معرض الربيع السنوي يشع بفنانيه الشباب من قلعة دمشق … د. لبانة مشوّح: من هذا المكان الساحر توخينا أن تكون اللوحات أكثر انتقائية وفيها جدة وحداثة
| سارة سلامة- ت: طارق السعدوني
بمشاركة 40 فناناً افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح معرض الربيع السنوي 2022 الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة
بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين في خان أسعد باشا بدمشق.
ويتضمن المعرض حوالي 40 عملاً من مختلف المجالات الإبداعية البصرية من تصوير ونحت وخزف وغرافيك إضافة إلى المشاريع التجريبية «فيديو آرت» ومشاريع تركيبية، وذلك في «قاعة العرش» بقلعة دمشق للمرة الأولى هذا المكان العريق الذي أضفى حميمية أكثر على اللوحات، التي تميزت بتنوعها بين التصوير الزيتي والنحت، وركزت هذا العام على النوع والجودة والتميز لا العدد، حيث حملت روح شباب كثر خريجين ليعرضوا أعمالهم وتشكل بوابة وبارقة أمل نحو مستقبلهم، في مكان يضفي الحميمية ويحمل الطابع الدمشقي لم يخل من العطاء على مر تاريخه تزهو قلعة دمشق اليوم بفنانيها الشباب تقدمهم خطوة نحو المستقبل لينطلقوا بعدها ببناء أنفسهم.
مشاركات متنوعة ومشاريع تخرج عرضها الشباب في القاعة التي تعج بالزوار وتحدثنا إلى بعضهم وتلقفنا مشاعرهم وطموحهم وحكاية عملهم.
انتقائية كبيرة
وفي تصريح للصحفيين قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح إنها «سعيدة جداً بافتتاح معرض الربيع للفن التشكيلي وهو تجسيد لاحتضان وزارة الثقافة وسورية بشكل عام لفنانينا الشباب، ولكن السعادة أكبر بالمكان وهذه أول مرة يقام فيها معرض فن تشكيلي في مكان بهذا الجمال وهذه العظمة وقاعة العرش في قلعة دمشق، وقريباً ستفتتح القلعة للزوار ليتمتعوا بأنفسهم بهذه القاعة وغيرها من الأروقة ومن مقتنيات هذا المكان».
وأضافت الوزيرة: إن «الجديد في هذا الأمر ليس فقط المكان وإنما نوعية اللوحات المعروضة، هناك انتقائية كبيرة في اللوحات لذلك انخفض عدد اللوحات المعروضة فعادة ما يكون هناك ما يزيد على 60 لوحة، هذه المرة توخينا أن تكون أكثر انتقائية ونلاحظ أن المدارس فيها الكثير من الجدة والحداثة، وهذا يساعد على انتقال الفنان من نمط اعتاد عليه إلى أنماط إبداعية أخرى وهذا هو الإبداع والتجديد».
شعور الاختناق
من جهتها قالت إسراء بارودي وهي خريجة عام 2021: «إنها المشاركة الأولى لي بمعرض الربيع وعملي يحمل اسم الربيع وهو إحدى لوحات التخرج، رسمته عندما حاولت نقل شعوري بحالة ضغط وتوتر، وأردت من خلالها توصيف حالتي، وجل ما فكرت به هو لبس كيس نايلون لأجرب شعور الاختناق والتوتر وحالة الضياع، والكيس هو رمز وحاجز لأي ضيق ممكن أن يجعلني أتنفس الصعداء وما احتاجه هو فقط خلع الكيس عن وجهي لأوصل الفكرة».
عمل عن الأشجار
بينما قالت نور الكوا إن «هذه المشاركة العاشرة لي في معرض الربيع وشاركت في هذه السنة من خلال شجرة وأحببت أن أغير أسلوب هذه الشجرة وهي جاءت ضمن مجموعة عملت فيها ما يقارب الـ٣٠ عملاً عن الأشجار، واخترت هذه الشجرة لأنها تناسب الوحي العام لهذا المعرض كالربيع خاصة أنه مخصص للشباب».
ولاحظت هذه السنة أن «المكان قد تغير وأصبحت لديه هوية مختلفة جميلة جداً في هذا الصرح الحضاري قلعة دمشق والمكان الأثري الجميل، وما يميزه أنه يسلط الضوء على الشباب وفيه مشاركات متنوعة».
«التنك» يشبهنا
حنان الحاج شاركت في المعرض من خلال عمل من خامة المعدن «التنك» وهو عبارة عن شخصية إنسانية ليست ذكراً ولا أنثى، استخدمت «التنك» لأنه يلامس حالتنا الداخلية بعد 10 سنوات من الأزمة، ورغم كل ما مررنا به استطعنا أن نخرج مواهبنا ونتقدم رغم كل النكبات، والفن وجد لكي نوصل رسائلنا ونحكي من خلاله قصصنا، واشتغلت أكثر من عمل من دون عرض إلا أن هذه التجربة لاقت النور في معرض الربيع».
مثال حقيقي للصبر
وبينت تسنيم شيخموس أن هذه المشاركة الثالثة لها في المعرض والجائزة الثالثة لها أيضاً، أما عن مشاركتها فقالت: «لوحتي ذات طابع معدني واعتمدت فيها على المساحات أكثر من الخط هذه المرة مستخدمة عنصر المرأة وفي أغلب لوحاتي أستخدم هذا العنصر لأنها عنوان ومثال حقيقي عن الصبر، وهذه التقنية تسمى «الفونيه وايفورت» نشتغلها بتكنيك خاص على المعدن لإظهار هذه الخطوط التي يجب تنزيلها بالأسيد ووضع مواد تتداخل معها».