ثقافة وفن

هل الدراما العربية المقتبسة من التركية ستبقى في ذاكرة الجمهور؟ … بتول ورد لـ«الوطن»: هذه الأعمال مؤقتة البصمة

| هلا شكنتنا

ضعف النصوص الدرامية، هي الكلمة التي باتت تسمع من شركات الإنتاج العربية التي اتجهت لصناعة أعمال عربية مأخوذة من نصوص تركية، حيث لاقت قبل عدة سنوات الدراما التركية المدبلجة للعربية نجاحاً واسعاً على الساحة الفنية بسبب سردها لحكايات ومواضيع جديدة نوعاً ما، ما جعل المتابع متشوقاً لهذه الأعمال التي تمتد في بعض الأحيان لأكثر من مئة حلقة.

نجاح الأعمال التركية المدبلجة

وهذا النجاح الذي لاقته الدراما التركية على ما يبدو لفت صناع المنتجين العرب، حيث بدؤوا بتقديم أعمال درامية عربية مقتبسة من أعمال تركية وأشهرها مسلسل «عروس إسطنبول»، الذي تم تحويله لعمل عربي يحمل عنوان «عروس بيروت» الذي تم من خلاله عرض ثلاثة أجزاء مطولة، والعمل كان يضم مجموعة من ممثلي الوطن العربي منهم «تقلا شمعون» و«ظافر العابدين» و«كارمن بصيص» و«فارس ياغي» و«علاء الزعبي» و«لينا حوارنة» و«جو طراد» والكثير غيرهم.

الاقتباس لم يكن بالمستوى المطلوب

لكن هذا الاقتباس الذي باتت تتبعه شركات الإنتاج من حيث النص والإخراج والأداء التمثيلي، لم يكن بالمستوى المطلوب لأن الأعمال التي يتم طرحها لا تشبه درامانا العربية التي عهدها المشاهد، كما أنها لا تشبه الواقع الحياتي للجمهور العربي من حيث العادات والتقاليد والمفاهيم والحياة الاجتماعية.

نسخة عربية مطبعة بالمجتمع التركي

ونلاحظ أن الأعمال العربية المقتبسة من النصوص التركية مثل «عروس بيروت» و«عالحلوة والمرة»، قدمت نسخة مطبعة عن حياة المجتمع التركي وتناست أن الذي يرى العمل هو مشاهد عربي، ويجب أن يشاهد في هذه الأعمال ما يشبهه ويشبه تفاصيل حياته من حيث المسكن والملبس وطريقة التفكير والحياة بشكل عام ولا بأس إذا كان بطريقة جديدة.

نصوص مطولة خالية من الحوارات المجدية

وإذا أردنا التطرق لتفاصيل هذه الأعمال، نرى بأنها مجرد نصوص مطولة وخالية من الحوارات المجدية التي تجعل للعمل حبكة درامية شائقة، ونلاحظ أيضاً أن هذه الأعمال تقوم في بعض الأحيان بتقديم مشاهد لا تحمل أي إضافة للحكاية المقدمة، حيث يعتمد هذا النوع من الأعمال على المشاهد التي تركز على انفعالات الممثل وتقوم بالتركيز عليها بشكل مطول لإحداث حالة من الترقب عند المشاهد.

انقسام آراء المتابع العربي

ودائماً ما نلاحظ أن هذه الأعمال عندما يتم عرضها تقسم رأي المتابع العربي لقسمين منها المؤيد ومنها المعارض، حيث ينتقد البعض هذه الأعمال لأنها تقوم بزرع أفكار ومبادئ لا تشبه المبادئ والتقاليد التي تربى عليها العالم العربي، والبعض الآخر يؤكد أن هذه الأعمال هي حالة متجددة تعمل على تقديم حالة درامية جديدة لتعرف المشاهد العربي على حياة الشعوب الأخرى من خلال حكاية درامية مختلفة لا تقدم بعمل عربي خالص.

هل الدراما العربية المقتبسة ستستمر؟

هذا التفاوت بالرأي هو الذي دفعنا لنتساءل ما سبب الاتجاه نحو هذه الأعمال، وهل الأعمال العربية المقتبسة هي فعلاً حالة درامية جديدة وسيكون لها استمرارية، أم إنها أعمال آنية ينتهي وهجها مع انتهاء عرضها؟

الأعمال التركية تقدم بيئة مخالفة للمجتمع العربي

وللتأكد من مصدر مهني تواصلت «الوطن» مع الكاتبة بتول ورد كاتبة مسلسل «صدر الباز» التي أكدت بدورها قائلة: «السبب هو رغبة الفئة الشابة واستلطافها لتلك الأعمال لكونها تحمل الطابع الرومانسي المبالغ فيه، عموماً الأعمال التركية أو المكسيكية تقدم بيئة مختلفة عن بيئتنا وهذا ما يمكن أن يجذب الجمهور «الفئة الشابة» خصوصاً، وهذه الأعمال مؤقتة البصمة وسرعان ما تنسى لكونها لا تترك أثراً فعلياً بعقل المشاهد ولا تقدم ولا تؤخر، أما بالنسبة للمشاهد العاطفي وخاصة «الصبايا» فهي ترسخ المفهوم الخاطئ للحب والعواطف البعيدة كل البعد عن الواقع وبهذا فإن أثرها النفسي سلبي بحت لكونها تتصادم مع حقيقة الحال».

كما عبرت الكاتبة السورية بتول ورد عن رأيها بهذه الأعمال قائلة: «برأيي أفضل تقديم أعمال لها علاقة بمجتمعاتنا وإذا كان ولابد تقديم أعمال مغايرة عن الواقعية، لنفكر خارج الصندوق ونوسع فكرة العمل على أعمال تلامس قلب وعقل المشاهد بتقديم مادة جديدة مغايرة عن مفهوم النسخ واللصق، ونحن نستطيع صناعة محتوى جديد، لأن لدينا أقلاماً مهمة وأفكارها خلاقة وجديدة وترفض تماماً في سورية وهذا ما يجعل سقف الدراما محدود المدى، ولننظر إلى الأعمال الأميركية أو المصرية، كل فكرة لديهم قابلة للنقاش والسقف عالٍ والحرية مطلقة وهذا ما يجعل دراماهم عالمية الانتشار، وفي النهاية الفكرة الجيدة تفرض نفسها دوماً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن