف وعجزهم عن استئجار الأراضي غير القابلة للحصاد من مزارعيها جراء ارتفاع أسعارها هي الأخرى، وهو الأمر الذي دفع المربين إلى بيع أعداد كبيرة من رؤوس القطيع بأقل من 200 ألف للرأس وبالدين على أن يتم تسديد أثمانها العام القادم لضمان عدم نفوقها لديهم.
وأكد المختار ضرورة تحرك الفريق الحكومي بالسرعة القصوى لإنقاذ ما تبقى من قطعانهم بتقديم القروض للمربين لضمان استمرارية شراء الأعلاف من القطاع الخاص لافتاً إلى أن الحل الأجدى حالياً إضافة إلى السعي لتأمين الأعلاف من المؤسسة بفتح دورات علفية استثنائية في ظل الوضع الاستثنائي التي تعيشه البلاد في ظل عدم توافر المراعي بالمساحات المطلوبة مبيناً أنه في عام 1999 وعام 2000 قامت الحكومة وفي ظل قحط طال البلاد بتقديم قروض ميسرة للمربين لتأمين حاجتهم من الأعلاف ما انعكس إيجاباً على واقع الثروة الحيوانية التي تعتبر الداعم الأكبر لاقتصاد البلد.
وشدد على ضرورة افتتاح مركز توزيع الأعلاف في صلخد وهو الأقرب إلى القرية لاضطرارهم إلى قطع عشرات الكيلومترات إلى مركز نبع عرى للحصول على مخصصات ماشيتهم من الأعلاف.
وبين المختار حاجة القرية إلى حفر بئر لتغطية حاجتها من المياه موضحاً أن مياه الشرب التي تضخ إلى القرية من تجمع آبار خازمة إلى طالع القرية لا تكفي حاجة سكانها إلى مياه الشرب واضطرارهم إلى شراء المياه لسقاية القطعان عبر الصهاريج الخاصة.
رئيس بلدية قيصما أنور الأطرش أكد لـ«الوطن» أن جميع مطالب الأهالي في قرية الشعاب محقة بما يتعلق بالثروة الحيوانية خاصة بعد تعرض أعداد كبيرة منها للنفوق جراء نقص الأعلاف مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل سريع لتأمين الأعلاف لما تشكله القطعان من مصدر أساسي لمادة الحليب الذي يؤمن احتياجات المحافظة وغيرها من محافظات القطر من منتجات الألبان والأجبان إضافة إلى اللحوم.