ثقافة وفن

المعهد العالي يحتفي بتجربتها الإبداعية الرائدة … نضال الأشقر: كل دول العالم اجتمعت على سورية لتدميرها

| وائل العدس - تصوير طارق السعدوني

لعبت دوراً أساسياً في تحريك الحركة المسرحية خاصة والثقافة العامة في لبنان والعالم العربي بهدف تجديد رؤيتها ولغتها وأدواتها.

ساهمت من خلال أعمالها المسرحية في إخراج المسرح اللبناني إلى المجال الشعبي بتحد أكسب هذه الأعمال مواصفات متقدمة ومغامرة ومتجددة.

أضافت عبر مشاركتها في مجموعة من أبرز المسلسلات والبرامج اللبنانية والعربية روحاً جديدة ودماً جديداً وأداء جديداً تمكنت من تكريسها بين الأسماء الفنية والثقافية الأولى في لبنان والعالم العربي.

إنها الممثلة والمخرجة اللبنانية القديرة نضال الأشقر التي حلت ضيفة على «ملتقى الإبداع» الذي يقيمه المعهد العالي للفنون المسرحية بشكل دوري، حيث التقت الطلاب بمختلف اختصاصاتهم وسنوات دراساتهم في جلسة أدارها الناقد سعد القاسم.

الخيار الأول

بدايةً تحدثت نضال الأشقر عن بدايتها أمام الطلاب، قائلة إنها تقدمت للدراسة في ثلاثة معاهد في بريطانيا وقُبلت فيها جميعاً، لكنها اختارت الأكاديمية الملكية لأنها كانت ومازالت الأشهر في العالم، مبينة أنها كانت محظوظة لأنها درست بفترة ذهبية مسرح في الستينيات من القرن الماضي.

وأوضحت أنها خلال العامين الأوليين لم تتدرب على التمثيل، بل على التنفس والصوت وحركة الجسد وتاريخ المسرح العالمي.

وقالت للطلاب إن التمثيل ليس كلاماً فقط، بل هو كلام في الصمت بأجسامنا وتعابيرنا، ونصحتهم بتدريب الجسد والخيال والصوت ومخارج الحروف والنطق الصحيح.

كما شددت على أهمية الارتجال لدى الممثل، إضافة إلى أهمية القراءة والاطلاع على كل شيء.

وأوضحت أنها تحب التمثيل والإخراج والتلفزيون والسينما، لكن خيارها الأول كان المسرح وهو أصعب خيار، لأنه يحتاج تضحية، ويتميز بأنه عمل جماعي ومجتمعي وهو الفن الوحيد الحي أمام الجمهور، وروحانيته غير موجودة في أي فن آخر.

من جانب آخر، أكدت أن معظم اللبنانيين يمنون أنفسهم ببناء علاقة متميزة مع سورية، وخاصة العلاقة الثقافية الفنية، واعدة بأن تقدم قريباً أحد أعمالها في دمشق، وداعية كل من لديه أي عرض أو مشروع أن يقدمه في بيروت.

المؤتمر الصحفي

خلال مؤتمر صحفي عقدته بعد حوارها مع طلاب المعهد، أكدت الأشقر أن لدى سورية مسرحاً حياً ونابضاً ومواهب وطاقات متجددة، مشيرة إلى أن الفن والثقافة سيعيدان فتح جسر تواصل بين سورية ولبنان.

وقالت: تمتلك سورية أهم الكتّاب المسرحيين، أمثال سعد الله ونوس وممدوح عدوان وفواز الساجر سابقاً، إضافة إلى فايز قزق في العصر الحديث وأعتبره من أقدر وأكثر الفنانين موهبة ممثلاً ومخرجاً، وشددت على أن ونوس كاتب عالمي ولا يمكن أن يتكرر.

ووصفت منى واصف بأنها ممثلة كبيرة ورائدة وصاحبة مشروع تمثيلي كبير، بينما أبدت حبها الكبير والخاص لدريد لحام متمنية أن يجمعهما عمل واحد قريباً.

وعلقت نضال الأشقر على ظروف الحرب على سورية قائلة: «اجتمع على سورية كل دول العالم بهدف تدميرها وكسرها، وما حصل فيها لم يحصل في أي بلد عبر التاريخ، وأعتقد أن الفنانين يجب أن ينهلوا من هذه التجربة الإنسانية العميقة والمؤلمة في صياغة مسرح جديد من أرشيف الحرب».

مشروع فكري

عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، د.تامر العربيد وصف نضال الأشقر بـ«هيلين فايغل العرب»، تيمناً بالممثلة الألمانية الشهيرة زوجة المسرحي بريخت.

وقال إن للأشقر من اسمها نصيباً، فهي مناضلة ونضالها إبداعي إنساني حياتي مجتمعي، وهي صاحبة مشروع فكري ومنجز مسرحي ترفع له القبعات، وبأصابعها تشقشق خيوط العنكبوت التي تحاول أن تُضيّق، وتحول السواد إلى ستائر مسرحية تصنع النور والحياة.

وأضاف: إنها سيدة المسرح المسكونة بشغف وعشق الخشبة، مرحباً بها في الشام، حيث ما زلنا نزرع الياسمين ونهديه حباً، ونصنع من عبقه حبال مودة، من دمشق إلى العال.

وكشف أن الأشقر وصفت المعهد العالي بأنه أهم جامعة في الشرق الأوسط لتعليم التمثيل.

وأكد أن ملتقى الإبداع يأتي احتفاءً بأصحاب التجارب الإبداعية الرائدة، وتكريماً لمشوارهم الفني، ولإغناء المخزون والمرجعية الإبداعية لطلبة المعهد بالاستزادة من خبرة ومهنية وحرفية الضيوف الذين نكبر بوجودهم في مؤسستنا الإبداعية الأكاديمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن