أكدت مصادر محلية حدوث «كارثة بيئية» في منطقة الشهباء في ريف حلب الشمالي، جراء حبس النظام التركي مياه نهر قويق ما أدى إلى جفافه في الأراضي السورية، وذلك مع تواصل التحذيرات من حدوث كارثة إنسانية في شمال شرق سورية جراء إقدام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حبس حصة سورية من نهر الفرات.
وفي تقرير جديد حول مواصلة النظام التركي ومرتزقته اعتداءاتهم وتعدياتهم على مصادر المياه داخل الأراضي التي يحتلها في سورية، تحدثت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية عن الانتهاكات التي يقوم بها النظام التركي ولاسيما إقدام الأخير على إقامة العديد من السدود على مجرى نهر قويق الذي ينبع من جنوب تركيا ويصب في منطقة سبخة المطخ جنوب مدينة حلب ما أدى إلى جفاف مياه النهر في الأراضي السورية منذ نحو أربع سنوات وحرمان العديد من البلدات والقرى في ريف حلب الشمالي من الاستفادة منها وهو ما ينذر بكارثة بيئية.
وفي عام 1966، أنشأت الحكومة السورية على نهر قويق «سد الشهباء» الذي يقع جنوب شرق مدينة إعزاز شمال حلب، ويبعد عن مدينة حلب 35 كيلومتراً، وذلك لحماية المدينة من فيضانات قويق.
ونقل التقرير عن أحد مزارعي قرية قراج حساجك القريبة في محيط «سد الشهباء» أن أحوالهم تبدلت بنسبة مئة بالمئة عن السابق وتضررت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بعد جفاف نهر قويق. وأشار إلى أنه لم يتمكن من زراعة أرضه نتيجة جفاف نهر قويق والأمر كذلك بالنسبة للآخرين في قرى «قول سروج وحساجك وقراج حساجك والوردية وتل المضيق وسموقة وحاسين وفافين والمسلمية» التي كانت تستفيد من مياه النهر إلى أن أصبح ذلك غير ممكن بعد جفافها.
ويبلغ طول النهر الذي ينبع من منطقة عنتاب جنوب تركيا ويصب في منطقة سبخة المطخ جنوب مدينة حلب، 129 كيلومتراً منها 110 كيلومترات في الأراضي السورية والباقي في تركيا، ويعود سبب الجفاف إلى إنشاء حكومة الأخيرة سدوداً على مجرى النهر في «مرج دابق».
ولم تتوقف انتهاكات النظام التركي على قطع المياه بل تجاوزت هذا الأمر إلى الاعتداء عبر قصف مباشر من قواته ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على منطقة السد والقرى المجاورة وسط تحذيرات من انهيار السد جراء هذه القوات.
ونتيجة لهذه الاعتداءات ووفقاً لشهادات من المنطقة، حسب ما ذكر التقرير، فإن سكان قرى «قول سروج والحصية وشمالي حساجك والقراج وقراج حساجك» لا يستطيعون جني مواسمهم الزراعية بسبب مخاوفهم من تعرضهم للقصف أو الاستهداف المباشر.
وتعتمد المنطقة القريبة من السد بشكل شبه أساسي على الزراعة، بدءاً من الأشجار المثمرة إلى الخضراوات والبقوليات ولكن خروج أراضٍ على خط الإنتاج تسبب بزيادة هجرة الشباب.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات مصادر محلية في منطقة الشهباء من تداعيات قصف الاحتلال التركي المستمر على منطقة السد، «إذ قد يتسبب ذلك بانهياره بعد أن أدى القصف إلى حدوث تشققات كثيرة في جسمه».
ونقل التقرير عن المصادر أن جفاف النهر يشكل «كارثة بيئية»، إذ إن الضرر لا يقتصر على الزراعة فحسب، بل يؤثر أيضاً في تربية الأسماك، فضلاً عن المشكلات الصحية وانتشار الأمراض الجلدية بسبب كثرة الحشرات في مجرى النهر».
وأشار عبد الرحمن حسين من قرية حساجك إلى أن القرى الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال التركي وإرهابييها باتت محرومة من المياه، وقال: «حرمنا من المياه ومن الأسماك التي كانت تتوفر بكثرة في بحيرة السد ولم يبقَ سوى الحشرات كالبرغش والذباب بعد جفاف النهر».
وأقدمت قوات الاحتلال التركي قبل أيام على استهداف عدد من قرى منطقة الشهباء بقصف صاروخي، وفي الثامن من الشهر الجاري قصفت «سد الشهباء» وقرية حسية التابعة لمنطقة الشهباء ما ألحق أضراراً مادية بحقول الأهالي نتيجة استهدافها بشكل مباشر.
يأتي التقرير الجديد بعد يوم من تقرير آخر نشرته مصادر إعلامية معارضة أكد أن الحكومة التركية تواصل حبس مياه نهر الفرات في أراضيها وحرمان سورية من حصتها من مياه النهر الذي يعتبر مصدراً رئيساً لمياه الري والشرب إضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية.