وسط دعوات متزايدة لتفكيك «مخيم الهول» في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية، والتحذير من خطورته، تحدث تقرير عن إقرار عدد من العراقيين ممن كانوا يقطنون فيه وتم نقلهم إلى «مخيم الجدعة» شمال العراق حيث تجري إعادة تأهيلهم، بانتمائهم وذويهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، في حين نفى آخرون أي علاقة بالتنظيم، بينما أكد مسؤول عراقي أن بعض العائلات تأثّرت بالفكر الداعشي لكن عددها قليل جداً.
ووفق التقرير الذي أعدته وكالة الصحافة الفرنسية، فقد تمت إعادة 452 من عائلات مسلحي التنظيم إلى «مخيم الجدعة» من «مخيم الهول» الذي يضم عائلات أجنبية وعراقية لمسلحي داعش، في حين أعلنت وزارة الهجرة العراقية أن نحو 30 ألف عراقي لا يزالون في «مخيم الهول»، بينهم 20 ألف طفل بالتزامن مع تأكيد مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة الأنبار غرب العراق أول من أمس تسجيل حالات تهريب لقيادات داعشية من «مخيم الهول» وبعلم الأميركيين خلال عملية نقل عائلات مسلحي التنظيم إلى «مخيم الجدعة».
ومع إعلان الحكومة العراقية استعدادها لمواصلة إعادة مواطنيها من «مخيم الهول» بعد التدقيق والتأكد من جنسيتهم العراقية، جاء إحداث مركز الجدعة لـ«التأهيل المجتمعي» جنوب مدينة الموصل شمال العراق الذي يعد «محطّة ضرورية لاستبعاد أي فكر متطرّف وتقديم دعم نفسي» لقاطني المخيم قبل إعادتهم إلى مناطقهم.
وعرض التقرير قصة إحدى النساء اللواتي كن مقيمات في «مخيم الهول» لمدة ثلاث سنوات وتدعى عواطف والتي تقر بأن أهل زوجها كانوا من المنتمين إلى تنظيم داعش، أما زوجها فقتله التنظيم. ويورد التقرير اعترافات نساء أخريات بأن أزواجهن أو أقرباء لهن كانوا في التنظيم في حين تنفي أخريات أي علاقة بداعش.
ومع دعوات جهات عدة لتفكيك «مخيم الهول» الذي يشهد حالة من الفوضى والفلتان الأمني وعمليات قتل بين الحين والآخر تحدث التقرير عن أن إعادة قاطني المخيم تطرح إشكالية حساسة هي «المصالحة» في بلد لا تزال فيه العائلات المتهمة بالارتباط بتنظيم داعش مرفوضة في مناطقها الأصلية.
وتحدث التقرير عن «وصمة عار» تلاصق عائلات مسلحي داعش، إذ تحاذي «مخيم الجدعة» البيوت الخرسانية المترامية على أطراف البلدة التي ترتفع في شوارعها صور عسكريين استشهدوا خلال معارك مع التنظيم الذي عاث خراباً في المدن والقرى وارتكب المجازر بحق المدنيين والعسكريين.
في السياق، قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى شمال العراق خالد عبد الكريم، وفق التقرير إن «هذا المركز ليس من أجل حجز العائلات وحصرها وإنما هو عبارة عن عملية ترانزيت وتعمل أيضاً منظمات دولية ومحلية في إطار عملية التأهيل».
وأضاف: «بالتوازي، لدينا تعاون مع فريق الأمن القومي، لديهم فرق جوالة من أجل أخذ استبيانات، ومعرفة ما إذا كان لدى العائلات أفكار مخالطة»، في إشارة إلى التطرّف، بالتعاون «مع مجموعة باحثين مختصين في الدعم النفسي».
ويوجد في المركز وفق عبد الكريم «فريق مختص بكيفية معالجة وصمة عار داعش، لدينا بعض العائلات أفرادها كانوا منتمين لعصابات داعش. في نهاية المطاف الحكومة العراقية هي الأب الروحي لهذا المواطن فكانت النظرة الأبوية بأنه لا بد من معالجتهم وإعادتهم».
وأقرّ عبد الكريم بأن بعض العائلات «تأثّرت بهذا الفكر«الداعشي»، لكن العدد قليل جداً». ويوضح «بتواصلنا اليومي مع العائلات، لم نجد أي حالة رفض لكل الفعاليات الاجتماعية أو حتى وجود للنساء مع الرجال، وكذلك الأطفال والملابس، لا توجد هناك رسائل بأن هناك فكراً متطرفاً».
وأعيدت حتى الآن على خمس دفعات أكثر من مئة عائلة «سواء إلى الأنبار، وجزء قليل إلى صلاح الدين وجزء آخر إلى نينوى»، بعد التنسيق مع الجهات الأمنية والسلطات المحلية، وفق عبد الكريم.