رياضة

أهلي حلب يلاقي الجلاء والكرامة والوحدة يتعادلان وسيدات الثورة يتأهلن للنهائي وقاسيون وتشرين في مواجهة فاصلة

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتفائلين بمباريات المربع الذهبي لسلتي الرجال والسيدات يتوقع هذا المشهد الجميل الذي احتضنته صالة الفيحاء بدمشق، والتي بدت وكأنها عروس في ليلة زفافها، بعدما زينت مدرجاتها بجمهور الناديين في مشهد كان أشبه بكرنفال حقيقي اشتقنا إليه منذ سنوات طويلة، وبعيداً عن اللوحة الجميلة التي قدمها جمهورا الناديين غير أن النكهة التنافسية والقوة والإثارة والمتعة كانت حاضرة وبقوة، إضافة إلى الحضور الجماهيري الأخاذ الذي ملأ مدرجات صالة الفيحاء ورسم لوحة فريدة.

المهارات الفنية عالية المستوى فرضت نفسها عبر حضور اللاعب الأجنبي الذي أضاف متعة طالما افتقدناها في صالاتنا.

تعادل الوحدة والكرامة في الفوز والخسارة سيضيف إثارة وندية كبيرتين على اللقاءات القادمة بين الفريقين، ويجعلنا على موعد جديد مع مباريات عالية المستوى وقوية مفعمة بكل أنواع متعة كرة السلة الحديثة من مهارات فنية عالية ودنكات جميلة من شأنها أن تسعد جميع المتابعين.

الفوز الأغلى

كان حضور الكرامة قوياً في صالة الفيحاء، وخاصة في اللقاء الذي جمعه مع الوحدة مساء الجمعة الفائت، حيث قلب الكرامة كل التوقعات التي صبت في مصلحة الوحدة الذي فاز في لقاء الذهاب، ويبدو أن مدرب الكرامة استفاد من الدرس الأول جيداً، ونجح في فك طلاسم الوحدة، وتعامل معها بحرفية عالية، بعدما وظف مقدرات لاعبيه بشكل محترف، ونجح في وضع حد لمفاتيح قوة لاعبي الوحدة وخاصة اللاعب الأميركي لكريس، لتكتب النهاية السعيدة لسلة الكرامة أداء ونتيجة وبفارق لم يكن أحد يتوقع حيث وصل إلى خمس عشرة نقطة وبواقع 89- 74، على حين أن أداء الوحدة ترك الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب لدى عشاقه وبدا واضحاً أن هناك مشكلة فنية يعاني منها الفريق خاصة في الناحية الدفاعية التي عانى منها الفريق في الربع الأخير دون أن يتمكن مدربه الصربي نيناد من إعادة التوازن للفريق رغم تبديلاته التي جاءت سريعة وغير مجدية، ما سمح للكرامة في فرض سيطرته واستغلال هذا التراجع، واللعب بقوة وتركيز عالي، وتمكن باقتدار من عزف سيمفونية الفوز والتفوق على الوحدة.

تفوق وحداوي

وكان الفريقان قد التقيا مساء يوم الأربعاء الماضي في اللقاء الافتتاحي لسلسلة الفاينال فور، وتمكن الوحدة من الخروج بنقاط الفوز بنتيجة 82-75 وحفلت المباراة منذ بدايتها بكثير من الإثارة وقدم الفريقان أداء جيداً يليق بهما كفريقين كبيرين وخاصة الكرامة الذي كانت بدايته موفقة وناجحة وتقدم مع نهاية الربع بواقع 19-13، في الربع الثاني استعاد الوحدة أنفاسه ونجح في الوصول لسلة الكرامة والتسجيل عبر محترفه الأميركي لكريس كروفورد الذي تألق بالتسجيل لينتهي الربع للوحدة أداء ونتيجة 21-15.

في الربع الثالث تكافأ الأداء بنسبة كبيرة مع أفضلية نسبية للوحدة الذي نجح مدربه في تبديلاته ووصل لسلة الكرامة الذي شعر بحراجة الوضع واستعاد توازنه وغير من طريقة لعبه لكن الوحدة بقي متقدما مع نهاية الربع الثالث بنتيجة24-23.

و تابع الوحدة هجومه وسجل لاعبوه من جميع الاتجاهات وسط ارتباك في أداء الكرامة لينتهي الربع وحداويا بواقع 24-18.

ويتجدد اللقاء بين الفريقين مساء يوم الخميس القادم في صالة غزوان أبو زيد بحمص الساعة التاسعة مساء.

قمة الشهباء

ستحتضن صالة الحمدانية بحلب مساء اليوم الأحد لقاء القمة المنتظر بين قطبي سلة الشهباء، أهلي حلب وجاره الجلاء في أول لقاءات الدور نصف النهائي(الفاينال فور) في لقاء يتوقع أن تصل سخونته لدرجة الغليان، عناوين اللقاء كثيرة ومهمة والحضور الجماهيري سيملأ صالة الحمدانية عن بكرة أبيها.

ومهما كانت لقاءات الفريقين ودية أم رسمية، فإنها تتصف دائماً بالقوة والإثارة واللمحات الفنية لما يتمتع به الفريقان من أوراق فاعلة ومؤثرة كثيرة.

أهلي حلب الذي تفوق على جاره الجلاء في مرحلتي الذهاب والإياب هذا الموسم يدرك تماما أن لقاءات هذا الدور ستكون مختلفة بكل شيء، ويعرف أن مهمته ليست سهلة في كسب نقاط الفوز لأن الجلاء اليوم متجدد بكل تفاصيله، ابتداء من تدعيم صفوفه بأفضل المحترفين، ومروراً بالروح المعنوية العالية التي يتحلى بها لاعبو الفريق، وانتهاء بالجاهزية التي وصل إليه الفريق تحت إشراف مدربه المجتهد عبود شكور، ويأمل أهلي حلب في تحقيق الفوز في أول لقاءي هذه الجولة من أجل أن يلعب بأريحية في لقاء الإياب، وسيسانده جمهور كبير وسيكون عبئاً ثقيلاً على لاعبي الجلاء، ولدى الأهلي الكثير ليقدمه في هذا اللقاء من لاعبين متميزين أمثال العملاق عبد الوهاب الحموي، وملك القوس نديم عيسى، والجناح الطائر انطون بكر، واللاعب النجم قائد الفريق ميشيل معدنلي إضافة لوجود لاعبين اثنين محترفين سيشكلان قوة هجومية إضافية، ومن ورائهم المدرب الصربي ديان مومتيش الذي بات يجيد كيف يوظف مقدرات لاعبيه ويدوزن الأوتار.

بالمقابل الجلاء يعرف أن مواجهته مع جاره الأهلي ليست سهلة، لكنها بنفس الوقت ليست مستحيلة، وطريقه نحو نقاط الفوز يبدو شائكاً، وبأن مهمته صعبة في الوصول لنقاط الفوز الذي يحتاج إلى اللعب بجدية، وتركيز كبير، والتقليل من الأخطاء والانضباط التكتيكي، وسيلعب الجلاء بكل قوته من أجل خطف نقاط الفوز، ونجح الجلاء في تدعيم صفوفه بأفضل اللاعبين من تونس سيعول عليهما مدرب الفريق الكثير خاصة في الناحية الدفاعية إضافة لوجود مجموعة جيدة من اللاعبين الشباب المنسجمين أمثال، جورج دلمادية، إلياس عازرية، والعملاق وسام يعقوب، ولديه دكة احتياط تعتبر جيدة ومدرب خبير يعرف كيف يقرأ مجريات اللقاء بشكل محترف.

الفريقان متوازنان من الناحية الفنية مع أفضلية للأهلي الذي يضم كوكبة من اللاعبين المتميزين.

ويدرب الأهلي الصربي ديان مومتيش والجلاء عبود شكور.

محترفو الفريقين

نجح الفريقان في تدعيم صفوفهما بأفضل اللاعبين، حيث ضم أهلي حلب اللاعب الأميركي (انطون سكوت) وهو من اللاعبين المتميزين، كما تعاقد مع اللاعب الجزائري محمد حرات.

على حين أن الجلاء تعاقد مع لاعبين تونسيين هيثم سعادة ومراد مبروك.

لقاءات الفريقين

التقى الفريقان هذا الموسم مرتان وتمكن الأهلي من حسم نتيجة اللقاءين بواقع 82-49، 75-46.

ويتجدد اللقاء بين الفريقين مساء يوم الثلاثاء المقبل في صالة الحمدانية بحلب.

فاينال السيدات( تأهل الثورة)

شهدت مباريات المربع الذهبي لسلة السيدات الكثير من المتعة والندية واللمحات الفنية التي تابعناها بين الفرق الأربعة، الوجبة السلوية لم تقتصر على مباريات فاينال الرجال، وإنما كانت حاضرة بقوة أيضاً على مباريات السيدات، فأعطتها جمالية لم نكن نتوقعها، من الناحية الفنية الفرق الأربعة ظهرت بصورة جيدة، وقدمت أداء جيداً وبدا واضحاً الأثر الإيجابي الذي أضافته اللاعبة الأجنبية للمباريات، وكانت علامة مميزة وواضحة في هذا الدور من مباريات فاينال السيدات التي انطلقت مساء الإثنين الماضي، وجاءت نتائجها منطقية وضمن التوقعات لكن الإثارة أطلت برأسها على اللقاءين، حيث نجحت سيدات تشرين من تجاوز محطة ضيفاتهن سيدات نادي قاسيون بفارق 19 نقطة 68-49 بعد مباراة متوسطة المستوى الفني مع أفضلية واضحة لسيدات تشرين اللواتي لعبن بطريقة قوية لكن لم تخل من الخشونة التي ألحقت الكثير من الضرر بلاعبات قاسيون.

وفي اللقاء الثاني قدم الثورة بطل دوري الموسم وجاره الوحدة مباراة ستبقى للذكرى حفلت بكل أنواع المتعة من مهارات فنية عالية وسكورات كبيرة وثلاثيات ولا أحلى وتبادل الفريقان أدوار التقدم رغم الأفضلية الواضحة للوحدة في الربعين الأول والثاني غير أن لاعبات الثورة فرضن خبرتهن وتمكن من حسم نتيجة اللقاء بفارق سبع نقاط وبواقع 85-78.

الجولة الثانية والحسم

جاءت مباريات الجولة الثانية قوية ومفعمة بالإثارة وخاصة في لقاء قاسيون وضيفه تشرين الذي جمع الفريقين مساء يوم الخميس في صالة الفيحاء بدمشق وتمكن قاسيون من قلب كل التوقعات وتمكن من رد الدين لضيفه تشرين وتغلب عليه بفارق سبع نقاط وبنتيجة 72-66. بعد مباراة قوية من الفريقين وخاصة قاسيون الذي بدا واضحاً إصرار لاعباته على حسم النتيجة رغم أنه لعب وسط غياب نجمته هبة بغدادي للإصابة، بالمقابل سيدات تشرين قدمن مباراة قوية لكنهن خسرن خدمات نجمتهن سنا جلبي التي خرجت في الربع الأول بعد إصابة قاسية، ما قلل من الشهية الهجومية للاعبات الفريق، الأمر الذي سمح للاعبات قاسيون باللعب بأريحية والوصول لسلة تشرين والتسجيل.

وبهذه النتيجة سيلعب الفريقان لقاء فاصلاً في اللاذقية يوم الإثنين المقبل، ومن المتوقع أن يكون مفعماً بالإثارة والقوة لأن الفائز سيتأهل للمباراة النهائية.

لقاء التأهل

جددت سيدات نادي الثورة فوزهن على جاراتهن سيدات الوحدة وتمكن من التغلب عليهن بفارق كبير وصل إلى 31نقطة وبواقع 83-52 بعد مباراة سيطرت فيها سيدات الثورة على مجريات اللقاء من بابه لمحرابه، ولم تظهر الوحداويات بصورة جيدة كما ظهرن في اللقاء الأول، وخيبن أمال عشاقهن ومحبيهن ولم يتمكن من تقديم أداء جيداً وخسرن أداء ونتيجة.

وبهذا الفوز تأهلت سيدات الثورة للمباراة النهائية لبطولة الدوري في انتظار الفريق الفائز من لقاء قاسيون وتشرين الذي سيجري يوم غد الإثنين باللاذقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن