عربي ودولي

رعد: نرتضيكم خصوماً في المجلس النيابي لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعاً لإسرائيل … استحقاق لبنان الانتخابي يقسم المجلس ويحسم الأحجام.. ويفتح الباب أمام استعصاء جديد

| بيروت – سماهر الخطيب

مع إعلان نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية الماراتونية، بسلام وأمان، وفرز أصوات هذا الاستحقاق المصيري الذي عَوّلت عليه مختلف الأطراف السياسية، كل وفق رؤيته ومصلحته، أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي، أمس، انتهاء العملية الانتخابية بطريقة جيدة رغم كل التشكيك، وكل الحملات التي ترافقت مع فرز النتائج، وفق قوله.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في وزارة الداخلية بين مولوي أن «نسب الاقتراع جيدة، ولم تكن منخفضة، فهي تقريباً أقل قليلاً من النسب التي تحققت في الانتخابات السابقة»، منوهاً إلى أن «النظام الانتخابي اللبناني يظهر النتائج تباعاً، قلماً بقلم، وكلما توافرت الأرقام»، وأشار إلى أن «الانتخابات كانت ناجحة جداً، فلا شوائب تذكر وكل الإشكالات عولجت بسرعة»، نافياً «أن تكون هناك صناديق مفقودة في الاغتراب».

وكان لافتاً في النتائج الأولية حتى ساعة تحرير هذا الخبر من مساء أمس، عدم حصول بعض الأحزاب على مقاعد نيابية، بل وخسارتها المقاعد الموجودة مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب التوحيد العربي، والحزب الديمقراطي، وخروج كل من طلال أرسلان ووئام وهاب وأسعد حردان من قبة البرلمان.

وأسفرت عمليات الفرز عن تراجع «التيار الوطني الحر»، مقابل تقدم «القوات اللبنانية»، في حصيلة غير نهائية، وفيما حاز الثنائي الشيعي على 17 مقعداً لحركة أمل و15 مقعداً لحزب الله، ليحافظا على عدد مقاعدهما السابقة.

الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط حاز بدوره على 7 مقاعد ليخسر بذلك مقعدين عن الدورة السابقة، وأثر على نتيجته إضراب مناصري «تيار المستقبل» عن الانتخابات، وليحصل حلفاء «المستقبل» على 5 نواب، إضافة إلى 4 نواب للكتائب و4 نواب لتيار المردة، ونائبين اثنين لحزب العزم، ونائبين لحزب الطاشناق ونائب واحد للوطنيين الأحرار، و12 نائباً مستقلاً.

وتصدر حزب اللـه الأحزاب اللبنانية بحصوله على 365000 صوت تفضيلي بزيادة 22000 ألف صوت عن انتخابات عام 2018، وذلك رغم كل المال الانتخابي والتجييش الذي قاده السفير السعودي ونظيرته الأميركية في لبنان خلال الفترة الماضية.

وبدا واضحاً تراجع نسبة المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات عن تلك التي سبقتها فوصلت النسبة هذه المرة إلى 41.04 بالمئة في حين كانت النسبة عام 2018 قد وصلت إلى 49.68 بالمئة، وترجع الأوساط المتابعة هنا في بيروت هذا التدني لسببين: الأول هو مقاطعة جانب من الكتلة السنية للانتخابات والتي تصل نسبتهم إلى 46 بالمئة، والثاني مرتبط بتراجع الثقة الشعبية بالطبقة السياسية الحالية، وهو ما انعكس على ظهور أسماء جديدة في المجلس مثل حليمة قعقور في الشوف وغيرها، فيما يشير نجاح مرشح المقاومة رائد برو، في جبيل وكسروان، على أن المقاومة في نسيج تلك المنطقة.

وعقب صدور النتائج أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بتصريح عالي النبرة بالقول: «نتقبّلكم خصوماً في المجلس النيابي ولكن لن نتقبلكم دروعاً للإسرائيلي ولمن هم وراء الإسرائيلي»، مضيفاً: «لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية» ونحن متسامحون لكننا أقوياء جداً لنفاجئكم بما لا تستطيعون حتى التوهم به».

وبصدور النتائج ينتهي المشهد الانتخابي وتخرس شعارات التحريض والتجييش ليستفيق اللبنانيون على واقع وصعوبات وتحديات البلد، وحسب الأوساط المراقبة والمختصة هنا، فالجميع بانتظار طرح الخطط والمشاريع الجديدة وسُبل إنقاذ البلاد، وكيفية حل أزماته السياسية والاقتصادية وتمرير الاستحقاقات في بلد محكوم بالتوافق والتعاون بين جميع أطيافه، خاصة وسط التنافس الذي شهده في الانتخابات التشريعية، والذي ضم 103 قوائم انتخابية ضمت 718 مرشحاً موزعين على 15 دائرة انتخابية، لاختيار 128 نائباً في برلمان يبدو أنه يذهب للمناصفة ما بين قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر من جهة، وقوى 14 آذار.

وخلصت الأوساط المختصة للقول إن المعركة الانتخابية كانت محتدمة بين المسيحيين ومن يمثلونهم في الأحزاب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وتعادلهما بتلك النتيجة لن يعطي لأي منهما شرعية تمثيله لكل المسيحيين في المجلس النيابي، وفق ما كان يطمح إليه سمير جعجع رئيس حزب القوات.

وحول مقاطعة أنصار «تيار المستقبل» اعتبرت الأوساط السابقة أن سعد الحريري «الزعيم» السني الذي لم يرضخ لشتى الضغوطات السعودية التي مورست ضدّه ولم يشارك في الانتخابات مشكلاً حالة فريدة، فإنه سيستثمر ذلك في المرحلة المقبلة لأنه من دونه لا وجود لزعامة أو مرجعية سنية، وسيصبح رقماً صعباً في المعادلة «الطائفية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن