برلين: منفتحون على مقترحات «الاتحاد» مصادرة الأصول الروسية! … موسكو: القطب الشمالي يتحول إلى ساحة دولية للعمليات العسكرية
| وكالات
في وقت استبعدت فيه أن يساعد انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو» في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، أعربت موسكو عن قلقها من تحوّل منطقة القطب الشمالي إلى ساحة دولية للعمليات العسكرية، مع تخلي الدولتين عن سياسة الحياد العسكري.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن نيكولاي كورشونوف، السفير بوزارة الخارجية الروسية ورئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي، أن «منطقة القطب الشمالي تتحوّل إلى مسرح دولي للعمليات العسكرية»، مؤكداً أن «هذا اتجاه مقلق للغاية».
وقال كورشونوف، تعليقاً على قرار فنلندا والسويد الانضمام إلى «الناتو»: «إنّنا نرى كيف أن النشاط العسكري الدولي يتزايد في خطوط العرض العليا، وتدويل النشاط العسكري يحدث، وهذا، بالطبع، اتجاه مقلق للغاية، أي تحويل منطقة القطب الشمالي إلى مسرح دولي للعمليات العسكرية».
وتابع: «إنّ السياسة التقليدية لفنلندا والسويد، وهي سياسة عدم الانحياز مع التحالفات العسكرية، قد أوجدت منذ فترة طويلة أساساً متيناً للحفاظ على السلام والاستقرار في مناطق خطوط العرض العليا»، مستبعداً «فرضية أن يساعد انضمام هذين البلدين إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في تحقيق هذا الهدف».
وكانت كلّ من فنلندا والسويد تقدمتا، الأربعاء الماضي، بطلبات رسمية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتلقى الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، طلبات من سفيري فنلندا والسويد لعضوية بلديهما في الحلف.
وسينظر مجلس «الناتو» أولاً في طلبات العضوية، بعدها يجب التصديق على اتفاقية العضوية على المستوى الوطني في جميع دول الحلف الـ30.
من جانب آخر ذكر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يعتقد أن ليس من السهل على الرئيس الأميركي جو بايدن العمل في الوقت الراهن، لافتاً إلى أنه يعاني صعوبات.
وجاء كلام مدفيديف تعليقاً على قول بايدن، خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية أول من أمس، رداً على سؤال أحد المراسلين إذا كان لديه رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: «Hello».
وفي وقت سابق، اعتبر ميدفيديف أن ضمّ المحافظات الغربية من أوكرانيا لبولندا، أصبح استحواذًا مرغوباً فيه لوارسو.
في غضون ذلك وعلى الصعيد الميداني أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 6 مراكز قيادة و39 نقطة تجمع للقوات الأوكرانية ومقتل 210 من القوميين الأوكران.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، قوله في بيان، أمس «استهدفت صواريخ جوية عالية الدقة 3 مراكز قيادة و13 نقطة تجمع للقوات الأوكرانية و4 مستودعات ذخيرة بالقرب من سوليدار في جمهورية دونيتسك الشعبية ونيركوفو في جمهورية لوغانسك الشعبية».
وأضاف كوناشينكوف: «قصف الطيران العملياتي- التكتيكي 3 مراكز قيادة و13 نقطة تجمع للقوات الأوكرانية ومستودع ذخيرة بالقرب من كراسني ليمان».
وتابع «أسفرت العمليات عن مقتل أكثر من 210 من القوميين وتدمير ما يصل إلى 38 مركبة ومدرعة، وأسقطت وسائط الدفاع الجوي الروسية 11 طائرة مسيّرة أوكرانية».
في غضون ذلك قال مصدر في هيئات حماية القانون في مدينة إنيرغودار، لمراسل «تاس» أمس إنه «نتيجة انفجار في مدخل منزل، أصيب عمدة مدينة إنيرغودار أندريه شيفتشيك، مع اثنين من حراسه. وكان سبب الانفجار زرع عبوة ناسفة يدوية الصنع في الخزانة الكهربائية لمدخل المنزل».
وتابع: «لقد تلقى تهديدات متكررة، دوى انفجار في مدخل مبنى سكني عندما دخل العمدة إلى البناية».
يشار إلى أن إنيرغودار، هي مدينة في مقاطعة زابوروجيه في أوكرانيا، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية اعتباراً من آذار الماضي بعد بدء العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
من جهة ثانية أعلن قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية سيرغي كاراكاييف أن الصاروخ الباليستي الثقيل الجديد العابر للقارات «سارمات» هو سيف القصاص والانتقام الروسي، ويمتلك خصائص تحذر الأعداء بأن البلاد محمية.
ونقلت «نوفوستي» عن كاراكاييف قوله إن هذا الصاروخ الروسي الجديد يستطيع التحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي وكذلك وفق مسارات أخرى موضحاً أيضاً أن الصاروخ الجديد يستطيع بسهولة تخطي الدرع الصاروخي المعادي ويتم تحقيق ذلك عن طريق تقليص مجال تسارع الصاروخ بعد الإطلاق حيث يتسارع سارمات بسرعة تقارب سرعة الصواريخ الخفيفة التي تعمل بالوقود الصلب رغم أنه من النوع الذي تزيد سرعته بشكل أبطأ.
وتوقع قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسي أن يبقى هذا الصاروخ في الخدمة مدة 50 عاماً معتبراً أن خصائصه تحذر العدو من أن روسيا محمية بشكل جيد.
من جانب آخر قال وزير مالية ألمانيا كريستيان ليندنر: إن بلاده منفتحة على مقترحات من الاتحاد الأوروبي بخصوص مصادرة أصول الدولة الروسية لصالح أوكرانيا.
وشدد ليندنر، في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» أمس الأحد، على أن ألمانيا تعتبر الصعوبات التي تواجه مصادرة ممتلكات الروس الخاضعين للعقوبات الغربية خطيرة للغاية وستكون لها عواقب جدية.
وأضاف: «الدول التي تقوم على سيادة القانون، تضمن حرمة الملكية الخاصة. الصعوبات المرتبطة بالمصادرة عالية للغاية».
ونوه بأنه ينبغي إقناع رجال الأعمال الروس، بالمساهمة في دفع تعويضات لأوكرانيا على أساس طوعي. وبهذا الخصوص، يجب إجراء مناقشة سياسية، أود أن أشارك فيها.
وفي السياق اعتبر المستشار العسكري للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أريخ فاد أن تقديم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا لن يكون له تأثير سريع في مسار القتال، وأن كييف بحاجة إلى نوع آخر من الدعم.
وقال فاد في مقابلة نشرتها إذاعة «دويتشلاند فونك»: إن تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام الأسلحة الثقيلة سيستغرق وقتاً طويلاً ولن يكون له معنى إلا في المدى الطويل، مضيفاً إن هذه الأسلحة لن تؤثر تأثيراً مباشراً في الصراع الجاري.
وشدد فاد على أن الجيش الأوكراني الآن بحاجة ليس إلى أسلحة ثقيلة، وإنما إلى طائرات مسيّرة قتالية أو أسلحة مضادة للدبابات.
وقال: «الأسلحة الثقيلة عديمة الجدوى من حيث تحقيق النجاح، ولن تساعد في إحداث تحول في الحرب في المستقبل المنظور».
واعتبر العسكري المتقاعد أنه إذا كان الغرب لا يريد حرباً عالمية ثالثة، فعليه الدخول في المفاوضات عاجلاً أم آجلاً.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع تعهدت حكومة ألمانيا بأنها ستسلم إلى سلطات أوكرانيا في تموز القادم حزمة أولى من المدافع ذاتية الدفع المضادة للطيران من طراز «فلاكبانزر جيباد».