مشروع دشن قبل أن يكون جاهزاً للعمل … بعد عام على تدشين مدرسة «بصرمون» بطرطوس.. التربية سوء التنفيذ يمنع استثمارها

نفذ بناء مدرسة بصرمون في ريف بانياس من قبل شركة البناء والتعمير فرع طرطوس وإشراف مديرية الخدمات الفنية وهي مؤلفة من 7 قاعات درسية و5 قاعات إدارية مع المفروشات (مقاعد-خزن- طاولات- مخبر- قاعة معلوماتية) إضافة إلى 6 دورات مياه للطلاب ودورتي مياه للمعلمين مع تصوينة حولها.

وتبلغ مساحة الموقع للبناء والساحات 1800 م2 والبناء مؤلف من طابقين بمساحة طابقية 500 م2 وقد بلغت قيمة العقد الأساسي 140.776 مليون ل.س غير الزيادات التي يقال إنها وصلت لنحو ثلاثة أضعاف وكان التمويل من الموازنة المستقلة لمحافظة طرطوس (خطة مديرية الخدمات الفنية).

وتم تدشين منذ حزيران 2021 المدرسة بحضور المحافظ وأمين الفرع… وسط فرحة كبيرة لأبناء القرية لكونها ستعالج مشكلة الكثافة الصفية عندهم وتنهي الدوام النصفي الذي يعاني منه أكثر من 210 طلاب (90طالب حلقة أولى و120طالب حلقة ثانية) يتعلمون ضمن بناء مدرستهم القديم الذي لا يحقق الشروط التربوية والصحية المطلوبة والذين وللأسف ذهبت فرحتهم أدراج الرياح بعد مضي عام على تدشينها من دون أن يتم إدخال أي طالب إليها من قبل مديرية التربية بسبب حالات الخلل في تنفيذها والمتمثلة وفق شكوى بعض المدرسين والسكان بسوء التمديدات الكهربائية وقلة سماكة بلور النوافذ وعدم تدعيم الحائط المحيط بالمدرسة والكثير من الفرش غير صالح (مقاعد -مكاتب)…..إلخ.

التربية ترفض استلامها

رئيس قسم الأبنية في مديرية تربية طرطوس سامر بين لـ«الوطن» أنه تم تشكيل لجنة استلام مؤقت من قبل مديرية الخدمات الفنية (مهندسان من الخدمات الفنية+ مهندس من دائرة الأبنية المدرسية+ مهندس من المحافظة).. وتم توجيه كتاب رسمي من التربية بالملاحظات الموجودة ليتم تلافيها ولم يحدث أي حل للمشاكل الموجودة ثم تم بعدها توجيه عدة كتب رسمية بهذا الخصوص وتم الشخوص إلى الموقع لأكثر من مرة للكشف على تنفيذ الملاحظات حيث تم حل بعضها بشكل جزئي وبقي بعض الملاحظات التي تعوق استثمار المدرسة بشكل كبير من دون حل ومنها: (سوء طبقة العزل- سوء تنفيذ فاصل التمدد- سوء تنفيذ النوافذ حيث يتم تسرب المياه بشكل كبير إلى الداخل- مخالفة المواصفات الفنية لفرش المدرسة وأثاثها -بالإضافة لملاحظات تتعلق بأعمال دهان الشبك المعدني للنوافذ والأبواب).

وأكد صالح أنه لا يمكن للتربية قبول استلامها قبل تدارك كل الملاحظات من الجهة المنفذة (الشركة العامة للبناء والتعمير) والجهة المشرفة (مديرية الخدمات الفنية).

بدوره مدير الخدمات الفنية أحمد سليمان بين لـ«الوطن» أنه تمت معالجة معظم الملاحظات وسيتم معالجة ما تبقى سريعاً ويتم التنسيق بشكل يومي مع الشركة العامة للبناء والتعمير لإنهاء هذه الملاحظات.

أخيراً

هذا نموذج غير مقبول لقيامنا بتدشين هذا المشروع أو ذاك قبل أن يكون جاهزاً وبالتالي بقاؤه من دون استثمار لفترة قد تطول وتطول من دون أن يتم سؤال أو مساءلة من اقترح وضعه في خطة التدشين وما يرافقه من احتفال وآمال.. وما نأمله أن يشكّل هذا النموذج درساً للجهات المعنية به.