السويد وفنلندا تشاركان باجتماع «الناتو» المقبل.. وتبحثان في أنقرة الانضمام … موسكو: الحلف غدر ونقض تعهداته … «الناتو»: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا
| وكالات
تفادياً للحرب مع روسيا، أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ أن الحلف لن يكون طرفاً في الصراع في أوكرانيا، ولن يرسل قوات إلى هناك، وعلى وقع زيارة وفدي السويد وفنلندا إلى تركيا للتباحث بشأن انضمامهما إلى «الناتو»، أعلنت إسبانيا أن البلدين سيشاركان باجتماع رؤساء دول وحكومات الناتو الشهر المقبل في مدريد، على حين أكدت موسكو أن الحلف غدر ونقض تعهداته بعدم التمدد شرقاً.
ونقلت وكالة «تاس» عن ستولتنبيرغ قوله أمس الثلاثاء أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا: «لن يكون الناتو جزءاً من الصراع، ولن نرسل قواتنا إلى منطقة يمكن أن تشارك فيها بشكل مباشر في الحرب، نعم لدعم أوكرانيا، ولكن من دون مشاركة مباشرة في الحرب»
وتابع: «نحن ندعم بنشاط شركاءنا ولكن مسؤوليتنا الرئيسة هي ضمان أمن دول الناتو، ولذلك يجب أن نكون على يقين بأن هذه الحرب القاسية والمثيرة للاشمئزاز لن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق في أوروبا بين الناتو وروسيا».
وأوضح ستولتنبيرغ أن دول حلف الناتو أنفقت بالفعل عشرات المليارات من الدولارات لتدريب وتجهيز الجيش الأوكراني منذ عام 2014، مشدداً على أن دول الحلف بدأت بتعزيز أمنها منذ عام 2014، والآن يوجد تحت قيادة الناتو بالقرب من الحدود مع روسيا، 40 ألف عسكري مع دعم بحري وجوي كبير، و100 ألف آخرين في حالة تأهب كاملة، مشيراً إلى أن الناتو يعتبر أن كل هذه الاستعدادات «دفاعية» تهدف إلى «تجنب الأخطاء في الحسابات في موسكو».
في أثناء ذلك أكد وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، أن الانضمام إلى حلف الناتو سيستغرق وقتاً طويلاً، لافتاً إلى أن لديهم مساندة من الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال هافيستو في تصريحات صحفية أمس: «واثقون بأننا سنتدبر أمر انضمامنا إلى الناتو بنجاح»، مشيراً إلى أن «70 بالمئة من الفنلنديين يؤيدون الانضمام إلى الناتو (…) جاهزون لمواجهة أي تهديد أياً تكن طبيعته وحالياً الأوضاع هادئة مع روسيا، الوضع على حدودنا مع روسيا هادئ، ونأمل أن يبقى الوضع كذلك».
إلى ذلك قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، متحدثاً في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: إن فنلندا والسويد ستشاركان باجتماع رؤساء دول وحكومات الناتو، في الفترة من 28 إلى 30 الشهر المقبل في مدريد.
وأعرب سانشيز عن اعتقاده بأن هذه الخطوة ستكون مهمة ليس لحلف الناتو فقط، بل لاستقرار الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن بلاده تخطط لتسريع العملية البرلمانية المتعلقة بالموافقة على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.
على خط مواز ذكرت قناة «إيه إتش بي آر» التلفزيونية أن كلاً من ممثل رئيس النظام التركي إبراهيم قالن، ونائب وزير خارجية النظام، سادات أونال، سيلتقيان وفدي السويد وفنلندا اليوم الأربعاء للتباحث بشأن انضمامهما إلى «الناتو».
وكان سفيرا فنلندا والسويد لدى «الناتو»، كلاوس كورهونين، وأكسيل ويرنهوف، قد سلما في 18 الشهر الجاري إلى الأمين العام للحلف، طلبات انضمام بلديهما إلى الحلف، إلا أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قال إن أنقرة لن تدعم قبول السويد وفنلندا في «الناتو» حتى تحددا موقفيهما تجاه ما سماها المنظمات الإرهابية، ولاسيما حزب العمال الكردستاني، الذي تعده تركيا تنظيماً إرهابياً.
من جانبه عبر أمين دولة روسيا-بيلاروس الاتحادية، دميتري ميزينتسيف، عن اعتقاده بأن الغرب الذي وعد بعدم توسيع الناتو شرقاً، «نقض غدراً» اتفاقياته، وقال ميزينتسيف في المنتدى الدولي «المعاني الجديدة للواقع الجديد» المنعقد في المركز الصحفي لوكالة «روسيا سيغودنيا» في موسكو: «بالطبع نحن قلقون من أن الصراع مع الشعب الشقيق في هذه المرحلة اليوم، لكننا نفهم جيداً أن الغرب فرض علينا نموذجاً تم اتباعه باستمرار لمدة 30 عاماً وبعد أن وعد بعدم توسيع الناتو إلى الشرق، نقض غدرا اتفاقياته».