نقابة الفنانين تكرم قامتين فنيتين والإعلام يغيب … نعيم حمدي أول فنان عربي يصور فيديو كليب .. أمين الخياط من مؤسسي النقابة وترأسها ثلاث مرات
| وائل العدس
بعيداً عن أعين الإعلام، أقامت نقابة الفنانين أمسية موسيقية أحيتها فرقة خماسي الموسيقا العربية بقيادة المايسترو هادي بقدونس بعنوان: «إبداع في الذاكرة»، كرمت فيها النجم المطرب نعيم حمدي إلى جانب الموسيقي والعازف أمين الخياط.
ومُنح المكرمان براءة تقدير، نظراً لإبداعهما في مجال الموسيقا والغناء.
ويأتي هذا التكريم بعد أقل من شهر من تكريم وزير الخارجية فيصل المقداد لنعيم حمدي، وقد أشاد المقداد بالجهود التي بذلها هذا الفنان في نشر الفن والثقافة السورية في أنحاء عديدة من دول العالم وباللغات الحية في عدد كبير من الدول الصديقة لسورية.
فنان عالمي
ولد حمدي في دمشق عام 1949 واسمه الحقيقي نعيم قويدر، وهو مطرب وملحن يجيد الغناء بعدة لغات، وعبر سنوات طويلة كان له حضور استثنائي محلياً وعربياً وعالمياً.
وقد اشتهر بتقديمه أغنية في حفل افتتاح ألعاب البحر المتوسط التي استضافتها اللاذقية عام 1987، وهي بعنوان Truley Lovely Welcome to Syria أي «فعلاً جميلة، مرحباً بكم في سورية»، وقد غناها بالعربية والإنكليزية والفرنسية.
بدأ بالغناء بالكورال مع فنانين منهم وديع الصافي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وكان في عمر 12 عاماً عندما كان يغني في المدارس ورآه حينها نجاة قصاب حسن وسامي صنوبر وقررا أخذه إلى وزارة الثقافة، وهناك بدأ تعليمه الفني في زمن صلحي الوادي، فتعلم الموشحات والألحان على يد عدنان أبو الشامات وعدنان منيني ومطيع المصري.
وخلال برنامج للمواهب الغنائية في التلفزيون السوري، أطلق عليه لقب «الطفل المعجزة».
في عمر 14 عاماً التحق بالمعهد الإيطالي لتعليم البيانو في القاهرة ثم أكمل تعليم العزف على العود في معهد «فؤاد»، وبعمر 20 عاماً مثّل سورية لأول مرة في المهرجانات الدولية، وكان أستاذه الذي يعلمه الموسيقا والتوزيع آندريه رايدار موزعاً موسيقياً لفنانين مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش.
ويُعد حمدي أول فنان عربي صور أغاني على طريقة الفيديو كليب منها أغنية «ياما رحنا ومشينا»، و«دنيا غريبة»، وقدم خلال مسيرته الفنية العديد من الموسيقى التصويرية لمسلسلات منها «المحكوم»، «صراع الأشاوس»، «عودة غوار»، «غيوم صيفية»، «دوار القمر»، كما قدم نحو 36 أغنية للأطفال خارج سورية ولحن العديد من الإعلانات السورية، وأعطى ألحاناً للعديد من الفنانين منهم: «إنعام الصالح وكروان» و«مصطفى نصري ونيللي»، كما تسلم 11 جائزة عالمية.
ولديه أرشيف أكثر من 200 ساعة بحاجة للتفريغ والتنزيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حمدي غنى أمام أم كلثوم خلال حفل مئوية «مهاتما غاندي» في القاهرة باللغة الإنكليزية والعربية والهندية، وأثنت أم كلثوم حينها على غنائه بلغات مختلفة.
ملحن الكبار
أما أمين الخياط فهو من مواليد دمشق عام 1936، وهو خريج المعهد الموسيقي الشرقي عام 1954، وتتلمذ على يد العازف ميشيل عوض.
بعد تخرجه خضع لفترة تدريب ضمن عدد من الفرق الموسيقية في مسارح دمشق، وسافر بعدها إلى بيروت بطلب من سعاد محمد لمرافقتها بالعزف في حفلاتها.
وفي عام 1957 عين كعازف على آلة القانون في فرقة إذاعة حلب الموسيقية، وكان أول لحن وضعه هو لمحاورة غنائية بعنوان «كل ما تخطر على بالي» كلمات شاكر بريخان، وغناها كل من سمير حلمي ومها الجابري.
في عام 1960 انتقل إلى دمشق، وتم تعيينه في مديرية الفنون بوزارة الثقافة، لكنه سرعان ما ترك عمله وسافر إلى أوروبا في جولة فنية واستقر لمدة سنتين في إسبانيا حيث اطلع على الموسيقا الإسبانية من موسيقيين كبار.
وفي عام 1963عاد إلى دمشق، وتم تعيينه في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وشكل فرقة الفجر الموسيقية وتولى قيادتها إضافة إلى العزف على القانون فيها واستمر في قيادتها لأكثر من ثلاثين عاماً. ورافق كبار المطربين السوريين والعرب، كما زار العديد من الدول العربية وشارك في مهرجاناتها.
كما يعد من مؤسسي نقابة الفنانين عام 1968، وتولى رئاسة النقابة ثلاث دورات، كما انتخب في مجلس الإدارة عدة مرات.
لحن للكثير من الفنانين منهم دياب مشهور ومها الجابري ومصطفى نصري وفاتن حناوي وسمير حلمي وشريفة فاضل.
وفي مجال الموسيقا التصويرية وضع موسيقا مجموعة من المسرحيات للمسرح القومي، كما وضع موسيقا عدد من الأفلام السينمائية.