أكد أن الهدف الأساسي للوجود الأميركي هو تشجيع تفتيت سورية.. والسوريون لن يسكتوا … المقداد: أصبحنا أقوياء بعد الحرب وأولوياتنا السياسية ثابتة
| الوطن
اعتبر وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن أولويات السياسة السورية ثابتة منذ وقت طويل، خاصة وأن سورية لم تشعر بالأمان خلال هذه السنوات الطويلة، نظراً لموقعها الإستراتيجي وتأثيرها العميق في حياة هذه المنطقة ولسعي الدول الغربية إلى حرف سورية عن نهجها، وعندما فشلت أساليبها، جاؤوا بالإرهاب الذي مولوه بمليارات الدولارات.
وفي لقاء مع الإعلام الرسمي ضمن برنامج «ما بعد الحرب» بيّن المقداد أن الدول الغربية التي دعمت الإرهاب كانت تريد القضاء على سورية وتفتيتها وإنهاء دورها الذي وقف أمام محاولات هذه الدول لخلق واقع يخدم مصالحها من خلال تلبية كل متطلبات الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
وأشار المقداد إلى أننا أصبحنا أقوياء بعد الحرب لكن أولوياتنا دقيقة ومدروسة وتظهر في وقتها المناسبة، وأضاف: إن دعم القضية الفلسطينية موقف ثابت لسورية والعمل على تحرير الجولان السوري المحتل في مقدمة أولويات سياسة البلاد.
ولفت إلى أن الخسائر التي منيت بها سورية نتيجة الحرب الإرهابية يمكن تسميتها بحرب الدمار الشامل، وقال: «القوة التي نتحدث بها هي قوة الصمود في وجه المؤامرات وهم لن يصلوا للغايات التي يريدونها والسوريون وجيشهم صمدوا في وجه هذه الحرب».
وبخصوص الاحتلال التركي والأميركي لأجزاء من الأراضي السورية بيّن المقداد أنها من آثار الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، وأضاف: «نثق أنها ستزول، نحن أقوياء لأن المخطط أخفق وعلى المحتلين أن يتأكدوا بأنهم سيرحلون».
وبخصوص استثناء مناطق سيطرة «قسد» من عقوبات «قيصر»، أشار المقداد إلى أن الهدف الأساسي للوجود الأميركي هو تشجيع تفتيت سورية، لكن السوريين المتواجدين بمختلف أطيافهم في الجزيرة السورية، لن يسكتوا على هذا الاحتلال، بدلالة الهجمات التي استهدفت القاعدة الأميركية في تلك المنطقة من قبل المقاومة الشعبية في اليوم نفسه الذي صدر فيه قرار الخزانة الأميركية، وهناك نشاطات يومية للمقاومة في تلك المنطقة، وقال: «على الانفصاليين ومن يدعمهم أن يتأكدوا أنه لا مجال لهم في المستقبل البقاء على هذه الأرض وكل ذرة تراب سورية سوف تعود».
واعتبر المقداد أن معركتنا اليوم مع الإرهابيين أكثر قساوة بسبب الدعم الأميركي والإسرائيلي المباشر لهم، وجرائم الإرهابيين تتواصل في درعا وغيرها وبدعم أميركي إسرائيلي كي لا يعطى انطباع بأن سورية تميل للاستقرار.
وبخصوص الحوارات التي كانت تجري بين الحكومة السورية وما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» في وقت سابق كشف المقداد عن اتصالات تجري وجرت مع هذه القوى قبل أيام، مؤكداً أن الدولة السورية ترحب بكل أبنائها وهي على استعداد للحوار مع هؤلاء وصدرت مراسيم العفو وشملت عشرات الآلاف من الذين انحرفوا وضلوا الطريق، لافتاً إلى أن هناك فئات رخيصة تعلمت العمالة تحاول تفتيت البلد وهم قلة وعليها أن تفهم بأن محاولاتها لن يكتب لها النجاح ففي كل مرة نتوصل إلى تفاهمات منطقية ويتم فيها الاستجابة لبعض الأمور التي كانت تعاني منها تلك المنطقة، يعودون للأميركيين وينكثون بالتفاهمات بعدما يعطونهم المزيد من الأموال والأسلحة وهذا يجب أن ينتهي وسوف ينتهي.
المقداد الذي جدد التأكيد على أن الدفاع عن الوطن مشروع بكل الوسائل، قال: «نحن نفتح صدرنا للمواطنين السوريين لنرى كيف نحل المشكلة والحل الوحيد هو بالعودة للوطن ولا مجال لحركات انفصالية في سورية».
وزير الخارجية والمغتربين أشار إلى أن الفشل الذي مني به رئيس النظام التركي (رجب طيب أردوغان) والذي كان يعتقد بأنه سوف يستولي على سورية خلال أيام وجند لأجله ودعم مئات الآلاف من الإرهابيين وما استطاعوا فعله أثناء انشغال سورية بمكافحة الإرهاب باحتلال أجزاء من الأراضي السورية وكل محاولات أردوغان بالحديث عن إعادة اللاجئين السوريين تدل بأنه لا يرغب بإعادة الأمن والاستقرار لا للشعب السوري ولا للشعب التركي، معتبراً أن الحديث عن عملية التوطين هو عملية استعمارية مرفوضة، مشيراً إلى أن عملية «أستانا» حيث يجري محاولات التوصل إلى حلول وهناك بعض التوافقات التي تمت في إطار هذه العملية والتي لم يلتزم بها الجانب التركي، واليوم هناك مطالبات من قبل الأصدقاء من أجل أن ينفذ النظام التركي ما عليه من التزامات وهناك اجتماع لـ«أستانا» منتصف الشهر القادم ووافقت الحكومة الكازاخية على استضافته وتجري التحضيرات له.
المقداد أكد وجود عدة محاولات من قبل النظام التركي للتواصل مع الحكومة السورية عبر بعض الأصدقاء، مبيناً أن سورية لن تذهب إلى حوار مباشر مع الجانب التركي قبل استيضاح عدة أمور وأولها يجب أن يكون هناك انسحاب تركي كامل من سورية أو استعداد تركي للانسحاب أو تحقيق انسحاب جزئي قبل الحوار، والأمر الثاني هو وقف دعم تركيا للمجموعات الإرهابية المسلحة، وثالثاً أن تقوم تركيا بوقف محاولاتها اللاإنسانية بوقف تدفق مياه نهر الفرات.
وعن العرض الذي يجري تداوله بخصوص منح تركيا منطقة آمنة في سورية مقابل التصويت على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، تساءل المقداد من يستطيع ضمان هذه المنطقة الآمنة، هل يتمتع الأميركي نفسه بالأمان في سورية؟ ومن يضمن أمن المنطقة الآمنة التي يجري وعد النظام التركي بها؟
المقداد أكد أن الأصدقاء الروس مصرون ويؤكدون وقوفهم المستمر إلى جانب سورية لتحرير الأراضي ومنع الاحتلال، لافتاً إلى أن الحرب في أوكرانيا ستؤثر على الكثير من المجالات، لكن روسيا ستحقق إنجازاً كبيراً في أوكرانيا ولو تأخر هذا الأمر قليلاً بسبب الجانب الإنساني، معتبراً أن من يهدد أوكرانيا هي الدول الغربية التي تستغلها لتحارب حتى آخر أوكراني لتحقيق المصالح الأميركية واليوم أوروبا تؤمر من قبل أميركا وهي تنفذ.
وشدد المقداد على أن كل الضربات التي تعرضت لها سورية من قبل إسرائيل، جرى الرد عليها، ويمكن الاستدلال على ذلك بما يجري داخل الأراضي المحتلة، وقال: لا يمكن الحديث عن طبيعة هذه الردود لكن سورية ترد بشكل مباشر أو غير مباشر، وأضاف: «على إسرائيل أن تعرف ذلك وسورية لا تنسى قضاياها الأساسية وهذه الردود تجري بعد كل عدوان إسرائيلي وحتى قبل العدوان وإسرائيل تقوم بهذه الاعتداءات لأنها تعرف مركز مقاومة السياسات الإسرائيلية ومركز التصدي لمخططات إسرائيل التي أفشلت حتى الآن ما يجري في المنطقة».
وكشف المقداد أن هناك تواصلاً مع عدد كبير من الدول الأوروبية وبعضها غير معلن ولدينا سفارات مفتوحة من أكثر من ست دول من الاتحاد الأوروبي وهناك من يأتي لسورية بشكل مباشر أو غير مباشر تحت غطاء المساعدات الإنسانية وهم يضعوننا بصورة تحركاتهم وماذا يريدون وكيف يمكن حل بعض المشاكل؟ و«نحن ننقل رأينا في طريقة حلحلة هذه المشاكل»، مؤكداً وجود حوار معهم.
وجدد المقداد التأكيد على أن هنالك تواصلاً بين سورية والكثير من الدول العربية وهناك تواصل غير معلن مع جميع الدول العربية ماعدا دولة واحدة أو اثنتين، لكن المشكلة هي أن الولايات المتحدة تحاول إعاقة الاتصالات بالتهديد وبسحب التمويل ومعاقبة الوزراء، وقال: «نحن لا نريد خلافات مع الدول العربية والنهج السياسي لسورية هو إعادة الحد الأدنى من التضامن العربي ولن تصبح الدول العربية أعداءنا لأن هذا التفتت لا يفيد لا حاضر ولا مستقبل الدول العربية.
واعتبر المقداد أنه لا تناقض بين الدول العربية وإيران، وعلاقتنا مع إيران مستمرة منذ انطلاق الثورة الإسلامية الإيرانية حتى الآن، مؤكداً أن إيران لم تبخل على سورية لا بالدماء ولا بالاقتصاد لكن هناك حاجة لتوسيع التعاون الاقتصادي وهناك محاولة لتقليل العرقلة التي تحصل في هذا الإطار على حساب العلاقة بين البلدين والمشكلات التي كنا نواجهها ستحل خلال الأيام القادمة.
ووصف المقداد مرسوم العفو رقم 7 الذي أصدره الرئيس بشار الأسد بتاريخ الـ30 من نيسان 2022، بأنه تاريخي، وجاء تتمة للإنجازات الكبيرة بعد أن استطعنا ضمان أمن سورية وبعد أن وصلنا إلى ثقة كاملة بقوتنا وجيشنا وقيادتنا، وصدرت هذه المراسيم التي لا يمكن أن يقوم بها إلا الأقوياء، وهو حدث استثنائي لم يحصل له مثيل، وكل السوريين مدعوون للعودة إلى بلادهم، والدولة السورية صدرها واسع ومنطلقة من قوة قناعاتها لإعادة المجتمع السوري لما كان عليه.