منظمة «الخوذ البيضاء» السيئة الذكر باتت مثالاً للأيدي الغربية المنغمسة بدم الأبرياء، وأداة للدوائر الامبريالية مشحونة بالغدر والنفاق والإجرام، تم زجها في قضايا حساسة تحت عناوين إنسانية بعيدة كل البعد عن العمل الإنساني، إلى درجة أنه تم تصنيفها على أنها فصيل إرهابي محترف الخداع والإجرام إلى درجة اندراجه بامتياز في قائمة المنظمات الإرهابية، ممتهنة الارتزاق وبيع الضمائر في أسواق نخاسة لحساب الدوائر الاستخبارية الغربية، وتحديداً المخابرات البريطانية والأميركية.
منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية هذه، هي وليدة المخابرات العسكرية البريطانية التي كلفت خبيرها الأمني جيمس لي ميزوريه، مهمة قيادة عملها إلى جانب المنظمات الإرهابية التي سبق أن أُرسِلًت إلى سورية من مختلف دول العالم، وخاصة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، على أنها مهمة إنسانية، على حين كانت مهمة هذه المنظمة اللاإنسانية بل أيضاً الإجرامية، هي فبركة مسرحيات استخدام السلاح الكيميائي ضد المواطنين السوريين سابقاً، وضد المواطنين الأوكرانيين راهناً، تلك المسرحيات التي ما لبثت أن اكتُشِفَت وافتُضِحَ أمرها في سورية، ومن ثم في أوكرانيا، وهذا مثبت في تقارير دولية حيادية وإعلامية ميدانية واقعية.
المهمة الأولى لـ«الخوذ البيضاء» كانت في سورية، بينما المهمة الثانية المشابهة هي الآن في أوكرانيا والهدف ذاته، وحسب الخبير في الشأن الأوروبي أنطوان شاربنتيه، فإن مهمتها شن حملة إعلامية وضخ إعلامي كاذب ضد روسيا، على غرار ما حصل من قبل في سورية، ومنذ ما قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والقيام باستفزازات على الأرض تنفذها مجموعات إرهابية أوكرانية وغيرها من المنظمات التي أتت إلى أوكرانيا من مختلف أنحاء العالم.
في إضاءة على خلفية تأسيس «الخوذ البيضاء»، يتبين بالدليل القاطع أن المكلف بتأسيسها من قبل مخابرات الجيش البريطاني وهو أحد موظفيها السابقين الخبير الأمني جيمس لي ميزوريه، بات يعمل لمصلحة منظمات إرهابية تزاول النشاط المشبوه مثل جماعة المرتزقة «أوليف غروب».
وأكثر ما يستحق الإضاءة عليه والاهتمام به، هو الدعم المالي الذي حصل عليه ميزوريه من الدول الأجنبية، حيث حصل بادئ الأمر على ثلاثمئة ألف دولار من عدد من الدول منها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، ثم ارتفع حسابه إلى مئة مليون دولار، حين بدأ يتلقى الدعم من منظمات غير حكومية، حيث تلقى 4.5 ملايين دولار من هولندا، و4.5 ملايين دولار من ألمانيا، و3.2 ملايين دولار من الدانمارك، ومبالغ أخرى من اليابان وكندا، وآليات ومعدات وتجهيزات لوجستية من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويبدو واضحاً أن الغرض من ذهاب «الخوذ البيضاء» إلى أوكرانيا، هو تلفيق الأكاذيب والمسرحيات الكيميائية وتحميل روسيا زوراً وبهتاناً مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين الأوكرانيين، على غرار ما حصل في سورية، برعاية علنية من حلف الناتو والغرب الأطلسي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وتوظيف تلك الافتراءات والأكاذيب في إطار حملة مكشوفة من قبل الإعلام الغربي المستمر في ترويج تلك الأكاذيب واستغلالها بما يخدم السياسة الأميركية العامة التي لم تعد خافية على أحد، والتي لن تنطلي على أحد.