رياضة

حصاد حطين بموسم هو الأصعب.. 3 إدارات و3 مدربين ونجاة من الهبوط بالمباراة الأخيرة

| الوطن

سنة كبيسة مرّت على عشاق حطين ومحبيه، إخفاقات وتراجع بالنتائج وصولاً إلى التهديد بالهبوط للدرجة الأولى، مشاكل ومصاعب تواجه حطين إدارة ولاعبين وجماهير وفي مقدمتها عدم وجود المال وما نتج عنه من عدم استقرار إداري كاد يدفع بالنادي إلى مستنقع لا براء منه لولا تدارك الأمر ليصل الفريق مع آخر جولة له بالدوري الممتاز إلى شاطئ الأمان وينجو من الهبوط بفارق نقطة عن الشرطة الذي هبط ومعه كل من الحرجلة والنواعير وعفرين.

وبالعودة لشريط ذكريات الموسم الكروي الذي ودعناه مؤخراً نجد أن أشد المتشائمين بفريق حطين لم يكن ليتوقع أن تصل الأمور بالحيتان إلى ما وصلت إليه، حيث كانت البداية غير موفقة والسبب الرئيسي ندرة المال في خزينة النادي الذي صرف بالموسمين الماضيين ما يفوق المليار ليرة ونصف المليار دون أن يحقق أي إنجاز، وكانت تلك الأموال السبب الذي وصل إليه النادي من دمار حيث افتقد النادي بين ليلة وضحاها لنوعية اللاعبين التي كانت الورقة الرابحة وكان الفريق المرعب لمعظم الفرق ناهيكم عن أن النادي بات يعيش معضلة اقتصادية أثرت سلباً على كل مفاصله بعد أن كان يعيش في بحبوحة مادية جذبت إليه القاصي والداني ممن يحبون حطين والذين ابتعدوا كذلك بين ليلة وضحاها تاركين النادي يتأرجح في دوامة أدت به للسقوط في دائرة الفراغ الإداري.

حطين والذي كان لسنوات ماضية منافساً قوياً على لقبي الدوري والكأس بات في موقف لا يُحسد عليه، ليدخل منطقة الخطر للمرة الأولى منذ سنوات وليتحول من منافس على الألقاب إلى منافس للهروب من شبح الهبوط.

وكان لابتعاد الداعم والراعي الأساسي للفريق دوراً أساسياً بما وصل إليه واقع النادي، وتعالت الأصوات بين أفراد الأسرة الحطينية للتصدي للمهمة لكن النأي بالنفس كان السمة الأبرز حتى جاءت إدارة إنقاذ بقيادة الأستاذ هشام عجان وتولت المهمة لتبدأ مشوار العذاب وحيدة بلا أي داعم أو راعٍ، وكان الحل بالنسبة لفريق كرة القدم الاعتماد على أبناء النادي ومن مقولة «جود بالموجود» ريثما يأتي الفرج ويتقدم رجال المال من محبي النادي بتقديم الدعم، لكن الانتظار طال دون جدوى ليبدأ الفريق مشواره بلاعبين شباب في تجربتهم الأولى مع دعمهم ببعض المخضرمين.

حكاية الاستقالة الأولى

مشوار حطين بدأ بفريق شاب يفتقد للخبرة ما دفع الإدارة لمطالبة جماهيرها بالصبر وكانت البداية بتعادل إيجابي مع عفرين بحلب (1/ 1) تلاه فوز صعب على الطليعة باللاذقية (2/1) وهو ما أنعش آمال جماهيره المتعطشة للعودة للمنافسة، قبل أن يخسر الحيتان مع جيرانهم نوارس جبلة بملعب البعث (صفر/ 1) ويبدأ مسلسل توقف الدوري وتزداد الأعباء المادية على الإدارة التي رفعت الراية البيضاء معلنة الرحيل لعدم القدرة على الصرف وتأمين المال، ولم يكن هناك حل إلا بتشكيل لجنة لتسيير الأمور بالنادي والمبرر عدم الوقوع في فراغ إداري وليواصل فريق القدم مشواره بلا مصاعب، لكن الامتحان الأول لها كان بديربي اللاذقية مع الجار تشرين والخسارة (صفر/ 2)، وبدأ الغليان الجماهيري من جديد والمطالبة بإقالة الجهاز الفني للفريق، لكن الرد جاء بالإبقاء على المدرب ومنحه الفرصة للتعويض وتصحيح المسار، وعاد الفريق لسكة الانتصارات وهذه المرة من حمص بفوزه على الكرامة (1/ صفر) لكن الفرحة الحطينية لم تدم طويلاً حيث تعرض الفريق للهزيمة بأرضه أمام الجيش (2/ 4) أعقبتها خسارة قاسية أمام الفتوة في دمشق (3/ 1) لتقوم اللجنة بإقالة عبد الناصر مكيس وتكليف مساعده سليم جبلاوي بشكل مؤقت.

إقالة سريعة

لم يكن مشوار سليم جبلاوي مفروشاً بالورود وتعرض لخسارة غير مستحقة في حلب أمام أهلي حلب «الاتحاد» (صفر/ 1) وشكلت مباراة الوثبة باللاذقية الضربة للجبلاوي بعد الخسارة (صفر/ 2) لتبدأ الاتصالات السرية مع مدرب جديد علّه يكون المنقذ وفي العلن الجبلاوي يقود تدريبات الفريق تحضيراً لمباراة النواعير.

تولي الهواش

قبل ساعات من مباراة الحيتان مع النواعير تم الإعلان عن تشكيل إدارة جديدة للنادي والتي أصدرت قراراً وسريعاً للمدرب أحمد هواش والذي قاد الفريق بلا أي تدريب وحقق الفوز على النواعير في حماة (2/ صفر) أتبعه بفوز ثان على الوحدة في دمشق(1/ صفر) ليحقق بذلك 6 نقاط بمباراتين فقط فيما كان الفريق قد حصد 7 نقاط من تسع مباريات.

إخفاق جديد

لم تدم فرحة حطين بالفوزين كثيراً وتعرض الفريق لتعادلين لم يكونا بالحسبان بملعبه وأمام جماهيره مع كل من حرجلة والشرطة وبنتيجة واحدة (2/ 2) ليسدل الستار على مرحلة الإياب وفي جعبة الفريق 15 نقطة.

المشوار الأصعب

بعد أداء مخيب للآمال بمرحلة الذهاب لم يكن هناك أي مخرج للفريق إلا بتعويض ما فات وإيقاف نزيف النقاط، لكن المهمة باتت أكثر صعوبة وفي الإياب لا يوجد أي فرصة للتعويض، وصراع التنافس للهروب من شبح الهبوط بدأ يشتد وجدول المباريات ليس في مصلحة حطين حيث لعب حطين 7 مباريات بأرضه و6 خارج ملعبه وبنظرة سريعة لنتائجه نجد أنه بدأ الإياب بفوز معنوي في أرضه على عفرين (1/ صفر) قبل أن يخسر أمام الطليعة(1/ 2) ليستعيد طعم الفوز بثلاثية بمرمى جبلة(3/ 1) قبل المواجهة الأصعب مع تشرين والتي خسرها قانونياً (3/صفر) لإيقاف الحكم المباراة قبل نهايتها بدقائق والنتيجة تشير لتقدم تشرين (2/ صفر) وتعرض حطين لعقوبة اتحادية وواجه الكرامة في جبلة وفاز عليه(1/ صفر) قبل أن يخسر أمام الجيش في دمشق (1/ 2) لتزداد المصاعب أمام الفريق ويدخل عنق الزجاجة من جديد وتتفاقم المشكلة بالخسارة في ملعبه أمام الفتوة (2/ 3) وتتعالى الأصوات مطالبة بتبديل المدرب، لكن الإدارة تعيد الثقة بالجهاز الفني واللاعبين قبل المواجهة الأهم مع الشرطة في دمشق والتي فاز بها أصحاب الأرض (2/ 1) ليقلص الشرطة الفارق ويرجح كفته ولو معنوياً فيما لم يكن أمام حطين إلا التعلق بقشة الأمل والتي أثمرت عن فوز مستحق على أهلي حلب (2/ صفر) تلتها الخسارة أمام الوثبة (صفر/ 1) أعقبها الفوز قانونياً على النواعير لانسحابه (3/ صفر) بعد أن كان الفريقان متعادلين (2/ 2) وسقط حطين بفخ التعادل الإيجابي مع ضيفه الوحدة (1/1) وبات بحاجة للفوز على الحرجلة في دمشق ليضمن البقاء بين الأقوياء وهو ما تحقق بصعوبة (1/ صفر) وبقي الحيتان في مكانهم الطبيعي، لكن ناقوس الخطر ما يزال يدق مضاجع عشاق حطين ومحبيه بإمكانية تكرار السيناريو ما لم يتم تدارك الموقف.

نقاط وأهداف

سجل حطين 31 هدفاً بالدوري منها 14 هدفاً ذهاباً و17 إياباً وتلقت شباكه 34 هدفاً منها 19 هدفاً بالذهاب و15 بالإياب، وبمحصلة النتائج فاز في 10 مباريات منها 4 ذهاباً وتعادل 4 مباريات 3 ذهاباً وخسر 12 مباراة مناصفة ما بين الذهاب والإياب.

مقارنة

بالنظر لنتائج حطين نرى أن نتائجه خارج أرضه بمرحلة الذهاب كانت أفضل مما حققه إياباً حيث لعب 7 مباريات فاز بثلاث وتعادل بواحدة وخسر ثلاثاً فيما فاز بمباراة واحدة إياباً وخسر 5 مباريات، وفي ملعبه لعب ذهاباً 6 مباريات حقق الفوز بمباراة واحدة وتعادلين وثلاث خسارات، وإياباً لعب 7 مباريات بملعبه فاز 5 مرات وتعادل مرة واحدة وخسر مرة واحدة، ليكون حصاد حطين 34 نقطة نال منها 13 نقطة خارج ملعبه مقابل 21 نقطة في ملعبه.

هدافو حطين

تصدر قائمة هدافي حطين مصطفى جنيد برصيد 6 أهداف واللافت أن الأهداف الستة سجلها جنيد بمرحلة الإياب بعدما صام عن التهديف ذهاباً، يليه كل من مثنى عرقاوي ومحمد قلفاط ولكل منهما 4 أهداف ثم حمود الحمود وله 3 أهداف وسجل هدفين كلاً من ياسر جويد وخالد كوجلي وسامر خانكان فيما سجل هدفاً واحداً كل من اللاعبين مروان زيدان وزين خديجة وإسماعيل الحافظ وبلال حسن وبطرس فيوض ومؤيد الخولي «جزاء».

ثلاث إدارات

تولت قيادة حطين هذا الموسم ثلاث إدارات أولاها برئاسة هشام عجان والثانية لجنة تسيير أمور برئاسة أحمد أبو الريف والثالثة إدارة برئاسة المهندس أحمد السيد والحال ذاته فنياً حيث قاد الفريق ثلاثة مدربين هم عبد الناصر مكيس (7 مباريات) وسليم جبلاوي (مباراتين) وأحمد هواش(17 مباراة).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن