«حروب الفيروسات».. الأمين لـ«الوطن»: لا داعي للتخوف والهلع وننصح بالابتعاد عن الحيوانات قدر الإمكان … «جدري القرود» انتشاره محدود جداً وعادة يشفى المريض بشكل عفوي خلال 3 أسابيع
| فادي بك الشريف
بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على أثر تفشي مرض «جدري القرود» في عدّة دول، بين مدير عام مشفى المواساة الجامعي عصام الأمين أن هذا الفيروس لا يضاهي تأثيرات «كورونا» من حيث الأعداد والخطورة والوفيات ولا حتى من حيث الانتشار.
وبين الأمين في حديث لـ«الوطن» أن الفيروس يعتبر نادراً وتم كشفه في وسط إفريقيا بمناطق الغابات الاستوائية، موضحاً أن أول حالة مرضية اكتشفت كانت عام 1970 ثم انتشر بعدها لـ11 دولة، علماً أن هذا المرض معروف منذ 60 عاماً كما أن تسميته الشائعة «جدري القرود» لكن معظم الإصابات ناجمة عن مخالطة القوارض وحتى الكلاب، وتمت تسميته بهذا الاسم لظهور إصابات ناجمة عن القرود، علماً أن إحدى الحالات سجلت نتيجة الاحتكاك مع الكلاب.
وأكد الأمين أن أعراض الفيروس تعتبر أخف بكثير من «كورونا»، وانتشاره محدود جداً، وانتقال المرض بسبب التماس الطويل مع الحيوانات المصابة لينتقل عبر مفرزات هذه الحيوانات، مضيفاً: من الممكن أن ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر ولكن هذا بحاجة إلى تماس واحتكاك لفترات طويلة عن طريق القطيرات والسعال والعطاس.
وقال:تم الحديث عن الفيروس بكثرة خلال الفترة الأخيرة، بعد اكتشاف حالة في 7 أيار في إنكلترا لمريض قادم من نيجيريا، ومنذ ذلك التاريخ تم الكشف عن 100 حالة في 5 دول أوروبية (بريطانيا – ألمانيا- إيطاليا- البرتغال-إسبانيا) إضافة إلى كندا والولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، منوهاً إلى استنفار المنظمة لانتشار الحالات في أوروبا وأميركا.
وبين الأمين أن فترة الحضانة للفيروس بين 5 أيام و21 يوماً، والأعراض تبدأ بالحرارة والحمى، وما يميزه حدوث ضخامة بالعقد الليمفاوية، وآلام بالعضلات، وبعد الحرارة بـ1-3 أيام يبدأ ظهور طفح جلدي بشكل حطاطي ثم يصبح نفاطياً وحويصلياً، لافتاً إلى أنه إلى الآن لا علاج نوعي للفيروس.
وتابع بالقول: من المهم التأكيد على اتخاذ الإجراءات الوقائية، مضيفاً: ثبت أيضاً أن اللقاح الذي كان يعطى لمرض الجدري العادي يغطي 85 بالمئة من الحالات، وهو مفيد من الناحية الوقائية، علما أنه من التوصيات ضرورة تلقي هذا اللقاح بالنسبة للعاملين الصحيين الذين يتعاملون مع الحيوانات وليس كل الشرائح في ظل عدم انتشار الفيروس.
وأضاف: محلياً لا يوجد أي إصابات، وينصح بالابتعاد عن الحيوانات قدر الإمكان وعدم ملامستها مع اتخاذ التدابير الاحترازية الصحية اللازمة والنظافة الشخصية المستمرة والوقاية، مع عزل الحيوانات المصابة على الفور لضمان عدم نقل الفيروس، مؤكداً أن لا تخوف ولا داعي للهلع حالياً حول هذا الفيروس أو «الفاشية» التي لا تضاهي كورونا لا بالعدد أو النوع أو الجانب السريري، كما أن نسبة الوفيات محدودة، مضيفاً: عادة يشفى المصاب بشكل عفوي خلال 3 أسابيع.
وحول واقع فيروس كورونا، بين الأمين أن المشفى خال من أي إصابات للأسبوع الرابع على التوالي، مع عودة المشفى لاستقبال مختلف الحالات وسط عمل جميع العيادات التخصصية وغرف الإسعاف والعناية، مع إعادة غرف العزل إلى أقسامها الأساسية للجراحة والداخلية وغيرها من الأقسام، علماً أن المشفى يعمل بطاقته القصوى
وأشار الأمين إلى مراقبة واقع المنحنى، وهناك جهوزية لأي طارئ عند الضرورة في حال عاودت الإصابات ازديادها، منوها بتوافر مختلف المستلزمات، علماً أن هناك تحسناً بواقع الأدوية على صعيد «السيرومات» والأدوية الإسعافية، لافتاً إلى وجود بعض الانقطاعات لكن أقل بكثير من الفترة السابقة.
وكانت السلطات الصحية في كل من السويد وإيطاليا قد أعلنت عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس جدري القردة في كلا البلدين، وتم اكتشاف عشرات الحالات المشتبه فيها أو المؤكدة من المرض منذ بداية أيار الجاري في أوروبا وأميركا الشمالية ما أثار مخاوف من بدء انتشار المرض.
وحسب ما نشرته وزارة الصحة على صفحتها الرسمية، فإن فيروس جدري القردة ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر. ، ويعتبر المرض نادر ويحدث أساساً في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
كما أن الفيروس حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. مع أن الجدري كان قد استُؤصِل من العالم في عام 1980بإعلان من منظمة الصحة العالمية أما بالنسبة لجدري القردة ولا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا.
وعن الوقاية من المرض ينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم، كما يجب أن تركّز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان المصابة به على طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها.
كما ينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التحوطات المعيارية في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القردة، أو يناولون عيّنات تُجمع من أولئك المرضى.
وكان معاون وزير الصحة أحمد ضميرية أكد لـ«الوطن» أنه لم يتم رصد أي إصابة بفيروس جدري القرود في سورية، مشيراً إلى أنه لا توجد حتى الآن معلومات واضحة عن هذا الفيروس ولذلك لا يمكن الحديث عنه حالياً بشكل مفصل حتى تتضح الأمور أكثر حوله.