عربي ودولي

بكين اعتبرت وصول الحلف إلى أوكرانيا بمثابة توجيه مدفع إلى باب منزل روسيا … بوتين: الناتو خرج عن إطاره الجغرافي وتوسّعه مشكلة ويتطلّب رداً

| وكالات

بعد إعلان السويد وفنلندا طلبهما الانضمام إلى الناتو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين أن توسيع البنية العسكرية في المناطق التي يدخلها الحلف سيؤدي إلى ردٍ روسي، مشيراً إلى أن الناتو خرج عن مهمته في إطاره الجغرافي، في حين أشار السفير الصيني لدى باريس لي شاي، إلى أن وصول الناتو إلى أوكرانيا بمثابة توجيه مدفع إلى باب منزل الروس.
وحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» قال بوتين، أمس الإثنين، إن روسيا ليس لديها مشاكل مع فنلندا والسويد، مؤكداً أن انضمامهما إلى حلف الناتو لا يشكّل تهديداً، ولكنّه يتطلب إجراءات جوابية.
وأثناء مشاركته في قمة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في موسكو، أضاف بوتين: رد روسيا على دخول فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي سيعتمد على توسيع البنية التحتية للحلف، مشيراً إلى أن توسيع البنية العسكرية في المناطق التي يدخلها الحلف سيؤدي إلى ردٍ روسي.
وشدد يوتين على أن الناتو خرج عن مهمته في إطاره الجغرافي، ويحاول بطريقة سيئة التأثير على مناطق أخرى، لافتاً إلى أن توسعه مشكلة مصطنعة لصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
من جانب آخر دعا بوتين إلى بذل جهود مشتركة لمواجهة تبييض صورة النازيين والمتواطئين معهم، وكذلك حماية ذكرى الانتصار في الحرب الوطنية العظمى.
وبشأن المحاولات الأوروبية في تبييض صورة النازيين، قال بوتين: أؤكد بشكل خاص المهمة ذات الأولوية المتمثلة في الدفاع المشترك عن ذكرى الانتصار في الحرب الوطنية العظمى، والإنجاز الذي حققته شعوبنا، والتضحيات الهائلة التي لا يمكن تعويضها، والتي أنقذت العالم من النازية، داعياً في الوقت نفسه إلى معارضة أي محاولات لتبييض صورة النازيين والمتواطئين معهم وأتباعهم المعاصرين.
وأضاف: هذا مهم للغاية في الوقت الحالي الذي يتم فيه هدم النصب التذكارية للأبطال المحررين بوحشية في عدد من البلدان الأوروبية، ويُمنع وضع الزهور على النصب التذكارية، فهم يحاولون باستخفاف إعادة كتابة التاريخ، ويمدحون القتلة والخونة، ويهينون ضحاياهم ويشطبون مآثر من انتصر.
وفي سياقٍ منفصل، قال بوتين: خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حصلنا على أدلةٍ موثقةٍ على أنه في المنطقة المجاورة مباشرة لحدودنا، تم تصنيع مكونات للأسلحة البيولوجية، في انتهاك لاتفاقيات حظر الأسلحة البيولوجية.
جاء ذلك بعد إعلان قائد قوات الحماية من الإشعاع والأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي، الفريق إيغور كيريلوف، أن الولايات المتحدة قامت بتطوير عناصر الأسلحة البيولوجية واختبارها في الأراضي الأوكرانية، بالتعاون مع عدد من شركات الأدوية الكبرى.
وفي وقتٍ لاحق، أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن روسيا ستعتمد آليات المادتين 5 و6 من معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية والسامّة لبدء تحقيق في الأنشطة البيولوجية العسكرية الأميركية في أوكرانيا.
وأكد بوتين، أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تلعب دوراً مهماً للغاية في تحقيق الاستقرار في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، معرباً عن أمله بأن تزداد قدراتها ونفوذها.
وفي وقتٍ سابقٍ أمس، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن الوضع في العالم سيتغير بشكل جذري بعد قرار السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف الناتو.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضاف ريابكوف: بأي شكل سنضمن أمننا بعد التغيير في التكوين العام لحلف الناتو؟ هذا سؤال منفصل، وسيعتمد على ما سينتج من الناحية العملية عن الانضمام المتوقع لفنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.
يأتي ذلك بعد أن اتّخذت فنلندا والسويد، أمس الأحد، قراراً رسمياً بانضمامهما إلى حلف الناتو.
وترفض روسيا هذه الخطوة من كلا البلدين، مؤكّدةً أن أراضي فنلندا والسويد ستصبح هدفاً محتملاً للقوات المسلحة الروسية، ما إن يصبح هذان البلدان عضوين في حلف الناتو.
على خط موازٍ وحسب موقع «روسيا اليوم» قال السفير الصيني لدى فرنسا لي شاي، في معرض حديثه عن المخاطر الأمنية لتوسع الناتو شرقاً، في مداخلة في جامعة «جيوبوليتيك» بحضور مثقفين وأعضاء من السفارة الروسية: إذا تم نشر الصواريخ الباليستية في أوكرانيا، فسوف تصل إلى موسكو في سبع أو ثماني دقائق. وإذا كانت الصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، فسوف لن يستغرق وصولها سوى أربع أو خمس دقائق، وهذا بمثابة توجيه المدفع إلى باب البيت لشخص ما، بالنسبة لروسيا توسع الناتو شرقاً هو الآن يمس مصلحة حيوية بالمعنى الحرفي.
وأشار السفير الصيني في مداخلته إلى أن كل صراع جيوسياسي لديه سياق تاريخي معقد، وأن البحث عن أمن بلد على حساب انعدام الأمن بالنسبة للآخرين يؤدي لا محالة إلى الصراع.
ونقل لي شاي، عن خبراء قولهم إن السبب الجذري للصراع هو أن الولايات المتحدة، مشبعة بعقلية الحرب الباردة، دفعت بخمسة توسعات متتالية للناتو شرقا، وشجعت أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي يقلل بدرجة كبيرة من مجال أمن روسيا.
واستعرض لي شاي، سلوك واشنطن قبل وبعد الأزمة اندلاع الأوكرانية، مشيراً إلى أنه في أواخر عام 2021، عندما بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا تتزايد بوتيرة متسارعة، على عكس أوروبا التي سعت لإخماد الحريق، فجرت الولايات المتحدة النار، برد سلبي على طلب ضمانات الأمن الروسية، والمبالغة في التهديد بالحرب ودفع حلف شمال الاطلسي لزيادة عدد القوات في أوروبا الشرقية، لافتاً إلى أن حتى البعض يظن أن الولايات المتحدة حاولت «إغراء» روسيا لشن الحرب.
ورأى السفير الصيني أن الولايات المتحدة بعد تفجر الأزمة سارعت إلى صب الزيت على النار وهي تشارك أكثر في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، ما أدى إلى تصعيد التوتر، منوهاً بأن الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن السلام، لكن ما يريدونه هو استخدام النزاع الروسي الأوكراني من أجل مصالحهم الخاصة والحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة.
وأكد أن الأزمة الأوكرانية أظهرت مرة أخرى أن هيمنة الولايات المتحدة هي المفجر الرئيسي للحروب وأكبر مصدر مشاكل في العالم.
وتساءل الدبلوماسي الصيني عن المنتصر في الصراع الأوكراني، وقال في معرض إجابته عن مثل هذا التساؤل: ضع في اعتبارك العواقب الموضوعية للصراع: لقد أعيد إحياء دماغ الناتو عن طريق الحرب، والعلاقات بين أوروبا وروسيا مدمرة تماماً، وخلال الحرب، نلحظ هروب رؤوس الأموال بكميات كبيرة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، في حين أن الآثار الجانبية الناجمة عن تدفق اللاجئين واتساع نطاق الصراعات الجيوسياسية تظل في القارة العجوز، مشدداً في هذا السياق على أن الرابح الأكبر من هذه الحرب هو آخر من يريد إنهائها، والمقصود بهذه العبارة، الولايات المتحدة الأميركية.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية التوصل إلى اتفاق على فتح ممر إنساني من مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول لعلاج الجنود الأوكرانيين الجرحى المحاصرين فيه.
وقالت الدفاع الروسية في بيان أمس إنه نتيجة للمفاوضات مع ممثلي العسكريين الأوكرانيين المحاصرين في مصنع آزوفستال للمعادن في ماريوبول تم التوصل إلى اتفاق حول نقل الجرحى.
وأضافت: في الوقت الحالي تم إعلان نظام وقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني يتم من خلاله تسليم الجنود الأوكرانيين الجرحى إلى المؤسسات الطبية في مدينة نوفوازوفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية وتقديم المساعدة اللازمة لهم.
ويعد مصنع آزوفستال المعقل الأخير للقوات الأوكرانية وعناصر كتيبة آزوف في مدينة ماريوبول بجمهورية دونيتسك الشعبية.
وفي وقت سابق أعلنت الدفاع الروسية أمس عن إسقاط 3 مقاتلات أوكرانية وتدمير 325 موقعاً جديداً لحشد القوى البشرية والمعدات القتالية و14 مقراً للقيادة و24 من مرابض المدفعية وذلك في إطار مواصلة عمليتها العسكرية لحماية سكان دونباس، في حين ضبط الجيش الروسي في محافظة خاركوف الأوكرانية كميات من الأسلحة الأجنبية بينها منظومات صاروخية بريطانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن