رياضة

روما وفينيورد عازمان على العودة إلى منصات التتويج في أول نهائي تنظمه ألبانيا … مورينيو لكتابة تاريخ.. وسلوت لافتتاح ألقابه الكبيرة

| خالد عرنوس

ليلة كروية أخرى ستعيشها القارة الأوروبية الليلة من خلال ثاني نهائي لمسابقاتها التي أصبحت ثلاثاً بعد استحداث بطولة دوري المؤتمر التي نحن بصدد الحديث عنها، حيث تشهد العاصمة الألبانية تيرانا بداية من الساعة العاشرة لقاء التتويج الذي يجمع فريقين سبق لهما أن ذاقا المجد في القارة العجوز، الأول هو روما بطل كأس الاتحاد أو «اليوروباليغ» أمام الثاني فهو فينيورد روتردام أول ثلاثة هولنديين استطاعوا التتويج بالكأس ذات الأذنين «الشامبيونزليغ»، والذي سبق له كذلك الظفر بكأس الدوري الأوروبي، وسيكون ملعب كومبتاري أرينا بجماهيره العشرين ألفاً شاهداً على صاحب أول لقب في البطولة الجديدة، ويقود المباراة طاقم حكام رومانياً بقيادة استيفان كوفاكس الذي سبق له أن قاد 29 مباراة ضمن الشامبيونز واليوروباليغ وفي سجله 21 مباراة دولية وهو الذي ظهر للمرة الأولى خارج بلاده عام 2010.

المسابقة الأحدث

وكانت المسابقة الجديدة التي ضمت 181 فريقاً من الاتحادات الـ54 المنضوية تحت لواء اليويفا من أصحاب المراكز التالية لمقاعد دوري الأبطال واليوروباليغ في الدوريات المحلية وأقيمت ثلاثة أدوار إقصائية قبل الدخول في دوي المجموعات الذي ضم 32 فريقاً (على غرار المسابقتين الأخريين) وأقيمت بطريقة الدوري من مرحلتين، وتأهل أبطال المجموعات إلى دور الـ16 ثمن النهائي، في حين أصحاب المركز الثاني احتاجوا إلى خوض جديد تحت مسمى «البلاي أوف» أو خروج المغلوب مع ثمانية أندية هي أصحاب المركز الثالث في مجموعات اليوروباليغ ومن ثم ينتقل الفائزون منها إلى دور الـ16 وهكذا حتى النهائي، وبالطبع أقيمت أدوار الإقصاء بطريقة الذهاب والإياب مع غياب قاعدة أفضلية التسجيل خارج الأرض في حال التعادل التي ألغيت من المسابقات الأوروبية كافة.

سجلات التاريخ

بالطبع باعتبارها النسخة الأولى فكل ما يحدث فيها سيدخل السجلات بداية من الهدف الأول إلى الإنذار الأول فالفوز الأول وهكذا حتى نصل إلى أول نهائي الذي يجمع روما الإيطالي مع فينيورد الهولندي والذي سيفرز البطل الأول لدوري المؤتمر، فبعد 139 مباراة شهدت 400 هدف بالتمام والكمال أي بمعدل 2,88 هدف في المباراة الواحدة سيكون الموعد مع الحدث الذي ينتظره خاصة عشاق الفريقين وبالطبع بعض المهتمين بكرة القدم في البلدين وأوروبا والعالم على العموم، ويطمح طرفا النهائي إلى استعادة ذاكرة التتويج القاري، خاصة فريق روما الأبرز هذه الأيام والغائب عن منصات التتويج منذ ستة عقود كاملة أي منذ لقبه اليتيم في كأس المعارض الأوروبية عام 1961، على حين يملك فينيورد سجلاً أفضل فهو بطل أبطال أوروبا عام 1970 وبطل كأس الاتحاد أو اليوروباليغ عامي 1974 و2002، إضافة إلى كأس الإنتركونتيننتال 1970.

وتشكل المسابقة مناسبة خاصة لجوزيه مورينيو المدرب البرتغالي لروما الذي أصبح أول مدرب يخوض كل النهائيات الأوروبية والقارية وحتى العالمية المتاحة للأندية بل توج بمعظمها ولا يغيب عن سجله سوى كأس السوبر الأوروبي وفي حال تتويج الجيلاروسي باللقب، فيرفع ألقابه القارية إلى خمسة بعد دوري الأبطال مع بورتو 2004 وإنتر 2010 واليوروباليغ مع بورتو 2003 ومان يونايتد 2017، يذكر أن مورينيو كان مساعداً لبوبي روبسون عندما توج برشلونة بطلاً لكأس الكؤوس عام 1997، وبالمقابل يخوض الهولندي آرني سلوت (43 عاماً) مدرب فينيورد النهائي الأوروبي الأول وهو الذي تسلم الفريق هذا الموسم قادماً من ألكمار.

طرفا النهائي

يعد الفريقان من كبار إيطاليا وهولندا مع عراقة وإنجازات أكبر لفينيورد الذي تأسس عام 1908 ويعرف بنادي الشعب أو «فخر الجنوب» فقد توج بطلاً لدوري بلاده 15 مرة آخرها 2018 وبطلاً للكأس 9 مرات آخرها 2017 وبطلاً للسوبر المحلية أربع مرات آخرها 2017 كذلك إضافة إلى الإنجازات الخارجية المذكورة وقد خسر كأس السوبر الأوروبية 2002.

بالمقابل روما الذي تأسس 1927 ويلقب بـ«الذئاب» أو الجيلاروسي نسبة للون قمصانه لم يتوج بلقب الدوري الإيطالي سوى ثلاث مرات آخرها 2001 وتسع مرات بكأس إيطاليا آخرها 2008 ومرتين بكأس السوبر عامي 2001 و2007، علماً أنه خسر نهائي دوري أبطال أوروبا 1984 وكذلك نهائي كأس الاتحاد (اليوروباليغ) 1991، وسبق للفريقين أن تواجها مرة واحدة ضمن الدور الـ32 للدوري الأوروبي 2015 فتعادلا في روما بهدف لمثله قبل أن يفوز الجيلاروسي في روتردام بنتيجة 2/1.

نهائي تيرانا هو الرابع على المستوى القاري بين أندية هولندا وإيطاليا وكان الجانب الدائم فيها أياكس زعيم بلد الطواحين بعد كأس السوبر 1973 وجمع أياكس بميلان وفاز أياكس 1/صفر و5/1، إضافة إلى ثلاثة نهائيات بدوري الأبطال، ففاز أياكس على إنتر ميلانو 1972 بهدفين وعلى يوفنتوس 1973 بهدف، أما النهائي الثالث فقد انتهى بالتعادل 1/1 قبل أن يفوز يوفنتوس بركلات الترجيح 4/2 وذلك عام 1996.

مشوار متباين

خاض فينيورد 18 مباراة في البطولة بداية من الدور التمهيدي الثاني الذي تجاوز فيه داريتا الكوسوفي (صفر/صفر و3/2) ومروراً بالدور الثالث وفيه فاز على لوسيرين السويسري مرتين بنتيجة 3/صفر وفي الملحق تخطى إيلفسبورغ السويدي بالفوز 5/1 والخسارة 1/3، وفي المجموعات تعادل مع ماكابي صفر/صفر وفاز عليه 2/1 وفاز على يونيون برلين 3/1 و2/1 وفاز على سلافيا براغ 2/1 وتعادلا 2/2 ليتصدر المجموعة الخامسة بـ14 نقطة، وفي دور الـ16 فاز على بارتيزان الصربي 5/3 و3/1، ثم عاد وقابل سلافيا براغ في ربع النهائي فتعادلا 3/3 قبل أن يفوز فينيورد في تشيكيا 3/1، وفي نصف النهائي جاء الدور على مرسيليا الفرنسي الذي خسر في روتردام 1/2 وتعادلا سلباً في فرنسا.

أما روما فدخل في الملحق المؤهل إلى دور المجموعات وفيه فاز على طرابزون التركي 2/1 و3/صفر، وفي المجموعة الثالثة تصدر برصيد 13 نقطة عقب فوزيه على سيسكا صوفيا البلغاري 5/1 و3/2 وكذلك بفوزيه على زوريا لوهانسك الأوكراني 3/صفر و4/صفر، لكنه خسر بقسوة من بودو غيلميت النرويجي 1/6 قبل أن يتعادلا في روما 2/2، وفي دور الـ16 فاز على فيتسه أرنهايم الهولندي 1/صفر وتعادل 1/1، وفي دور الثمانية تجددت الخسارة ذهاباً من بودوغليميت 1/2 لكن الثأر حدث إياباً بنتيجة 4/2 وفي نصف النهائي تعادل مع ليستر سيتي الإنكليزي 1/1 قبل أن يفوز إياباً بهدف.

هدافان ونجوم

لاعبان هولنديان دوليان هما غوس تيل (وسط) وتيريلي مالاسيا (مدافع) هما من يعتمد عليهما المدرب سلوت إضافة إلى كتيبة من المحترفين يتقدمهم النيجيري سيريل ديسريس والكولومبي لويس سينستيرا اللذان سجلا 16 هدفاً من 43 هدفاً سجلها فينيورد والأول يتصدر لائحة هدافي المسابقة برصيد 10 أهداف، وكذلك هناك التركي أوركان كوجو والإيراني علي رضا جاهانبخش، في الجانب الآخر فإن تامي إبراهام ثاني هدافي البطولة (9 أهداف) يتصدر قائمة جوزيه مورينيو ويطمح لانتزاع صدارة الهدافين بعد تألقه اللافت مع روما هذا الموسم، حيث سجل 27 هدفاً في كل المسابقات، وبالطبع هناك مختيريان وبيلغريني وزانوليو وستيفان الشعراوي وسواهم.

الكفة تبدو متوازنة بين الفريقين وقد نشهد ليلة طويلة على غرار نهائي اليوروباليغ لكن أياً كان فإننا على موعد مع الإثارة التي ستعلن أول بطل لدوري المؤتمر الأوروبي.. فمن يكون؟.. روما بخبرة مدربه؟… أم فينيورد بعراقته القارية؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن