سورية

بعد انتشار الجريمة والفلتان الأمني في مناطق سيطرة «الميليشيات الانفصالية» … أهالي القامشلي يحملون السلاح لحماية منازلهم وممتلكاتهم ذاتياً

| وكالات

دفع الفلتان الأمني، في مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية بمحافظة الحسكة، وارتفاع معدل الجريمة فيها، السكان إلى حمل السلاح وتنفيذ دوريات ليلية لحماية منازلهم وممتلكتهم من السرقة.
وذكرت وكالة أنباء «آسيا»، أن مدينة القامشلي شمال محافظة الحسكة، سجلت أمس، جريمة قتل جديدة في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» راح ضحيتها رجل بعد سرقة منزله وأغراضه وأمواله لترتفع معها عدد الجرائم المسجلة إلى أربع خلال أسبوع واحد فقط.
وتعتبر مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا من أهم المدن التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد»، باعتبارها مركزاً تجارياً واقتصادياً وذات أهمية سياسية للأحزاب الكردية وعلى رأسها «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- با يا دا». كما تضم المدينة مراكز عسكرية وقيادية مهمة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها «قسد» ويسكنها الجزء الأكبر من متزعمي الميليشيات من كل المكونات.
وأكدت مصادر محلية وأهلية في مدينة القامشلي، أن كل الميزات التي تميز المدينة ضمن مناطق سيطرة «قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي لم تشفع لسكانها الذين يعيشون هذه الأيام حالة من الخوف والهلع نتيجة مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة في أحيائها بهدف السرقة والسطو المسلح، يضاف إليها تسجيل عدد كبير من عمليات السرقة والسطو للمحال التجارية والاقتصادية في المدينة.
وأوضحت، أنه بعد ازدياد وتيرة الجرائم والسطو المسلح والقتل والنهب والسلب، طالب ناشطون عبر مواقع «التواصل الاجتماعي» السكان بامتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم.
وبينت المصادر، أن شبان الجادات والأحياء بمدينة القامشلي ورجالها عادوا إلى حراسة منازلهم بعد تزايد ظاهرة السطو المسلح وذبح عدة أشخاص بالسكاكين في بيوتهم بعد نهب وسرقة أموالهم، وذلك عبر تنظيم جدول مناوبات بينهم كل ليلة مع ازدياد الشعور بالخوف من القادم، مؤكدين أنهم أصبحوا على أعتاب مرحلة من الفلتان الأمني، متسائلين في الوقت نفسه ما أسباب تفشي هذه الظاهرة وأين ميليشيات الأمن الداخلي التي تسمى قوات «الأسايش» الذراع الأمني لميليشيات «قسد» والمنوط بها حفظ الأمن.
مصادر أمنية مختصة في هذا الشأن، حملت المسؤولية الكاملة لمؤسسات «الإدارة الذاتية» و«الاسايش» و«قسد»، وذلك بسبب إهمالها الكبير في ضبط وكبح هذه الظواهر الغريبة عن المجتمع في الجزيرة السورية أصلاً، وعليها أن تقوم بواجبها بشكل أفضل وتكثف من دورياتها ليلا وتزيد نقاط التفتيش والمراقبة.
وردت المصادر الأسباب الكامنة لهذا الفلتان الأمني في مدينة القامشلي إلى ازدياد نسبة البطالة والفقر والغلاء وانتشار واسع للمخدرات وغياب المحاسبة الحقيقية والعدالة والعقوبات الصارمة وانتشار الفساد والفاسدين والمفسدين والعمل على التضييق على مؤسسات الدولة السورية الأمنية والعدلية والقانونية في وضع حد لانتشار هكذا ظواهر تؤدي إلى تفتت المجتمع.
ولفتت الوكالة إلى أنه عُثر مؤخراً على مواطن مقتول ضمن منزله بعد سرقة أمواله وهاتفه، عقب طلب ثلاثة أشخاص منه الحضور لمعالجة مريض بجلسة فيزيائية لأنه معالج فيزيائي، وهذه الجريمة هي الرابعة خلال أسبوع في مدينة القامشلي.
وكشفت مصادر، أن المقتول هو حجي فرحان نزير مجيد، في العقد السادس من العمر وهو من سكان حي قدوربك في مدينة القامشلي وقد قتل ليلة الخميس الماضي في منزله وتمت سرقة أمواله وهاتفه وعثر على جثته في شقته ظهر يوم الجمعة الماضي ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل الحادثة.
وكانت مدينة القامشلي سجلت ثلاث جرائم قتل خلال يوم واحد راح ضحيتها ثلاثة أشخاص بطرق متعددة، وقالت مصادر محلية: إن الجريمة الأولى كانت حين عثر سكان قرية ذبانة بمحيط مدينة القامشلي على جثة امرأة مقتولة ومرمية بالقرب من نهر الجغجغ بعد لفها ببطانية ونقلها إلى هذا المكان.
أما الجريمة الثانية، فقد أفادت المصادر بأن شاباً لقي مصرعه بعد تعرضه لإطلاق نار من لصوص اقتحموا منزله وقاموا بسرقته في مدينة القامشلي، وهو أب لستة أطفال.
وذكرت، أن الشاب هو عبد الغني دلالي ويسكن في منطقة الكورنيش بمدينة القامشلي الواقعة تحت سيطرة قوات «الاسايش» الكردية.
كما عثر على جثة المواطن يحيى علي مقتول بعدة طعنات، وبظرف مجهول، وهو في العقد الخامس داخل منزله في قرية من قرية بركو ليلي بريف القامشلي، وهي الجريمة الثالثة، وفق ما ذكرت المصادر.
يأتي ذلك في إطار تصاعد معدل الجريمة في مختلف مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» شمال شرق سورية نتيجة انتشار السلاح العشوائي، حيث بدأ السكان بتناقل معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطلب فيها من السكان عدم فتح منازلهم ليلاً للغرباء حتى لو كانوا يرتدون لباساً عسكرياً خاصاً بميليشيات «الأسايش» و«قسد».
وتزداد عمليات القتل والسطو المسلح وانتشار عمليات التشليح على الطرقات العامة والفرعية بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» والاحتلال الأميركي، على ما ذكرت الوكالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن