رغم العودة الواعدة والقوية للدراما السورية الخالصة التي شهدها الموسم الرمضاني الحالي في العديد من المسلسلات التي لاقت إقبالاً كبيراً وأصداء إيجابية واسعة إلا أنها لم تستطع أن تحل مكان الكثير من الأعمال الأسطورية التي خلدها المشاهدون ومازالت تحظى بنسب متابعة عالية رغم مرور سنوات طويلة على أول عرض لها.
فيبدو أن المتابع السوري على وجه الخصوص ما زال رافضاً لقسوة الواقع الحالي ويعيش في حالة شوق وحنين لزمن ذهب ولم يعد حيث يجد في تلك الأعمال القديمة والأصيلة بوابة عودة إلى حياة كان عنوانها البساطة والنقاء في كل التفاصيل، فشكلت له بانوراما خاصة تجمع بداخلها كل ذكرياته الجميلة والدافئة لتأخذه معها برحلة تجمع فيها جملة من المشاعر المتضاربة ما بين الحسرة والفرح.
الفصول الأربعة
يعد مسلسل «الفصول الأربعة» واحداً من أهم الأعمال السورية وأكثرها تأثيراً والتي تركت بصمة في تاريخ الدراما الاجتماعية، أنتج الجزء الأول منه في عام 1999 والجزء الثاني عام 2002، واستطاع أن يحقق نجاحاً مميزاً في موسميه على الرغم من المدة الزمنية التي فصلت بينهما وذلك بسبب عدة عوامل كان أهمها الحفاظ على الشخصيات وعدم استبدال أي ممثل بآخر.
ويعكس العمل بكل شفافية الحياة الواقعية للأسرة الدمشقية بجميع تفاصيلها الدافئة وما تمر به من اختبارات وأزمات بين الأخوة بكل المشاعر الطبيعية التي تجمعهم من محبة وغيرة وبكل الفروقات الاجتماعية والفكرية والطبقية التي توجد بينهم، فشكًل العمل لوحة فسيفسائية جميلة صورت الحياة الأسرية كما هي حقيقة بكل سلبياتها وإيجابياتها وبأسلوب بسيط ومتواضع بعيد عن المبالغة والتزييف.
كما تميز العمل بموضوعاته الهادفة والرسائل القيمة التي حملها في حواراته العميقة والتي لامست بساطة واقع الناس في تلك الفترة الأمر الذي جعل شخصياته قريبة من كل الجماهير فيشعر المشاهد وكأنه كان فرداً من تلك الأسرة الرائعة التي نجحت باستمالة قلوب الأجيال لعقودٍ طويلة.
العمل من تأليف دلع الرحبي- ريم حنا، إخراج حاتم علي، بطولة: خالد تاجا، نبيلة النابلسي، هالة شوكت، سلمى المصري، مها المصري، ليلى جبر، سليم صبري، بسام كوسا، أندريه سكاف، أنطوانيت نجيب، رامي حنا، رباب كنعان، ديمة بياعة، ميلاد يوسف، روعة السعدي.
هومي هون
لا يزال مسلسل «هومي هون» منافساً قوياً للكثير من الأعمال الكوميدية الحديثة فبالرغم من مرور وقت طويل منذ عرضه الأول عام 2004 إلا أنه يحظى بشعبية واسعة في صفوف الجماهير المحلية والعربية التي أحبت هذا العمل بسبب مواقفه الطريفة التي قدمت للناس بأسلوب بسيط وعفوي هدف إلى رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين بطريقة محببة إلى قلوبهم بعيداً عن التصنع الذي تشهده الكثير من المسلسلات الكوميدية الحالية والتي تقدم العنصر الفكاهي بشكل أقرب إلى السذاجة منه إلى الطرافة.
العمل مؤلف من 40 حلقة منفصلة تتناول كل منها موضوعاً منفصلاً عن سابقاتها إلا أنه بمجمله يتمحور حول «عائلة الآغاباشي» من كبار العائلات الدمشقية العريقة التي مازالت محافظة على العادات الأصيلة ومتمسكة بالإرث الاجتماعي والعائلي الذي ورثته من أجدادها، فيعيش أفراد هذه العائلة حياة تقليدية بعيدة عن كل التطورات التكنولوجية والاجتماعية الحاصلة إلى أن ينضم إليهم فرد جديد فتطرأ الكثير من التغييرات التي تخترق هدوء وعادات هذه العائلة.
والعائلة مؤلفة من « ثريا خانم» الأخت الكبيرة والمسيطرة على كل مجريات المنزل المتمسكة بقواعد الإتيكيت والتقاليد الأصيلة والجميع ملزم بتنفيذ ما تراه صحيحاً، «كرام خانم» الأخت الوسطى صاحبة القلب الطيب والرقيق المحبة للجميع لديها ابن وحيد «فخري» الشاب التقليدي ضعيف الشخصية الذي خطط له خالاته مستقبله في دراسة الطب البشري اقتداء بمسيرة جده الذي سمي على اسمه، الأخت الصغرى «صباح خانم» ذات المزاج الصعب والمتقلب والتي تكون سبباً للمشكلات الصغيرة في بعض الأحيان. وينضم إلى هذه العائلة المتواضعة «فيديل ديناري» بتوصية من جارهم القديم «الدكتور بهجت» وهو شاب عصري طالب في معهد الفنون المسرحية صاحب فلسفة خاصة يمتلك الكثير من الأفكار الثورية المناهضة للواقع وهو سبب كل التغييرات التي يشهدها منزل الآغاباشي فيما بعد، بالإضافة إلى صديقة العائلة «مايا» وهي حفيدة الدكتور بهجت التي قدمت إلى دمشق لتلتحق بكلية الأدب الإنكليزي لتشكل مع فخري وفيديل الثلاثي المرح الذي يضفي على أحداث العمل الكثير من المغامرات والمواقف الطريفة والمضحكة.
العمل من تأليف لبنى مشلح- لبنى حداد، إخراج باسم ياخور، بطولة سلمى المصري، مها المصري، شكران مرتجى، باسم عيسى، أحمد الأحمد، حسن عويتي، ديمة قندلفت.