ثقافة وفن

الوزارة كرّمت مبدعيها الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2021 … وزيرة الثقافة: هذه الجائزة هي أفضل تعبير عن حرص الدولة على احتضان المبدعين وتقدير إمكانياتهم

| مايا سلامي

لطالما شكّل المفكرون والمبدعون حجر الأساس واللّبنة الأولى لبناء هذا المجتمع العريق وللنهوض بمستواه الثقاقي والحضاري، فكانوا عماداً لهذه الأمة ومنارة درب أجيالها وبصيص أملها في ظل كل ما مرت به من تحديات صعبة.

وتقديراً لهم على عطائهم الفكري والإبداعي والفني كرّمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2021، حيث ذهبت في مجال الأدب للأديب صفوان إبراهيم، أما في فرع الفنون فحصدها المايسترو عدنان فتح الله، على حين حجبت الجائزة لهذه السنة في مجال النقد والدراسات والترجمة.

أفضل تعبير

وفي تصريح لوزيرة الثقافة لبانة مشوّح أكدت أنه من مهام وزارة الثقافة احتضان الإبداع وأن المرسوم الرئاسي الكريم يمنح المبدعين جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في ثلاثة حقول هي الفنون، الآداب، الدراسات والترجمة والتأليف، وهذه الجائزة هي أفضل تعبير عن حرص الدولة على احتضان المبدعين وتقديرهم وبيان إمكانياتهم.

وأضافت: «اليوم فاز في جائزة الدولة التشجيعية اثنان من الشباب، لأنها مخصصة لمن هم دون الخمسين عاماً وفاز بها عن فئة الأدب شاب هو في الوقت ذاته عقيد طيار وهو أيضاً روائي وثق السنوات العشر من الحرب وله شقيق شهيد هو الذي دفعه لكتابة الرواية التي فاز بها، حيث حرض فيه استشهاده الكثير من الأسئلة صاغها بأسلوب أدبي جميل وراق وسلس حتى وصل إلى ما آل إليه الآن ونال هذه الجائزة».

وتابعت: « أما بالنسبة عن الجائزة التشجيعية في مجال الفنون فقد فاز بها قائد الفرقة الوطنية المايسترو عدنان فتح اللـه وهو عميد المعهد العالي للموسيقا ومدير معهد صلح الوادي ولكنه فوق كل ذلك هو مؤلف موسيقي كلاسيكي للموسيقا العربية ومبدع في إعادة توزيعها».

كما أعربت عن سعادتها بجميع الفائزين بهذه الجائزة التشجيعية التي لاشك في أنها تمثل حافزاً للكثيرين لاستمرار إبداعهم وتقديم أفضل ما لديهم.

فرح كبير

وبدوره كشف الأديب صفوان إبراهيم عن مدى سعادته بنيل جائزة الدولة التشجيعية حيث قال: «في الحقيقة عندما علمت بإحرازي لجائزة الدولة التشجيعية انتابني فرح كبير فهذه الجائزة تعني لي الكثير وخاصة أنها من عاصمة بلدي العريقة دمشق، وبالمجمل هذا التكريم هو تقدير لما قدمته وهو بمعنى شامل أن دمشق ما تزال صاحبة رؤية واضحة وغير مشوشة كما يروجون لها وأكبر دليل على ذلك وجودي هنا وتقدير أعمالي الأدبية».

وعن أهمية هذه الجائزة في تشجيع الفكر والإبداع أوضح إبراهيم أن أهمية هذه الجائزة تنبع من مصدرها مدينة دمشق التي دائماً وأبداً كانت تكرم المبدعين، فهي المنشأ الأساسي للإبداع ليس على مستوى سورية فقط بل على مستوى العالم، وهذا الكلام ليس آنياً فقط فهي منذ آلاف السنين تتبع طريق الإبداع وأكبر دليل على ذلك كان أنه نشأ فيها الحرف الأول والنوطة الموسيقية الأولى كما أنها أدت دوراً مهماً في حماية كل الإبداع المقدم فيها.

طاقة مهمة

أما المايسترو عدنان فتح اللـه فبين: «بداية أتقدم بالشكر لوزيرة الثقافة السيدة لبانة مشوّح على هذا التكريم الذي يعني لي الكثير ويمنحني أنا وكل الموسيقيين الأكاديميين طاقة مهمة جداً للاستمرار في طريق الإبداع وتحقيق الأهداف التي نرمي إليها».

وأشار إلى أنه في السنوات الماضية كان هناك إيمان بأثر الموسيقا وبأهميتها سواء كان ذلك في حالة الحرب أم في حالة السلم كانوا جميعاً مؤمنين بأهمية هذا التأثير سواء من الناحية التربوية من خلال عملهم في التدريس بالمعاهد التأهيلية أم حتى أيضاً في الحفلات التي قدموها رغم كل الصعوبات، مؤكداً أن جهودهم لم تتوقف يوماً في السعي لتوثيق التراث الموسيقي وتقديم أعمال موسيقية سورية تغني المكتبة الموسيقية الوطنية.

لمحة عن الفائزين

الأديب صفوان إبراهيم من مواليد مدينة اللاذقية 1978 انتسب للكلية الجوية وتخرج ضابطاً طياراً عام 1999، بدأ رحلته مع الكتابة عام 2013 بعد استشهاد أخيه في الرقة ونال جائزة وزارة الأوقاف بمسابقة نبي الرحمة وجائزة حنا مينه لعام 2017 عن رواية ( وصايا من مشفى المجانين) وجائزة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا للإبداع الروائي عن رواية (نداء الأرواح)، كما صدر لإبراهيم عن الهيئة العامة السورية للكتاب روايتا ( طابقان في عدرا العمالية)، (ورود من أرض النار) ضمن مشروع مدونة الحرب.

أما المايسترو عدنان فتح اللـه فهو قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا، ولد عام 1983 وبدأ دراسة الموسيقا في السادسة من عمره، وفي عام 2010 تخرج في المعهد العالي للموسيقا في دمشق باختصاص آلة العود، وهو حاصل أيضاً على ماجستير تأهيل وتخصص في التربية الموسيقية من جامعة دمشق وحائز على شهادة دبلوم من جامعة إيديكسل البريطانية في اختصاص التسويق والسياحة، كما أسس العديد من الفرق الموسيقية المحلية أبرزها فرقة سوزدلار للموسيقا الشرقية وفرقة بروكار، له مشاركات وفعاليات منوعة محلية وعربية ودولية، إضافة إلى عدة مؤلفات بتوقيعه منها «لحظات»، «هكذا كانت»، «غربة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن