عربي ودولي

موسكو أكدت أنها تواجه حرباً غربية هجينة.. واستسلام 265 مسلحاً أوكرانياً في أزوفستال … بوتين: سياسات أوروبا غير المدروسة سبب رئيس للمشكلات في قطاع الطاقة العالمي

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات الروسية ولاسيما التجارية مع قرغيزستان تتطور بشكل إيجابي، مشيراً من جانب آخر إلى أن أوروبا تفرض العقوبات التي تطول سوق النفط والغاز لأسباب سياسية مطلقة وتحت ضغط من الولايات المتحدة.

في حين أشارت موسكو أمس إلى أن أوكرانيا ليست دولة مستقلة حتى لو كانت كييف تعتقد ذلك، وأن الغرب ليس في حاجة إليها، حيث باتت مستهلكة بالنسبة له، مشددة على استحالة عزل روسيا عن المشهد العالمي وأنّ عملياتها العسكرية تسير وفق المخطط.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين قوله في اجتماع مع نظيره القرغيزي صادر جباروف أمس عقب قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي بموسكو: لدينا الآن فرصة للحديث عن علاقاتنا الثنائية وهناك العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لكني أود أن أشير على الفور إلى أن علاقاتنا عموماً تتطور بشكل إيجابي، مسلطاً الضوء على زيادة كبيرة في التجارة بين البلدين العام الماضي قفزت أكثر من 30 بالمئة حيث تحتل روسيا وبكل ثقة المركز الأول في التجارة مع قرغيزستان.

وأضاف بوتين: هناك بالطبع قضايا تتطلب مناقشة منفصلة.. أنا سعيد للغاية بأنه على هامش حدثنا الدولي يمكننا التحدث عنها ومناقشتها.

وفي لقاء منفصل مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على هامش القمة أشار بوتين إلى تحقيق نمو جيد في التجارة الثنائية العام الماضي، لافتـاً إلى أنه على اتصال منتظم مع رئيس الوزراء الأرميني بشأن جميع القضايا المطروحة على جدول الأعمال الثنائي وحول المشكلات الإقليمية، مضيفاً: إن روسيا وأرمينيا تواصلان جهودهما المشتركة لتسوية مشكلة كاراباخ.

من جانب آخر أشار بوتين، خلال اجتماع حكومي حول الطاقة، إلى أن أوروبا تفرض العقوبات التي تطول سوق النفط والغاز لأسباب سياسية مطلقة وتحت ضغط من الولايات المتحدة.

وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوتين خلال الاجتماع، الذي عقد أمس الثلاثاء: «اليوم نرى ذلك لأسباب سياسية مطلقة وبسبب طموحاتها وتحت ضغط من الحاكم الأميركي، تفرض الدول الأوروبية المزيد والمزيد من العقوبات الجديدة على أسواق النفط والغاز».

وحذر بوتين من ارتفاع معدلات التضخم في أوروبا بسبب العقوبات التي يتم فرضها في قطاع النفط والغاز، وقال في الاجتماع: «كل هذا يؤدي إلى التضخم، وفي الغرب بدلاً من الاعتراف بأخطائهم فإنهم يبحثون عن المذنبين مع بعضهم بعضاً».

وأشار إلى أن السياسيين في الغرب استهانوا بأهمية مصادر الطاقة التقليدية، الأمر الذي كانت له انعكاسات سلبية، لافتاً إلى أن السياسيين في الغرب تكهنوا بالقلق الطبيعي للناس بشأن حالة المناخ، مستهينين بأهمية الطاقة التقليدية.

واعتبر بوتين أن السياسة غير المدروسة للغرب هي السبب الرئيس للمشكلات في قطاع الطاقة العالمي، وكدليل على ذلك أشار إلى إجراءات اتخذتها الدول الغربية، إذ لم يتم تخصيص الأراضي اللازمة للمشاريع الجديدة، كما تم الحد من فرص تطوير قطاع النقل، كذلك تم العمل على خلق مشكلات في الشحن وغيرها من المجالات الضرورية لضمان الاستثمار في صناعة الطاقة في الوقت المناسب وبالقدر المناسب.

وقال: كل ما يحدث اليوم، بما في ذلك للأسف الشديد حول أوكرانيا، مرتبط بالسياسة الخاطئة لما يسمى الغرب الجماعي.

ووفقاً لبوتين فإن هذه الدول تجاهلت لعقود مخاوف روسيا في مجال ضمان أمنها، وشجعت بكل طريقة ممكنة العناصر القومية والفاشية الجديدة في قيادة كييف، وتعاملت بازدراء مع المشكلات التي كانت تتطور في جنوب شرق أوكرانيا.

كذلك أشار إلى أن الغرب ساهم خلال ثماني سنوات في استمرار الأعمال العدائية في دونباس التي بدأها نظام كييف قبل ثماني سنوات.

في حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن أوكرانيا ليست دولة مستقلة حتى لو كانت كييف تعتقد ذلك، وإن الغرب ليس في حاجة إليها، وهي بالنسبة للغرب باتت مستهلكة.

وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد لافروف في تصريح صحفي، أمس، أن لدى موسكو معلومات تفيد بأن الجانب الأوكراني في المفاوضات يخضع لسيطرة لندن وواشنطن، قائلاً: لدينا معلومات تصلنا عبر قنوات مختلفة مفادها أن واشنطن ولندن تقودان المفاوضين الأوكرانيين وتوجهان حريتهم في المناورة، وربما حتى بشكل مباشر هناك ممثلون لهما على الأراضي الأوكرانية.

وأشار لافروف إلى أن الغرب لا يحتاج إلى أوكرانيا، إلا لأنها دولة قابلة للاستهلاك، موضحاً أن الغرب غير مستعد لتقديم ضمانات أمنية لكييف، ومؤكداً استعداد روسيا لحل القضايا الإنسانية في أوكرانيا.

وأضاف لافروف: إن نظام كييف يصرح بأن أوكرانيا ليست دولة معادية للروس، لكن الحقائق تقول عكس ذلك، قائلاً: نظام كييف يتحدث الآن عما يحدث في بلدهم، وإن أوكرانيا ليست معادية لروسيا، وإن الدولة لا توجد فيها النازية الجديدة، رغم أن الحقائق واضحة للعيان.

من جانب آخر أكد لافروف أن الصين تغلبت على الغرب والولايات المتحدة، وهي تتصدر اليوم الاقتصاد العالمي.

وحسب وكالة «تاس» قال لافروف خلال مشاركته في ماراثون «آفاق جديدة» التنويري: الغرب يقول بشكل مباشر إن الوقت حان لإصلاح المؤسسات الاقتصادية، لأن الغرب أنشأها، وتم إنشاؤها على أساس الآليات التي اقترحها الأميركيون على الجميع، وأجبروهم على قبولها.

وأضاف الوزير: إن الصين من خلال اتباع هذه القواعد نجحت في التغلب على الغرب والولايات المتحدة واحتلت الصدارة الاقتصادية في العالم.

وأشار لافروف إلى أن الغرب استبدل التعددية القطبية بـ«تهيئة ظروف لجميع الدول الأخرى للعمل وفقاً للأسس التي وضعها».

ووفقاً لوزير الخارجية لروسي فإن الغرب لا يحب ظهور مراكز جديدة لعالم متعدد الأقطاب، التي تعمل بشكل أفضل في المجال الاقتصادي، وأن الدول الغربية قررت تغيير قواعد اللعبة مع نمو دول أخرى مثل الصين والهند.

بدوره أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن «العملية العسكرية الخاصة تسير وفق الخطة وبفاعلية تامة»، مؤكداً أن «كل الأهداف المحددة سوف تتحقق من دون أدنى شك».

وقال بيسكوف: في بعض الأحيان، يبدو أن وجود روسيا بحدّ ذاته هو مصدر إزعاج كبير للغرب، وهم مستعدون لفعل أي شيء لمنعنا من تطوير طريقة عيشنا، لافتاً إلى أنه لا يمكن عزل روسيا بأي شكلٍ من الأشكال.

وشدد على استحالة عزل سدس الأرض، سواء سياسياً أم اقتصادياً أو دبلوماسياً أو إعلامياً.

وأشار بيسكوف إلى أن الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تشنّ حرباً هجينة ضد روسيا، أصبحت دولاً معادية، مضيفاً: الحرب الهجينة هي ما يحدث الآن، ما نواجهه حرب دبلوماسية، حرب سياسية، هذه محاولات لعزلنا في العالم، هذه حرب اقتصادية.

واتهم لافروف، قبل أيام، دول الغرب بشنّ «حرب هجينة شاملة» على بلده، محذراً من أن تبعاتها ستطول جميع الدول من دون استثناء، قائلاً: نعم، ما زلنا نسميها بهدوء دولاً غير صديقة، لكن يمكنني القول إنها دول معادية، لأن ما تفعله هو حرب، مؤكداً أن روسيا ستتعامل مع مواجهة الغرب، فلديها كل ما هو ضروري لذلك.

وأوضح أن روسيا حاولت إيصال صوتها ومطالبها إلى الغرب بخصوص مبادئ أمنية جديدة، لكنهم لم يستمعوا إليها حقاً.

أما عن العلاقات مع الشيشان، فقال بيسكوف: تربطنا علاقات جيدة جداً مع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وأحياناً ننتقد بعضنا بعضاً بطريقة ودّية.

وبخصوص مشاركة روسيا في قمة العشرين، أكد بيسكوف أن روسيا ستتخذ القرار الأفضل بشأن شكل مشاركتها في قمة مجموعة العشرين مع اقتراب هذا الحدث، مشيراً إلى أن روسيا تواصل العمل في مجموعة العشرين، وأنّها تعتبر هذا المنتدى في غاية الأهمية.

من جانب آخر علق بيسكوف على تصريحات بعض المسؤولين في اسكتلندا بشأن نية بلادهم الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

وقال بيسكوف: إن خطط اسكتلندا للانفصال عن المملكة المتحدة، ثم الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، يجب أن تدلي بها لندن الرسمية.

وفي وقت سابق أمس قالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستورجون: إن اسكتلندا ستسعى للانضمام إلى الناتو إذا حصلت على الاستقلال من بريطانيا.

ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية باستسلام 265 مسلحاً أوكرانياً، من بينهم 51 مصاباً بجروح خطيرة، وألقوا أسلحتهم بعدما كانوا محاصرين في مصنع آزوفستال في ماريوبول، وتم إرسال المصابين لتلقي العلاج في مستشفى في مدينة نوفوازوفسك، جمهورية دونيتسك الشعبية بعدما كانوا محاصرين في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن