رياضة

الدوري الكروي الممتاز.. المشهد الأخير … الشرطة مشاكله فنية وحرجلة ودع بحنيّة … النواعير خسر الرهان وعفرين موسمه للنسيان

| ناصر النجار

بعد أن استعرضنا الأندية العشرة التي بقيت في الدوري الكروي الممتاز، نستعرض الفرق الأربعة الهابطة التي خانها الحظ والتوفيق فغادرت مواقعها إلى الدرجة الأولى، عفرين والنواعير كانت مغادرتها سريعة بعد موسم واحد فقط، وهما الأكثر أحقية بالهبوط بالنظر إلى ما قدماه من مستوى وما حققاه من نتائج.

أما فريق حرجلة فقد عاد إلى دوري الدرجة الأولى بعد موسمين قضاهما بين الكبار وهو من الفرق الحديثة التي لم يمض على تأسيسها أكثر من ست سنوات، أما المحزن فكان بهبوط فريق الشرطة بعد 17 عاماً من آخر هبوط له، وهو أحد الفرق العريقة باسمه وإنجازاته المحلية والآسيوية وقد وصل إلى دور الثمانية في بطولة الاتحاد الآسيوي مرتين قبل أقل من عشر سنوات.

أسباب عديدة أدت إلى هذا الهبوط المحزن منه سوء التوفيق وسوء الإعداد، والفوضى وسوء الإدارة وسوء الإمكانيات المالية وكان السبب الأبرز.

اليوم هناك اقتراحات لإلغاء الهبوط أو لإلغاء قرار هبوط أربعة فرق معللين هذه الاقتراحات بسوء الموسم والتخبط الذي حدث فيه وتعثر إدارة الدوري من قبل اللجنة المؤقتة، والموضوع سيكون برسم الاتحاد الكروي الجديد الذي سينتخب يوم الاثنين القادم.

تصفية حسابات

من المحزن أن تهبط كرة الشرطة إلى الدرجة الأولى وكان يمكن تدارك ذلك بالقليل من الحكمة والتصرف السريع.

وربما دفع الشرطة ضريبة وجود العميد حاتم رئيساً لاتحاد كرة القدم قبل فترة قريبة، من خلال تصفية بعض الحسابات فكان الضحية فريق كرة القدم.

والنقطة في بدايتها أن ميزانية نادي الشرطة الكروية لا تسمح له بتعاقدات إيجابية، فكان وضع التعاقد مع اللاعبين يسير على مبدأ (على قد لحافك مد رجليك) لذلك ضمت تشكيلة الشرطة بعض اللاعبين المخضرمين ولاعبين من الدرجة الأولى إضافة لمجموعة جيدة من اللاعبين الشبان من أبناء النادي الذين حازوا الإعجاب والثناء في الكثير من المباريات.

والموسم هذا غيّر فريق الشرطة جلدته بعد أن غادره الكثير من اللاعبين المميزين إلى أندية أخرى بحثاً عن مستقبل فني ومالي أكثر.

مشكلة الفريق كانت فنية بالدرجة الأولى وربما أخطأت الإدارة بتعيين المدرب محمد شديد أول الدوري وهو الذي لم يحقق النتائج المطلوبة سواء في نادي الشرطة أو غيرها من الأندية الممتازة في السنوات السابقة، وعندما فشل في مهامه استقال بعد إحدى عشرة مرحلة وفي جعبة الفريق تسع نقاط فقط من فوزين وثلاثة تعادلات وست خسارات، وكان من المفترض بإدارة النادي أن تُعين في هذا الوقت المدرب باسم ملاح المعروف بأدائه وقد حقق الكثير من النتائج لكرة الشرطة على صعيد فريقي الشباب والرجال سابقاً إلا أن ذلك تأخر بست مباريات، قاد منها المدرب المساعد حسام عوض خمس مباريات نال منها أربع نقاط، أما المباراة السادسة فقد تم تعيين الملاح ليلتها وحتماً لا يُسأل عنها، وقد خسر الشرطة بظلم تحكيمي (كما يقولون) أمام أهلي حلب 1/صفر، باسم ملاح قاد الفريق بشكل رسمي بعد مباراة أهلي حلب في تسع مباريات حقق فيها عشرين نقطة لم تكن كافية للنجاة، فابتعد عن الأمان بفارق نقطة واحدة فقط، له 33 نقطة ولحطين 34 نقطة، والآخرون لم يبتعدوا عن الشرطة أكثر من نقطتين أو ثلاث نقاط.

إن بقيت الأمور على ما هي عليه فمن المفترض أن تعيد كرة الشرطة بناء كرتها من جديد بالاعتماد على الاحتراف الإيجابي من خلال العناية بقواعد الفريق، والاهتمام بالمواهب الشابة، واستقدام الشباب عند إبرام العقود وهذا أفضل من التعاقد مع لاعبين من خارج النادي صلاحيتهم الكروية انتهت وسيشكلون عبئاً وهماً على النادي، ولا بأس من الإبقاء على المدرب باسم ملاح الذي نجح بقيادة الفريق هذا الموسم وسابقاً.

تجربة مفيدة

فريق حرجلة قاوم حتى النهاية وخسر رهان الموسم الحالي في الأمتار الأخيرة.

إدارة نادي حرجلة عملت على تأسيس فريق جيد ضم العديد من اللاعبين الجيدين وتعرضت لعقبات عديدة وعثرات كثيرة أثرت على الفريق بشكل مباشر.

من أهم العثرات الضائقة المالية التي أثرت على الفريق بعد أن سحب الداعمون أيديهم، وبقي رئيس النادي وحده في الميدان.

فريق حرجلة بدأ مشواره بالدرجة الممتازة الموسم الماضي واستطاع تثبيت أقدامه بين الكبار، وهذا الموسم قدّم أداء أ فضل وحقق نتائج أكثر وأكبر مما حققه في الموسم الماضي لكنه هبط بسبب قرار هبوط أربعة، ولو كان الهبوط لفريقين لبقي في الممتاز سنة أخرى.

أكثر أخطاء فريق حرجلة كانت دفاعية عبر أخطاء فردية، وتسببت هذه الأخطاء بخسائر كارثية في بعض الأحيان، فانقلب تقدم الفريق إلى خسارات في آخر الوقت وتكرر هذا الوضع في أكثر من مباراة.

إدارة النادي اعتذرت من جهمورها وعقدت العزم على إعادة بناء فريق جديد من أبناء النادي والقرى المحيطة والعناية بالقواعد والمواهب الشابة من أجل بناء فريق لمستقبل النادي ليعود لتمثيل محافظة ريف دمشق خير تمثيل، فكما كان الفريق الممثل الأول لمحافظة ريف دمشق بإنجاز غير مسبوق، سيسعى لكي يكون الراعي الرسمي لكرة ريف دمشق في السنوات القادمة.

تولى تدريب الفريق ياسر مصطفى حتى الأسبوع 21 وخلفه المدرب هشام شربيني حتى آخر الدوري.

بالمختصر كانت تجربة نادي حرجلة مفيدة استناداً لعمره الكروي، والأمل أن يستفيد من هذه التجربة بصناعة كرة قدم من أبناء منطقته ومحافظته.

حضور خجول

قبل موسمين تماماً هبط فريق النواعير إلى الدرجة الأولى بعد موسم قاسٍ كان أهم أحد أسباب هبوطه بالمجمل مشاكل إدارية وصعوبات مالية، واستطاع الفريق أن يعود سريعاً بعد أن ظفر بإحدى بطاقتي التأهل إلى الدرجة الممتازة.

وعلى ما يبدو أن النادي لم يستفد من تجربة هبوطه الأول فوقع في الفخ مرة أخرى!

ودوماً أخبار النادي مغلقة، لكن الكواليس كانت تسرب لنا الكثير من المشاكل الإدارية التي كانت تعصف بالنادي وهذه المشاكل انعكست على كرة القدم بشكل خاص.

ولم تكن تعاقدات النادي للدوري الممتاز كبيرة أو مبهرة، بل كانت تواكب القدرة المالية على مبدأ لا إفراط ولا تفريط، فتشكل فريق من اللاعبين المخضرمين وبعض اللاعبين الشبان الذين أثبتوا وجودهم في ملاعب الدوري، ولو كان الدعم المقدم للفريق جيداً لبرزوا بشكل أفضل، وبكل الأحوال، فقد اكتسب اللاعبون خبرة كبيرة جراء مشاركتهم.

والإيجابي بفريق النواعير أنه لم يلق بأوراقه سريعاً، بل بقي يلعب بكامل جهده حتى الرمق الأخير رغم أن أمر هبوطه كان متوقعاً منذ بداية مرحلة الإياب وهذا الأمر يوحي بعزم الفريق على تقديم نفسه بشكل جيد بغض النظر على المنافسة والمنافسين وبكل المسابقة والهابطين، والدليل فوزه على الوثبة بهدف وأغلب خساراته انتهت بفارق هدف، وهذا يدل على أن الفريق كان يفتقد اللمسة الأخيرة وشيئاً من الضبط الدفاعي وتوازنه.

وأغلب العقبات التي تعترض كرة النواعير هي المشاكل الاستثمارية، ولأجل تحقيق ذلك يجب البحث عن مصادر دخل أكثر من البحث عن داعمين ومحبين للنادي لأن هذا الأمر لم يعط ثماره دائماً، وكم من داعم أوقف دعمه في منتصف الطريق أو أنه فرض شروطه على الإدارة والمدرب مقابل تقديم الدعم، وهذه الجزئية لا تخص فريق النواعير وحده، بل إنها تشمل العديد من الفرق التي تعتمد في ميزانياتها على الداعمين.

من الضروري البحث عن موارد ثابتة للنادي عبر مشاريع صغيرة يمكن أن تحرك ركود الخزينة وهناك الكثير من هذه المشاريع يعرفها القاصي والداني والصغير والكبير، والمهم أن تتحرك الإدارة نحو الاتجاه الصحيح.

المفيد اليوم أن تعتمد إدارة النادي على أبنائها ومواهبها وأن تعتني ببناء قواعدها فهو الأفضل في ظل الظروف المحيطة بالنادي من عثرات إدارية وعقبات مالية كثيرة.

تولى تدريب الفريق ثلاثة مدربين فبدأ الدوري مع خالد حوايني حتى المرحلة التاسعة، ودرب محمد خلف الفريق حتى المرحلة ما قبل الأخيرة من الذهاب ومع المرحلة الأخيرة من الذهاب تولى المدرب ياسر البني الإدارة الفنية حتى نهاية هذا الموسم.

أحلام مؤجلة

فريق عفرين كان آخر الترتيب ولم يحقق أي بصمة في الدوري الكروي الممتاز بعد أن غاب عن دوري الكبار منذ موسم 2009- 2010 حيث كانت آخر مشاركة له في دوري المحترفين ومنذ ذلك الموسم غاب عن مواقع الكبار.

وكانت محاولات النادي للصعود إلى دوري المحترفين ملازمة لآماله وأحلامه وسعى لذلك في المواسم الأخيرة، لكنه كان يفشل في الأمتار الأخيرة حتى استطاع تحقيق هدفه نهاية الموسم قبل الماضي 2020-2021، ولكنه على ما يبدو لم يعد العدة المفترضة للدوري الممتاز فوجد نفسه غريباً على مواقع الكبار.

وتجربة عفرين في الدوري يجب أن تكون درساً له ولكل فريق يحلم بالصعود إلى الدرجة الممتازة ونحن نخص بالذكر فريقي المجد والجزيرة.

فالموضوع له علاقة وثيقة بالإمكانيات المالية والفنية والقدرة على الصمود في الدوري وإثبات الوجود فيه، فليس الإنجاز أن يتأهل الفريق إلى الدرجة الممتازة بل الإنجاز أن يثبت أقدامه في الدوري وأن يقدم نفسه بصورة جيدة، وهذا الأمر وقع على فريق عفرين الذي ظن نفسه أنه حقق الإنجاز فنام على حريره فلم يحقق في 26 مباراة أي انتصار واكتفى بخمسة تعادلات، وأعتقد أنها من أسوأ المشاركات لعفرين في الدوري الممتاز ولغيره من الفرق الأخرى.

ويعتقد مقربون من نادي عفرين أن أحد أهم أسباب تعثر الفريق وفشله في مهامه تفرد رئيس النادي بالقرار وهو أثر على الكثير من الأعمال الإدارية، كما ساهم بتوقف الدعم المالي للفريق بسبب ذلك.

والخطوة الأولى كانت خاطئة وتمثلت بسوء اختيار اللاعبين، فكانت الخيارات غير سليمة لأن العقود ضمت العديد من اللاعبين منتهي الصلاحية الكروية، فضلاً عن وجود شللية كبيرة بالفريق، ولو أن النادي اعتمد على مجموعة من لاعبيه الشبان لهان الأمر، ولحفظ النادي ماء وجهه بالمشاركة لأن الجميع سيحترم قرار النادي بالاعتماد على الشبان وتأسيس فريق جديد لمستقبل النادي، واستفاقت إدارة النادي بعد هذه الصدمة القاسية والموسم الأسود، فقررت تسريح اللاعبين، والبدء بإعداد فريق جديد من أبناء النادي كباراً وصغاراً، والعناية بقواعد النادي ليكونوا الدماء الجديدة في فريق عفرين، وهذا الأمر يسميه خبراء اللعبة الخطوة الصحيحة ومن المفترض أن تحرص عليها كل إدارات الأندية وأن تعمل عليها فعلاً وليس قولاً فقط.

من العثرات التي تعرض لها الفريق كانت بتمرد اللاعبين في الكثير من مراحل الدوري بسبب مطالباتهم المالية، كذلك القضية ذات الجدل الكبير بين إدارة النادي والمدرب عبد القادر الرفاعي، وتدل هذه كلها على سوء العمل الإداري أو ضعف الخبرة.

رحلة عفرين بالدوري كانت مملوءة بالعثرات الفنية كدليل على عدم استقرار القرار الإداري وعدم نجاحه، وحقق الفريق رقماً قياسياً باستقالات المدربين وإقالاتهم فبلغت ست مرات، فتناوب على تدريب الفريق أحمد هواش في المراحل الثلاث الأولى، ثم أنس صاري حتى المرحلة التاسعة وجاء بعده عبد القادر الرفاعي في المراحل الثلاث الأخيرة من الذهاب.

بدأ الفريق الإياب بالمدرب المساعد للفريق أحمد عبد الله وهو أحد لاعبي الفريق أيضاً ومع بداية المرحلة الرابعة من الإياب تولى التدريب أيمن الحبال ثم استقال ليتولى التدريب أخيراً اعتباراً من المرحلة السابعة أسامة حداد على أن يكون المدرب الذي سيبني فريق المستقبل للنادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن