سورية

الاحتلال التركي ومرتزقته يشعلون الشمال والجيش يرد ويكبد الإرهابيين خسائر كبيرة

| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات

واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون التصعيد العسكري، لليوم الثالث على التوالي، في ريفي حلب الشمالي والغربي، بإيعاز من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي يبدو أنه استهوى إشعال المنطقة وإبقاءها في دوامة العنف خدمة لأجندته الاستعمارية التوسعية، ما دفع الجيش العربي السوري إلى الرد على خروقات وقف إطلاق النار وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة.

وامتدت دائرة التصعيد العسكري لنظام أردوغان لتشمل ريف حلب الشرقي ولتصل، كما هي العادة، إلى ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الشمالي الغربي، من دون أن تستثني منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، وخصوصاً ريف المحافظة الجنوبي دائم العهد مع خروقات إرهابيي النظام التركي لوقف إطلاق النار.

ويبدو أن النظام التركي يستهدف تسجيل نقاط من جولة العنف الجديدة، التي تواكب الحرب الروسية ضد النازية في أوكرانيا، لتحقيق مكاسب سياسية آنية تقربه من الإدارة الأميركية بما يخص الملف الأوكراني، ومكاسب عسكرية لاحقة لا تخفى أهدافها على الضامن الروسي للاتفاقيات الثنائية الخاصة بالمناطق المستهدفة.

فبعد استهداف حافلة مبيت للجيش العربي السوري غرب حلب وارتقاء 10 شهداء ثم استشهاد طفل بقذائف الإرهاب على بلدتي نبل والزهراء شمال المحافظة خلال تشييع الشهداء يوم الجمعة الماضي، واصل جيش الاحتلال التركي خلال اليومين الماضيين ومن قاعدته العسكرية في بلدة مارع قصفه الصاروخي والمدفعي لنقاط الجيش العربي السوري في محور كفر تعال وكفر نوران، وليرد الجيش العربي السوري على مصادر إطلاق النار مكبداً الإرهابيين خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وفق قول مصدر ميداني بريف حلب الغربي لـ«الوطن».

مصادر محلية في ريف حلب الشمالي الأوسط، ذكرت لـ«الوطن» أن التصعيد الميداني الممنهح من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الذين يسميهم «الجيش الوطني» استمر أمس باتجاه القرى والبلدات الآمنة لإفراغها من سكانها.

وأشارت إلى أن القصف البري تركز أمس على بلدتي تل قراح وكفر أنطوان التابعتين لمنطقة عفرين بعد أن طال في اليوم السابق قرى الصوغانية وتنب وزناعيت ومياسة التابعة لمنطقة إعزاز.

مصادر أهلية في ريف حلب الشرقي، قالت لـ«الوطن»: إن جيش الاحتلال التركي وما يسمى «الجيش الوطني» حولا أمس فوهات مدفعيتهما من عين العرب، التي نالت حظاً وافراً من القصف في اليوم الذي سبقه، إلى ريف منبج الشمالي حيث بلدة المحسنلي التي نزح معظم سكانها بفعل القصف المتكرر بين الحين والآخر.

أما في ريف الرقة الشمالي، فلا تزال بلدتا جهبل ومشيرفة إضافة إلى مخيم عين عيسى، وهي واقعة تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية، تحت وابل من القصف المدفعي والصاروخي، إذ أفادت مصادر أهلية فيهما «الوطن» عن تسجيل إصابتين في صفوف المدنيين أمس، على حين قطع طريق عام حلب – الحسكة المار من البلدتين من حركة المرور جراء القصف التركي المتواصل لشل الحركة على الطريق.

ولم تتغير حال أرياف بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة أمس عن الأيام السابقة، من ناحية استمرار القصف المدفعي الصاروخي لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، الذين كثفوا أمس اعتداءاتهم على قرى الوردية وتل شعير وأم الكيف الواقعة تحت هيمنة «قسد»، من دون معرفة أعداد الإصابات في صفوف السكان، وفق قول مصدر محلي في تل تمر لـ«الوطن».

من جهة ثانية، قتل اثنان من مسلحي «الجيش الوطني» إثر استهداف ميليشيات «قسد» الانفصالية سيارتهما شمال الحسكة، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.

المصادر أشارت إلى أن «قسد» استهدفت بـ«صاروخ حراري» سيارة كانت تقل اثنين من مسلحي «الجيش الوطني» في قرية الريحانية شمال الحسكة، ما أدى إلى مقتلهما، وذلك بعد يوم من إصابة أحد مسلحي ما تسمى «الفرقة 20» إثر استهداف «قسد» سيارة عسكرية بـ«صاروخ موجه» في منطقة العلية بريف رأس العين المحتلة شمال الحسكة.

في المقابل، قالت وكالة أنباء «الأناضول» التابعة للنظام التركي: إن «الاستخبارات التركية تمكنت من تحييد إرهابي في منطقة عين العرب شرق حلب».

وحسب الوكالة، فإن استخبارات النظام التركي تمكنت من «تحييد» شخص يدعي أكرم أوستك أحد مسلحي ما يسمى «وحدات الحماية المدنية» الكردية التابعة لـ«قسد» والصادر بحقه مذكرة بحث من سلطات النظام التركي.

إلى «خفض التصعيد»، حيث صرح مصدر ميداني لـ «الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري في ريف إدلب الجنوبي ردت أمس على خروقات الإرهابيين لوقف إطلاق النار وأخرست مصادر نيرانهم في محيط بلدات الفطيرة وسفوهن وبينين وفليفل، بعد الاعتداء على نقاط تمركزها، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين، إلى جانب تكبيدهم خسائر أخرى بشرية وعسكرية خلال استهداف الجيش أمس نقاط تمركزهم في محور السرمانية بسهل الغاب شمال غرب حماة ومحور كبانة شمال اللاذقية.

وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ «الوطن» أن «الهدوء الحذر وشبه التام ساد مختلف قطاعات البادية»، حتى ساعة إعداد هذا التقرير ليل أمس، في حين تواصل الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة عمليات تمشيطها من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار المصدر إلى أن الجيش كبد خلال الأيام القليلة الماضية الدواعش خسائر فادحة خلال الاشتباكات التي خاضها معها في عدة قطاعات، إضافة إلى استهداف الطيران الحربي السوري والروسي أوكاراً لهم في باديتي حماة الشرقية والرقة الغربية.

في سياق آخر، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون على جانب طريق دمشق- درعا القديم في ريف درعا الشمالي، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.

ونقلت الوكالة عن مصدر في الجهات المختصة أن عبوة ناسفة زرعها مجهولون انفجرت على جانب طريق دمشق – درعا القديم عند مفرق بلدة القنية بالريف الشمالي ما أدى إلى حدوث أضرار مادية من دون وقوع إصابات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن