الخبر الرئيسي

خبراء لـ«الوطن»: موسكو متمسكة بالمسارات السياسية لحل الأزمة وتربطها مصالح إستراتيجية بسورية … روسيا تعلن رفضها التمديد لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية

| حلب- خالد زنكلو

أعلنت روسيا موقفها النهائي من تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية، مؤكدة وقبل نحو شهرين من انقضاء التفويض الأممي، عن رفضها للتمديد لهذه الآلية لأنها تنتهك سيادة ووحدة الأراضي السورية.

نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي وخلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي أول أمس، قال في تعليقه على الآلية التي ينقضي تفويضها في تموز القادم: «لا يمكننا تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن هذه الآلية في حال تسمية الأمور بمسمياتها، تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها».

ولفت بوليانسكي إلى إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2585 الذي ينص خصوصاً على دعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر في سورية، مشدداً على أن تطبيق هذا القرار تعثر منذ البداية محملاً «شركاء روسيا في مجلس الأمن» المسؤولية عن ذلك، ومشيراً إلى قيام المجموعات الإرهابية المسيطرة على معظم أراضي محافظة إدلب بإحباط عمليات إيصال المساعدات.

بوليانسكي لفت إلى أن موسكو كانت قد حذرت غير مرة من إطالة أمد المشاورات بشأن الوضع في إدلب والمواقف أحادية الجانب لبعض أعضاء مجلس الأمن إزاءه قائلاً: «تحاولون بأي ثمن الحفاظ على الوضع القائم غير المريح؟ من دون طرح أي حلول ومن دون التجاوب مع مطالب دمشق المشروعة، وهذا الوضع لا يرضينا ولا نستطيع صرف الأنظار عن قيام إرهابيي «هيئة تحرير الشام»، بتلاعبهم بالمساعدات الإنسانية التي يمكن تنظيم إمداداتها بسهولة من دمشق».

الموقف الروسي إزاء التمديد لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود، يأتي في وقت لا تزال فيه موسكو متمسكة بالمسارات السياسية لحل الأزمة في سورية التي توليها عناية خاصة كأبرز الأولويات لسياستها الخارجية، حيث تربطها مصالح إستراتيجية مع دمشق، وفي مقدمتها أنها نقطة متقدمة لمكافحة الإرهاب الدولي، ولذلك فهي حريصة على ثوابت الوجود العسكري فيها على الرغم من «إعادة تموضع» قواتها.

ونفى خبراء بالعلاقات السورية – الروسية خفوت اهتمام موسكو بالملف السوري على خلفية العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا ضد النازيين في أوكرانيا منذ نحو ثلاثة أشهر من انطلاقتها، على اعتبار أن ملف أوكرانيا منفصل ومستقل عن ملف سورية، على الرغم من محاولة واشنطن الربط بينهما لمناكفة موسكو وزيادة الضغوط عليها في مناطق نفوذها الدولية عبر «دبلوماسية الضغوط» ذات التأثير المحدود بالملف السوري، لحد الآن.

ورأى الخبراء في تصريحات لـ«الوطن»، أن تقليص عدد القوات الروسية في مناطق محددة من سورية «إجراء عملياتي» مرتبط بمجريات الحرب في أوكرانيا ومدى حاجتها إلى خبراء ونخبة تمرسوا في مكافحة إرهاب تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين على مدار نحو ٧ سنوات في الأراضي السورية، ومن دون أن يحول ذلك من إمساك موسكو بخيوط اللعبة ودوام نفوذها بالشكل الذي يمكنها من فرض الحل المناسب للأزمة وفق أجندتها ورؤية دمشق للحل.

وما يؤكد إصرار روسيا على التمسك بمسارات الحل للأزمة السورية، وحسب الخبراء، عقدها للجولة ١٨ من مسار «أستانا» نهاية الشهر الجاري وثامن جولات اللجنة المصغرة لمناقشة تعديل الدستور في جنيف نهاية الشهر ذاته، عدا تمسكها بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب التركي مثل «سوتشي» و«موسكو» لضبط استقرار المناطق المتوترة والحفاظ على خطوط التماس الثابتة منذ أكثر من سنتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن