ثقافة وفن

يستعيد الذاكرة والطفولة في «زوايا»! … برهو لـ«الوطن»: أحاول التخفيف من التلوين والرسم لتكون علاقتي مع اللوحة حيوية

| سارة سلامة

الفنان التشكيلي أحمد برهو يتحدث عن نفسه، وعن الناس الذين يفكرون مثله في معرضه المقام في غاليري زوايا، من خلال 31 لوحة ينقل لنا الواقع وذكريات الطفولة مستخدماً أدوات بسيطة وغنية في الوقت ذاته كالطين والرمل والرصاص الذي يأسره ويرده طفلاً يستحوذ على شغفه، لوحات نفذها منذ عام 2017 غاب عن عرضها إلى اليوم تشكلت بالواقع واختبرت الحرب واستنزفت الدراما التي نعيشها هي مرحلة أعطتنا خبرة أكثر كما يراها برهو حتى لو كانت خبرة سيئة، إلا أنها أضافت لحياتنا الكثير..

الفنان الحلبي الذي لطالما عرف بأسلوبه التجريدي وأعطاه الكثير من سنيه ليثبت بصمته ويكون مدرسته نراه اليوم يتجه أكثر إلى التشخيص..

علاقتي مع اللوحة حيوية

وكشف الفنان التشكيلي أحمد برهو في تصريح خاص لـ«الوطن»: أن «هذه الأعمال هي نتاج عام 2017. وكما هو معروف عني باتباع الأسلوب التجريدي، إلا أنه منذ بداية تاريخ عام 2017 بدأت أميل إلى التشخيص ذلك نتاج العامل الخارجي الذي نعيشه، ونتعامل معه ونتعاطى به بشكل يومي».

وبين برهو أن: «هناك فكرة اقتنع بها وأحبها جداً لها علاقة بالموروث القديم والتصوير الفوتوغرافي، كيف كنا نقف باستعداد لالتقاط صورة تذكارية، هي ذكرى جميلة أحبّ هذه اللقطة وهذا الموقف يرجعنا بالتاريخ للوراء اليوم يتلقف الشباب الصور كل ثانية من دون أي مبالاة، ولأن هذا المشهد يشدني أدخلته في عالمي التجريدي، لأقرب من الواقع الذي هو الدراما رغم تلونه إلا أنه يميل إلى التقشف. وعملت من خلال المعرض على ربط الواقع بمعطياته ومآلات نعيشها ونفكر بها».

وعن استخدام الطين والرصاص وأسلوبه بشكل عام قال برهو: «أرغب في الوصول إلى مكان أخفف فيه قدر الإمكان من التلوين والرسم، لتكون علاقتي مع اللوحة حيوية واستخدام الرصاص لأنه يذكرني بطفولتي وبالطريقة التي كنت أعمل بها وتأثيره علي، والطين هو مادة بسيطة وغنية لذلك أستخدم الورق والطين والرمل».

وأضاف برهو إنه: «من خلال 31 عملاً قدمت أعمالاً ناضجة، حيث كانت تجربتنا الحياتية ضعيفة إلا أننا بعد حرب طويلة صارت الحياة غنية بطريقة سيئة، جعلت الفنان ينقل وجعه ووجع الناس الوجوه المربكة المحتارة والحزينة من خلال اللوحة».

فنان متميز

ومن جهتها أوضحت نور سلمان مديرة غاليري زوايا أن: «لوحات برهو لفتتني جداً وهو الذي يتميز بطريقته وأسلوبه التجريدي الخاص؛ وكما أعلم أنه بقي لفترة مبتعداً عن إقامة معارض فنية، وأحببت عند رؤية أعماله أن نتعاون مع بعض ونقيم له معرضاً، وكما نحن في زوايا نعطي مساحة للشباب وندعمهم كذلك نهتم بظهور الفنانين البارزين لنشكل توليفة خاصة تبعدنا عن التكرار».

متمكن من أدواته

كما بين النحات غازي عانا أن: «المعرض متميز من حيث خصوصية الأداء وطريقة التفكير.. أحمد برهو فنان متمكن من أدواته والمواد التي يشتغل عليها، يختزل كثيراً من التفاصيل خدمة للتجريد التعبيري الذي أخلص له منذ بداياته وهو مازال يسعى لتطوير مساراته وفضاءات الحلم التي تبدأ من الغرافيك الذي يخط به بعض الشكل المتماهي للشخصية مع الخلفية التي تحمل طبقات عدة من اللون ومشتقاته بتداخل وتناغم لافت من حيث العلاقة بين السطح الأملس وهو قليل عنده وبين النافر الوافر بفعل الكولاج الأنيق بتوضعه في المكان والزمان المناسبين لكثير من الحيوية في المشهد التجريدي عموماً».

بروفايل التشكيلي

ولد برهو في حلب عام 1965 بحي شعبي وهو الأشرفية، حيث شعر منذ كان في الصف الأول الابتدائي أنه يتميّز عن سائر أقرانه، كانت تشده المكتبة، وأقلام الفلوماستر الموضوعة على واجهتها، انتسب إلى مركز الفنان فتحي محمد.

تخرج عام 1990 في كلية الفنون الجميلة بدمشق – قسم التصوير. وبدأ برهو يلعب بالألوان وتبايناتها، ويوزّع ألوانه بالسكين، يعتمد على إيحاءات اللون وتداعياته، وهذا قد يفتح أمامه نوافذ الروح وغموض الحالات الإنسانية ودلالاتها، ووجد أن التجريد يتلاءم مع ذاته، فكرياً ونظرياً، ولكن بعد الأحداث التي شهدتها سورية، عامة، وحلب خاصة، وبعد أن تخرّب مرسمه ثلاث مرات، وبعد أن أفرغ الحي من سكانه، ابتعد عن التجريد ليحل محله التشخيص وبدأ من جديد.

أقام العديد من المعارض الفردية بين حلب ودمشق وباريس منذ عام 1989 .

– شارك في العديد من المعارض الجماعية في حلب ودمشق.

– ساهم بالعديد من المقالات حول الفن التشكيلي.

– عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق.

– حاضر في ندوة بعنوان: «غياب الفكرة المؤسسة للفن التشكيلي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن