سورية

«الوطني الكردي» عارض مشروع أردوغان بتوطين مليون لاجئ في مناطق يحتلها شمال سورية … أوسي لـ«الوطن»: المشروع خطير وأطالب «المجلس» بالانسحاب الفوري من «الائتلاف» والتصدي له

| موفق محمد

طالب رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين»، عمر أوسي، «المجلس الوطني الكردي» بالانسحاب الفوري مما يسمى «الائتلاف» المعارض الموالي للنظام التركي ويتخذ من اسطنبول مقراً له، والتصدي لمشروع رئيس النظام رجب طيب أردوغان بتوطين مليون لاجئ سوري في المناطق التي يحتلها شمال البلاد، وذلك بعدما عارض «المجلس» هذا المشروع.

وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أوسي عضو مجلس الشعب السابق: «مع الأسف تحول ما يسمى «الائتلاف الوطني السوري» إلى أداة بيد الاستخبارات التركية، وهو يتقدم صفوف الجيش التركي والمرتزقة التابعة له في احتلال الشمال السوري ابتداء من إدلب حتى عفرين وصولاً إلى رأس العين ويضفي الشرعية على هذا الاحتلال».

وأوضح، أنه «ضمن هذا الائتلاف هناك أطراف سورية كردية نطالبها نحن في المبادرة الوطنية للأكراد السوريين وأغلبية كرد سورية يطالبون الإخوة في «المجلس الوطني الكردي» وبعض الشخصيات المستقلة بالانسحاب الفوري مما يسمى «الائتلاف الوطني السوري» لأن مشروع (رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان) كمرحلة أولى في توطين مليون لاجئ في المناطق التي يحتلها في شمال سورية يدخل في إطار الأطماع الاستعمارية التركية وتثبيت قواعد الميثاق الملي عام 1920».

ويعد «المجلس الوطني الكردي» الذي يضم عدداً من الأحزاب في شمال سورية، أحد مكونات الائتلاف، وقد عارض في بيان أصدرته أمانته العامة الإثنين الماضي مشروع أردوغان الذي أعلن عنه مؤخراً، واعتبر أن المشروع يهدف إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في تلك المناطق كما حدث ويحدث في مناطق أخرى من البلاد بما فيها منطقة عفرين، على حين تجاهل «الائتلاف» التعليق على المشروع سلباً أو إيجاباً، علماً أنه سبق ورحب وبارك عملية ما يسميها النظام التركي «غصن الزيتون» التي احتل خلالها منطقة عفرين شمال غرب حلب في آذار 2018.

ولفت أوسي إلى أن مشروع أردوغان يندرج أيضاً تحت بند «التغيير الديموغرافي» والاحتلال المباشر للتراب الوطني السوري، وسيتسبب في هجرة ملايين السوريين من مناطقهم وخاصة المكون الكردي والمكونات الأخرى في شرق الفرات كما حصل في عفرين ورأس العين.

واعتبر أن مشروع أردوغان يهدف إلى تتريك وإلحاق الجغرافيا الوطنية السورية في شمال البلاد بالجغرافيا التركية، «بمعنى أنه مشروع استعماري، خاصة أن تركيا مقبلة على انتخابات رئاسية في العام 2023 وأيضاً انتخابات برلمانية».

ولفت أوسي إلى أن «تركيا لم تخف يوماً أطماعها التوسعية في الشمال السوري برمته من ساحل البحر المتوسط حتى تخوم نهر دجلة في المالكية (أقصى شمال شرق الحسكة) وصولاً إلى الموصل وكركوك في شمال العراق ومناطق كبيرة من إقليم كردستان العراق».

وأوضح، أن النظام التركي الآن وتحت حجة إقامة منطقة آمنة وحزام أمني له أكثر من 20 قاعدة عسكرية في كردستان العراق، وهناك معارك طاحنة بينه وبين «حزب العمال الكردستاني»، معرباً عن اعتقاده بأن «أردوغان بحاجة إلى مثل هذا «الانفصام» ليصرفه في المشهد السياسي الداخلي التركي»، مشيراً إلى أن «تركيا تعاني من أزمة اقتصادية وأزمة سياسية وأزمات أخرى، وهو (أردوغان) يريد تصدير هذه الأزمات إلى الخارج وتحديداً إلى الساحة السورية حتى يتمكن من الفوز بالانتخابات القادمة».

ووصف رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين»، مشروع النظام التركي في توطين مليون لاجئ في مناطق يحتلها في شمال سورية، بأنه «خطير جداً»، وأضاف: «أنا أدق ناقوس الخطر، وأقول: أيها الكرد أيها السوريون الشرفاء، انتبهوا إلى المخطط الاستعماري التركي القديم الجديد، ويجب على أي فصيل أو مجموعة كردية أن لا تبقى في «الائتلاف» حتى لا تضفي نوعاً من الشرعية وتتحول إلى أداة بيد الاستخبارات التركية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية».

وختم أوسي تصريحه بالقول: «أطالب مرة أخرى الإخوة في «المجلس الوطني الكردي» الانسحاب الفوري من «الائتلاف» والتصدي لمثل هذه المخططات، وأرجو أن تكون تصريحات الإخوة في «المجلس الوطني الكردي» خلال الاجتماع الأخير تستند إلى هذه القاعدة، وإذا كان هذا صحيحاً فإن «الائتلاف» في طريقه إلى الانشقاق العمودي وفقدانه للمكون الكردي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن