الروبل عزز موقعه في مواجهة الدولار واليورو وصعد 3 بالمئة … روسيا: العقوبات المفروضة علينا مصدر خطر المجاعة العالمية

على وقع صعود الروبل أمام الدولار واليورو، وتداول الأول دون مستوى 59 روبلاً والثاني دون مستوى 62، أكدت موسكو بأنها ليست مصدراً لخطر انتشار مجاعة في العالم، وأن المسؤولية عن المجاعة المحتملة ملقاة على عاتق العقوبات المفروضة عليها وعلى من فرضها.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية أمس الإثنين: «لطالما كانت روسيا مصدّراً للحبوب موثوقاً به إلى حد كبير، كانت أوكرانيا أيضاً مصدراً موثوقاً به إلى حد ما للحبوب، لا يمنع الجانب الروسي على الإطلاق أوكرانيا من تصدير الحبوب إلى بولندا بالسكك الحديدية، إذ تنطلق القطارات المحملة بالأسلحة من هناك، ولا أحد يمنعها من تصدير الحبوب على متن القطارات نفسها».
وتابع: «وفيما يخص طريق النقل البحري، نقول إننا لسنا مصدر هذه المشكلة، وفيما يتعلق بالطرق البديلة لسنا نحن من يمثل مشكلة تتسبب في خطر المجاعة في العالم، مصادر هذه المشكلة هم من فرضوا العقوبات والعقوبات نفسها كذلك».
وأوضح بيسكوف أن روسيا تتفق كلياً مع مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن نشوء أزمة غذاء عالمية، والتي تحدث عنها خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، مذكراً بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن الانهيار الذي تشهده سوق القمح، سببه يعود إلى ما تم فرضه من عقوبات وقيود.
من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف إن التكتل يبذل قصارى جهده لسحب مخزون الحبوب من أوكرانيا، دون الاكتراث بمصير الأوكرانيين أنفسهم.
وقال تشيجوف في حديث لقناة «روسيا-24» أمس الاثنين: «يتخذ الاتحاد الأوروبي الآن كل الإجراءات لسحب مخزون الحبوب في العام الماضي من أراضي أوكرانيا، ويبدو أنه لا يفكر حقاً في ما سيأكله سكان هذا البلد أنفسهم في الموسم المقبل وما سيتمكنون من زرعه».
واعتبر تشيجوف أن ذلك يعكس «النهج الأناني الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي والغرب الجماعي ككل».
في أثناء ذلك دعا المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة، ديفيد بيسلي، مليارديرات العالم، مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس، للمساعدة في إنقاذ العالم من الجوع.
وقال بيسلي إنه تحدث في العام الماضي مع ماسك على شبكات التواصل الاجتماعي، وسأله الأخير ماذا يمكن أن تساهم 6 مليارات دولار في مساعدة الأمم المتحدة في حل مشكلة الجوع، وقام ماسك بالفعل بـ«تحويل 6 مليارات دولار إلى الصندوق» وفقاً لبيسلي.
في غضون ذلك واصلت العملة الروسية صعودها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، حيث ارتفعت أمس بنحو 3 بالمئة، وتم تداول الدولار دون مستوى 59 روبلاً واليورو دون مستوى 62 روبلاً.
وذكرت وكالة «نوفوستي» أنه بحلول الساعة 10:09 بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بواقع 1.51 روبل إلى 58.72 روبلاً، فيما انخفض سعر صرف اليورو بواقع 1.33 روبل إلى 61.47 روبلاً.
وقبل ذلك في التعاملات بلغ الدولار 58.6 روبلاً واليورو وصل إلى 60.75 روبلاً، وفقاً لبيانات بورصة موسكو.
وعلى صعيد تداولات الأسهم، ارتفع مؤشر بورصة موسكو للأسهم المقومة بالدولار RTS بنسبة 2.32 بالمئة إلى 1268.17 نقطة، وجاء ذلك لمؤشر البورصة للأسهم المقومة بالروبل MICEX الذي تراجع بنسبة 1.31 بالمئة إلى 2341.2 نقطة.
ويأتي صعود العملة الروسية، بعد أن كانت قد تراجعت في النصف الثاني من شهر آذار الماضي إلى مستويات تاريخية، إذ وصلت إلى نحو 140 روبلاً للدولار.
وفي مطلع آذار الماضي أعلن البنك المركزي الروسي مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في روسيا، ومن أبرز الإجراءات إلزام المصدرين في روسيا بيع 80 بالمئة من عائدات النقد الأجنبي في بورصة موسكو.