عربي ودولي

الاحتلال يعتدي على عمال غرب جنين وعلى طلاب جامعتها بالقنبابل الغازية … رام الله: اقتحامات «بينت» الاستفزازية للضفة شرعنةٌ للمستعمرات ودعوة لتصعيد العنف

| وكالات

أصيب عشرات العمال بحالات اختناق قرب جدار الضم والتوسع العنصري غرب جنين، بعد أن هاجمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالغاز المسيل للدموع، ومثلهم من الطلبة خلال اقتحام الاحتلال حرم جامعة خضوري في طولكرم، على حين حذرت السلطة الفلسطينية من أن سياسة الاحتلال التصعيدية بحق الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال واقتحام تعمل على تفجير الأوضاع وتخلق أجواء العنف والتوتر، مؤكدة أن الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة التي يقوم بها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت للضفة الغربية المحتلة، تعكس إصراراً إسرائيلياً رسمياً على شرعنة وتعميق وتوسيع المستعمرات في أرض دولة فلسطين، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
ونقلت وكالة «وفا» عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قوله أمس الأربعاء إن «السياسة الإسرائيلية التصعيدية بحق الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال واقتحام تعمل على تفجير الأوضاع وتخلق أجواء العنف والتوتر التي حذرنا منها مراراً وتكراراً».
وطالب الإدارة الأميركية بالتوقف عن صمتها والتدخل الفوري لوقف هذا الهجوم الإسرائيلي اليومي على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ولجم الانفلات الإسرائيلي قبل فوات الأوان، حيث إن التصريحات والإدانات وحدها لا تكفي.
وأكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تأبه بكل الإدانات الدولية، ولا بقرارات الشرعية الدولية التي أكدت مراراً ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف جميع أشكال الاستيطان باعتباره غير شرعي ومخالفاً للقانون الدولي، وإنهاء الاحتلال لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وشدد أبو ردينة على أن السلام والأمان والاستقرار لن يتما ألا من خلال حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة.
وفي السياق قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن تصريحـات واقتحامات بينت دعوة للتصعيـد والعنــف، واستخفاف بالإدانات الدولية بجرائم الاحتلال.
ونقلت «وفا» عن الوزارة قولها في بيان، أمس الأربعاء، أن دعوة بينيت لجيشه وشرطته باستخدام القوة المفرطة بحق الفلسطينيين أينما كانوا، تحريض مباشر لتصعيد الأوضاع ولدوامة من العنف، واعتراف إسرائيلي رسمي أن ما تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون هو سياسة إسرائيلية ممنهجة موجهة من رأس الهرم السياسي في دولة الاحتلال».
وأدانت الوزارة الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت للضفة الغربية المحتلة، والتي كان آخرها زيارته أول من أمس لمستعمرة «الكنا»، وزيارته المشؤومة أمس لمستعمرة «كيدا» في شمال الضفة.
وأشارت إلى أن هذه الاقتحامات تعكس إصراراً إسرائيلياً رسمياً على شرعنة وتعميق وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في أرض دولة فلسطين، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، واتفاقيات جنيف، والشرعية الدولية وقراراتها.
واعتَبرت اقتحامات بينت المتكررة وسط حماية مشددة من سلطات الاحتلال دليلاً قاطعاً على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة استيطان ومستوطنين.
وفي السياق ذاته، اعتبرت الخارجية، الدعوات التي أطلقها رئيس منظمة «لهافا» اليهودية الإرهابية، بشأن هدم وتفكيك قبة الصخرة المشرفة وبناء الهيكل المزعوم في باحات الأقصى، وحشد أوسع مشاركة لاقتحامات المسجد الأقصى الأحد المقبل بأنها الوجه الآخر لتصريحات ومواقف بينت الإرهابية، وهي إمعان إسرائيلي باستهداف المسجد الأقصى لتكريس تقسيمه الزماني ومن ثم تقسيمه مكانياً على طريق هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، في إطار مخططات الاحتلال التهويدية للقدس وضمها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وطالبت مجلس الأمن الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين وتحمل مسؤولياته في حماية القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
الاحتلال واصل أمس ممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وهدم منزلاً قيد الإنشاء في قرية دار صلاح، شرق بيت لحم، بحجة قربه من جدار الفصل والتوسع العنصري.
وفي طولكرم أصيب عشرات الطلبة من جامعة فلسطين التقنية «خضوري»، بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها حرم الجامعة.
وذكرت «وفا»، أن جنود الاحتلال اقتحموا ساحات الجامعة من جهة المكتبة، ولاحقت الطلبة وأطلقت قنابل الغاز والصوت باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، واحتراق أحد الأشجار.
وفي نابلس استهدفت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، بالرصاص الحي مدرسة ثانوية أكرم حلوم الثانوية للبنات في قرية دوما، ما تسبب بحالة رعب وهلع بين الطالبات.
وفي السياق نقلت «وفا» عن مصادر أمنية وشهود أن قوات الاحتلال المنتشرة في محيط قريتي الطيبة وعانين، لاحقت العمال في أثناء عودتهم وتوجههم إلى أعمالهم في أراضي عام 1948، وهاجمتهم بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية، والقنابل الصوتية، ما أدى إلى إصابة العديد من العمال بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، كما أصيب عدد من المواطنين وهم بداخل منازلهم بالاختناق.
كما نصب جنود الاحتلال حاجزا عسكريا في محيط مدرسة عانين القريبة من الجدار واستولت على مركبات، واحتجز الاحتلال العديد من المواطنين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتهما في قرية عانين، وكثفت طائرات الاحتلال من التحليق في سماء محافظة جنين، وقامت مروحية بعملية إنزال للجنود بسهل مرج ابن عامر قرب السيلة الحارثية.
في غضون ذلك اعتقل الاحتلال، ثمانية مواطنين في كل من محافظة بيت لحم، وجنين والخليل ونابلس بالضفة الغربية.
وعلى خط مواز ذكرت «وفا» أن 164 مستوطناً اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وقد تولى حاخامات تقديم روايات حول الهيكل المزعوم.
دعا رئيس منظمة «لاهافا» الإرهابية بنتسي غوبشتاين، وأحد تلاميذ الحاخام المتطرف مائير كهانا إلى تفكيك قبة الصخرة من أجل تدشين «الهيكل» المزعوم، في ساحات المسجد الأقصى.
ونشر رئيس منظمة «لاهافا» إعلاناً عبر شبكات التواصل الاجتماعي وحسابه على «إنستغرام»، دعا فيه «منظمات الهيكل» واليمين الصهيوني إلى الحشد الأحد المقبل، لمناسبة ما يسمى «يوم القدس»، من أجل اقتحام ساحات المسجد الأقصى، وبدء مخطط تفكيك قبة الصخرة، بغية الشروع في تشييد «الهيكل» المزعوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن