استمرار ها رهن المناقشات بين واشنطن وموسكو … قافلة مساعدات رابعة إلى «خفض التصعيد»
| حلب- خالد زنكلو
أفرج برنامج الأغذية العالمي «WFP» عن قافلة مساعدات من مستودعاته داخل مناطق سيطرة الحكومة السورية في حلب، ولتدخل إلى مستودعاته في بلدة سرمدا بمنطقة «خفض التصعيد» في إدلب، كرابع قافلة من نوعها تعبر خطوط التماس منذ آب الماضي، وفي توقيت حساس من عمر العملية العسكرية الروسية ضد النازية في أوكرانيا، وهي تبرر المخاوف من استخدام موسكو لـ«فيتو» يحول دون استمرار تدفق المساعدات الأممية الإنسانية إلى المنطقة عبر الحدود لدى التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بذلك في 10 تموز المقبل.
وكان مجلس الأمن قد اعتمد القرار 2585 في 9 تموز الفائت، والذي يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية «عبر الحدود» إلى سورية لعام واحد من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال غرب سورية، واشترطت موسكو متابعة تنفيذه خلال الأشهر الستة التي أعقبت صدوره ثم وافقت على تمديده ستة أشهر أخرى ودون تصويت في المجلس في الـ10 من كانون الثاني المنصرم، على أن يجري تنشيط «خطوط المواجهة» في الوصول الإنساني للمساعدات، وهو ما لم يجد طريقه إلى التنفيذ بطريقة مناسبة مقارنة بالمساعدات العابرة للحدود.
ورصدت «الوطن» أمس مرور قافلة، مؤلفة من 14 شاحنة تابعة لـ«برنامج الأغذية العالمي» اجتازت معبر ترنبة الإنساني غرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، واصلت طريقها باتجاه مدينة إدلب ثم إلى بلدة سرمدا عبر الأوتوتستراد الدولي الممتد إلى «باب الهوى»، قبل أن تفرغ حمولاتها من المساعدات الإنسانية في مستودعات البرنامج في بلدة سرمدا الحدودية مع تركيا والواقعة تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.
مراقبون للوضع في «خفض التصعيد»، أكدوا لـ«الوطن» أن قرار إرسال قافلة المساعدات الأممية الإنسانية الجديدة، وهي الثانية منذ موافقة روسيا على تمديد القرار الدولي ذي الشأن، له أبعاد سياسية محضة، ومن المستحيل أن يحدث من دون موافقة واشنطن عليه مستبقة الاستحقاق القادم في مجلس الأمن بخصوص ذلك.
ولفت المراقبون إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تأخذ بشكل جدي تهديدات روسيا باستخدام «الفيتو» لمنع تمديد القرار 2585 لفترة جديدة بعد انتهاء مدته، بعد أن توعد المنّدوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا في الـ27 من نيسان الماضي بعدم التصويت لصالح قرار تمديد آلية إيصال المساعدات عبر «باب الهوى» لأنه «لا مسوغ لذلك» في ظل «تسييس» شروط خطة إعادة الإعمار، وعلى خلفية تهديد المبعوث الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في كانون الأول الماضي بإغلاق الآلية «إذا لم تكن هناك تغييرات» في استعداد المجتمع الدولي «لتغيير موقفه».
ورأوا أن استمرار تدفق المساعدات الأممية إلى «خفض التصعيد» مستقبلاً رهن باستمرار المناقشات التي يفترض أن تجري بين موسكو وواشنطن حول ذلك، وهو ما لا يحدث راهناً بسبب اختلاف المواقف بين العاصمتين وتوقف الحوار بينهما نتيجة للعملية العسكرية الروسية ضد النازية في أوكرانيا.
وأشاروا إلى أن مطلب دمشق وموسكو، اللتين تعتبران هذا النوع من المساعدات الإغاثية عبر معابر بين تركيا وشمال سورية غير شرعي وغير قانوني لمخالفته القانون الدولي، لم يؤخذ بالحسبان من خلال عدم اقتطاع حصة مقبولة من المساعدات للمعابر الإنسانية التي أقامتها الحكومة السورية مع «خفض التصعيد» في ترنبة وميزناز جنوب غرب حلب، وعلى اعتبار أن المساعدات تذهب إلى مناطق سيطرة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة الذي يستأثر بحصة مجزية منها.
يذكر أن قافلة إغاثة أممية، مكونة من 15 شاحنة، عبرت «ميزناز» على دفعتين في 30 و31 أب الماضي على التوالي، ثم اجتازت قافلة مساعدات ثانية مؤلفة من 14 شاحنة في 11 تشرين الأول الفائت «ترنبة»، قبل أن تجتاز المعبر ذاته في 30 نيسان الماضي قافلة قوامها 14 شاحنة في طريقها إلى «خفض التصعيد»، وليبلغ عدد شاحنات الإغاثة التي مرت من «خطوط التماس» مع قافلة أمس 57 شاحنة مقابل 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة تعبر الحدود شهرياً من خلال «باب الهوى» إلى المنطقة!.