لم تتمكن سلة سيدات قاسيون من التأهل للمباراة النهائية من بطولة الدوري العام وودعن المنافسات بعد خسارتهن في اللقاء الفاصل أمام سيدات تشرين، ولم يكن هذا الخروج نتاجاً لسوء الأداء، أو عدم الاهتمام من الإدارة، أو ضعف اللاعبات، أو ضعف الجهاز الفني وعدم قدرة المدرب على إعداد الفريق، وإنما كان وراء هذا الخروج أسباب أخرى لابد من أن نأتي على ذكرها.
رعاية واهتمام
لا نغالي إذا قلنا إن إدارة نادي قاسيون دعمت الفريق منذ بداية الدوري، ووفرت له كل الإمكانات المادية رغم الشح المادي الذي تعانيه هذا الموسم بسبب بعض المشكلات باستثماراتها، ومع ذلك لم تبخل على الفريق بأي شيء، وقامت منذ البداية بتدعيم صفوفه بأفضل اللاعبات الوطنيات، وقامت بتعيين المدرب هاني الخولي لقيادة الفريق، ونجحت في تأمين الأجواء التحضيرية بدءاً من توفير حصص تدريبية في صالة الفيحاء الفرعية، وانتهاء بدفع مستحقات اللاعبات دون أي تأخير من أجل أن يعتلي الفريق منصات التتويج لأول مرة في تاريخه، وكانت هناك متابعة دقيقة ويومية من رئيس النادي العميد فايز الباشا ومشرف اللعبة خالد جمعة والتي آتت ثمارها بعدما تصدر الفريق مرحلة الذهاب عن جدارة واستحقاق، لكن الفريق شهد خللاً فنياً في مرحلة الإياب وأطلت بعض المشكلات الفنية برأسها على الأجواء لكن الإدارة نجحت في إخراج الفريق منها، وقامت في بإقالة مدرب الفريق هاني الخولي.
معاناة
هذه الإقالة جاءت في وقت حساس حيث إن الفريق بأمس الحاجة إلى الاستقرار الفني، وخاصة أنه كان مقبلاً على مباريات المربع الذهبي، وبعد البحث والتقصي وجدت الإدارة ضالتها وتعاقدت مع المدرب أيمن سليمان وهو من المدربين الجيدين لكنه لم يتمكن من إيصال أفكاره التدريبية للاعبات الفريق بسبب ضيق الوقت وعدم وجود مباريات ودية تسمح له بالوقوف على درجة معينة من مستوى لاعبات الفريق، لتنجح الإدارة في التعاقد مع اللاعبة البوسنية أليكساندرا بيغينيزيتش التي كانت بمنزلة رمانة الفريق وهدافته وقدمت مستوى جيداً في مباريات الفاينال فور، ولم تتوقف معاناة الفريق عند هذه الحدود، بل عانى من الإصابات، فبعد أن خسر جهود نجمته ابتسام الزير منذ بداية الموسم خسر الفريق جهود أفضل لاعباته هبة بغدادي التي خرجت للإصابة في أثناء مباراة الفريق الأولى أمام تشرين، فلعب الفريق من دون نجمتيه وكان البديل جيداً لكنه لم يف بالحاجة الفنية التي يريدها مدرب الفريق، ولعب الفريق في اللقاء الثاني مع تشرين بشكل جيد وبدا واضحاً لمسات مدربه على أدائه فردياً وجماعياً لكن قلة خبرة بعض لاعباته حالت دون تحقيق الفوز في اللقاء الفاصل، عموماً الفريق يضم لاعبات من طراز السوبر ستار يأتي في مقدمتهن اللاعبة ليانا غنوم التي كانت بمنزلة قائد الفريق وعقله المفكر إضافة لظهور لاعبة جديدة وصغيرة جلنار مبارك التي أثبتت بأنها مشروع لنجمة سلوية لا محالة.
لا خوف
سلة قاسيون تسير بخطا صحيحة وقواعد اللعبة بالنادي جيدة، وبدأت نتائجها تثمر عن نتائج جيدة، وستكون هذه الخامات والمواهب اللبنة الأساسية والرافد الوحيد للفريق الأول في المواسم المقبلة، وهناك إدارة بذلت الغالي والنفيس من أجل بقاء اللعبة على قيد الحياة في السنوات الماضية وهي لن تتوانى عن تقديم الكثير في سبيل تطوير اللعبة ووضعها على منصات التتويج.
لغة الأرقام
يذكر أن فريق قاسيون حل في المركز الثالث مع نهاية مرحلتي الذهاب والإياب برصيد 32 نقطة من أربع خسارات وأربعة عشر انتصاراً.
وفي المربع الذهبي خسر في اللقاء الأول في اللاذقية أمام تشرين 68/49 وفاز عليه في الفيحاء 72/66 وخسر اللقاء الفاصل في اللاذقية 62/44.