قوات للاحتلال في إعزاز ومارع بعد مساعي إعادة تأهيل قاعدة «خراب عشك» بعين العرب … إشارات متناقضة للتحرك الأميركي شمال حلب.. وروسيا ترد في الدرباسية بالحسكة
| حلب - خالد زنكلو
كشفت التحركات العسكرية الأميركية خلال اليومين الأخيرين بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عن نية الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن طي سياسة سلفها دولاند ترامب، الذي اتخذ قراراً بالانسحاب من سورية قبل العدول عنه، وذلك من خلال دعم بقاء قوات الاحتلال الأميركي فيها، والبدء بعملية إعادة تموضع تحقق أهداف الإدارة الراغبة بممارسة أقصى الضغوط العسكرية على روسيا ليس فقط في الميدان الأوكراني، وإنما في باقي مناطق العالم التي لموسكو نفوذ فيها، ومنها الساحة السورية.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، التي شكلها النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، كشفت لـ«الوطن» أن قوات تابعة للاحتلال الأميركي دخلت على متن مصفحات تحمل العلم الأميركي من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمال حلب إلى مدينة إعزاز المحتلة بعد منتصف الليلة ما قبل الماضية، في تحرك هو الأول من نوعه، وتحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال التركي.
وبينت المصادر أن قوات الاحتلال الأميركي، توجهت إلى القاعدة العسكرية التركية في مدخل إعزاز الغربي بالقرب من المشفى الوطني، ثم زارت قاعدة الاحتلال التركي في بلدة مارع إلى الجنوب من إعزاز.
وكشفت أن ضباطاً عسكريين أميركيين، اجتمعوا بشكل مغلق مع نظرائهم الأتراك في قاعدتي الاحتلال التركي في إعزاز ومارع من دون معرفة فحوى المناقشات التي دارت بين الطرفين، والتي نأى الإعلام التركي أو المعارض الخوض في تفاصيلها.
ولفتت إلى أهمية هذا الإجراء العسكري للاحتلال الأميركي لكونه استهدف زيارة قاعدتين عسكريتين للاحتلال التركي سبق وأن تعرضتا مرات عديدة خلال الأشهر الماضية إلى هجمات صاروخية مما يسمى «قوات تحرير عفرين»، التي تدور في فلك ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن، وهو تطور بارز يعني الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة، وميليشيات «قسد» من جهة أخرى، نظراً للصراع العسكري الدائر بينهما في المنطقة وفي عموم مناطق شمال وشمال شرق البلاد.
مراقبون للوضع في تلك المناطق أعربوا في تصريحات لـ«لوطن» عن اعتقادهم بأن التحرك العسكري الأميركي شمال حلب، يندرج في إطار مساعي إدارة بايدن للتوسط بين طرفي النزاع، لتحقيق انفراج سياسي بينهما ينعكس إيجاباً على جهود واشنطن للتقريب بين الميليشيات ومرتزقة أنقرة بغية دمجهما تحت راية معارضة واحدة.
ورأوا أن عودة الاحتلال الأميركي إلى «خراب عشك» وإلى عين العرب مزعج لنظام رجب أردوغان لكونه يضع حداً لاعتداءاته المستمرة ضد «قسد» التي تسيطر على المنطقة، بدليل القصف الصاروخي الذي نفذه أمس جيش الاحتلال التركي على بلدتي زور مغار وشيوخ تحتاني بريف عين العرب الغربي أمس، معتبرين أن تحرك واشنطن الموازي نحو إعزاز ومارع من شأنه تقليل حدة الاعتراض التركي من خطوة الإدارة الأميركية في عين العرب، إذ من المفترض أن تعمل واشنطن على لعب دور الضامن لاتفاقية وقف إطلاق النار، التي قادتها موسكو في «سوتشي» في تشرين الأول 2019، بين الطرفين المتحاربين، كي تحل محلها.
في موازاة ذلك، دخلت أمس قوات روسية، برفقة قوات من «قسد»، إلى مدينة الدرباسية الحدودية مع تركيا بريف الحسكة الشمالي، وتوجهت عرباتها العسكرية بعد جولة في وسط المدينة إلى ريفها الجنوبي، حسب قول مصادر أهلية في الدرباسية لـ«الوطن»، والتي عزت التحرك الروسي إلى الرد على التحرك الأميركي في عين العرب والقول أن موسكو عازمة هي الأخرى على الاحتفاظ بوجودها العسكري الوازن في مناطق شرق الفرات.