اقتصاد

ورشة التحول الرقمي في القطاع المالي والمصرفي … سليمان: التحول الرقمي يساعد على الاستفادة من التكنولوجيا بمجالات مختلفة

| رامز محفوظ

أكدت معاونة وزير الاتصالات والتقانة فاديا سليمان خلال افتتاح ورشة العمل التي تمحورت حول التحول الرقمي في القطاع المالي والمصرفي أهمية هذا القطاع بالنسبة لسورية في الوضع الراهن، وأن هذه الورشة المقامة بالتعاون مع «الأسكوا» وبدعم منه ستكون قطاعية وموجهة بشكل قطاعي.

وبينت سليمان أن كل دول العالم تتجه نحو الاقتصاد الرقمي وأن سورية لاحظت أهمية هذا الموضوع، لذا بدأت بوضع إستراتيجية وطنية للتحول الرقمي في الخدمات الحكومية الإلكترونية وتسعى لوضع إستراتيجيات أخرى في قطاعات مختلفة.

ولفتت معاونة الوزير إلى أن سورية منحت هذا الموضوع اهتماماً كبيراً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، لأن موضوع التحول الرقمي في القطاع المالي سيساعد الشركات بكل فئاتها وبالذات الشركات الصغيرة والمتوسطة على المحافظة على الأسواق والموارد البشرية، ولأن التحول الرقمي في القطاع المالي والمصرفي يساعد على الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية بمجالات مختلفة، ولاسيما خدمات التجارة الإلكترونية والتعاملات الإلكترونية بإطارها العام.

صعوبات تواجه التحول الرقمي

وعلى هامش ورشة العمل أوضحت سليمان في تصريح لـ«الوطن» أن هناك عدة صعوبات تواجه مشروع التحول الرقمي في سورية مثل كل الدول التي خاضت هذه التجربة، ومنها موضوع الموارد البشرية، وهذه الصعوبات يتم التصدي لها من خلال مجموعة من الإجراءات الموجودة ضمن الإستراتيجية منها برنامج إدارة التغيير إضافة إلى دعم صناعة البرمجيات، كذلك موضوع الثقة باعتبار أن هناك دائماً مشكلة ثقة بين المواطن وبين التعليمات التي تقدم بشكل إلكتروني، مشيرة إلى العمل على برنامج يتضمن كيفية توظيف التكنولوجيا كي تسهم برفع أمن المعلومات الموجودة في الخدمات الإلكترونية وكيفية زيادة الثقة من خلال الترويج ونشر المعرفة بشكل أكبر بآلية التعامل في الخدمات الحكومية الإلكترونية.

ومن المشكلات التي أشارت إليها سليمان أيضاً موضوع التمويل حيث يتطلب الانطلاق بمثل هذه المشاريع استثمارات ضخمة، وبالتالي فإن الوزارة من الممكن أن تضطر للتوجه إلى إيجاد مصادر تمويل مختلفة باعتبار أنه ليس من الضرورة أن تكون الحكومة هي المورد والممول الوحيد للمشاريع التي ستطلق.

موجود في القطاع الخاص أيضاً

وأشارت معاونة الوزير إلى أن التحول الرقمي ليس في الخدمات الحكومية فقط، إنما هو أيضاً في القطاع الخاص ومن الممكن أن يتم طرح نماذج أخرى للتعاون مع الشركات الخاصة كي تكون هي المساهمة بشكل أكبر بتحقيق الفائدة.

وبينت أن أهم نقطة بالنسبة لورشة العمل المنعقدة هي حضور كل الأطراف المعنيين بالقطاع المالي والمصرفي من أجل أن يجلسوا على طاولة واحدة ويضعوا رؤية مشتركة توضح إلى أين وصلت سـورية بعد ثلاث سنوات في مجال الخــدمــات الماليــة والمصرفية وما الخطة الواجب وضعها ضمن إستراتيجية التحول الرقمي الوطنية وما متطلبات تنفيذها من الحكومة بهدف المطالبة بها، كاشفة أنه من الممكن أن يكون هناك تعديل بالقوانين والسياسات مثل سـياســة التــرخيص للمصــارف وخــــدمات الدفـع الإلكتــروني وهــذا الأمر يتطلــب خــطط عمل وسياسات مختلفة لتغيير النواظم والضوابط.

«الأسكوا»: التعاون مع سورية قائم

إلى ذلك أوضح المستشار الإقليمي في التكنولوجيا من أجل التنمية «الأسكوا» الدكتور نوار العوا في كلمة له خلال افتتاح الورشة أن الأسكوا هي جزء من الأمانة العامة للأمم المتحدة، تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهي تعمل على تقييم دعم الدول العربية الأعضاء في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتكون من 17 هدفاً رئيسياً.

ولفت إلى أن الأسكوا تعمل على دعم الجهات الحكومية في وضع سياسات وإستراتيجيات التحول الرقمي، حيث إن القطاع المالي والمصرفي عالمياً يشهد تحولات جذرية بفضل هذا التحول، مشيراً إلى أن الأسكوا تتعاون مع سورية في مجال إستراتيجية التحول الرقمي للخدمات الحكومية، ووضع خريطة طريق لبناء الاقتصاد المبني على المعرفة.

كما أكد العوا خلال الجلسة الأولى من الورشة أن ضرورة هذا التحول تفرضها التطورات الكبيرة بالقدرات الحاسوبية، وانخفاض أسعارها، وزيادة سرعة الاتصال بالإنترنت خلال السنوات الأخيرة، إضافة للظروف العالمية وخاصة جائحة كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

إستراتيجية بثلاثة محاور

بدوره تطرق مدير التحول الرقمي في وزارة الاتصالات والتقانة محمد محمد خلال الجلسة الثانية من الورشة لمحاور إستراتيجية التحول الرقمي للخدمات الحكومية، موضحاً أنها تتألف من ثلاثة محاور هي الخدمات الحكومية الإلكترونية وتحسين كفاءة الأداء الحكومي والبيئة التمكينية للتحول الرقمي.

وأوضح أن كل محور من محاور الإستراتيجية يندرج ضمنه عدة مشاريع، من أهمها مشروع الإدارة المالية ومشروع تكامل السجلات الوطنية.

أساسي للقطاع المالي

وفي تصريح لـ«الوطن» بين محمد أن هذه الورشة هي ورشة تخصصية خاصة بالقطاع المالي وتمت دعوة الفعاليات المالية والنقابات المهنية المهتمة بهذا المجال لحضورها، وتتضمن عرض تجارب محلية ودولية تعمل في هذا المجال وأفضل الممارسات منها والتحديات الموجودة فيها.

ولفت إلى أن أهمية هذه الورشة تنبع من كونها تجمع كل الأطراف في مكان واحد من أجل النقاش بدلاً من مواجهة المشكلات من كل طرف على حدة، كما تنبع أهميتها أيضاً من كونها تركز بشكل أساسي على القطاع المالي وخصوصاً أن التحول الرقمي أصبح شيئاً أساسياً بالنسبة لهذا القطاع من ناحية الدفع الإلكتروني وأتمتة الأعمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن