روسيا منعت دخول 154 نائباً بريطانياً.. وأوروبا لن تفرض الحظر على النفط الروسي … شويغو: الغرب نظّم توريدات طارئة للأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا
| وكالات
رداً على قرار لندن بإدراج كامل مجلس الاتحاد الروسي تقريباً على قائمة العقوبات، منعت موسكو أمس 154 عضواً في مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني من دخول البلاد، ومع استمرار العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن الغرب نظّم توريدات طارئة للأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا خشية هزيمة قواتها على يد الجيش الروسي، على حين أقر الاتحاد الأوروبي وبشكل غير متوقع، بعدم إمكانية فرض حظر شامل وفوري على إمدادات النفط الروسية.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «نوفوستي» عن بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، أنه «رداً على القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية في آذار الماضي، بأن تدرج في قائمة العقوبات كامل تشكيل المجلس الاتحادي للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية تقريباً، وعلى أساس المعاملة بالمثل، يتم فرض قيود شخصية على 154 عضواً في مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني».
وأضاف: «هؤلاء الأشخاص، الممنوعون الآن من دخول بلادنا، قدموا مساهمة مباشرة في تطوير إجراءات العقوبات المناهضة لروسيا في لندن والتي تهدف إلى تهيئة الظروف لعزلة روسيا السياسية وتدمير اقتصادها، واستخدموا سلطتهم في إثارة الهستيريا المعادية لروسيا في المملكة المتحدة».
من جانب آخر وفي تصريح غير متوقع حول موضوع فرض حظر شامل وفوري على إمدادات النفط الروسية، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه فرض الحظر، وقالت خلال مشاركتها في برنامج على قناة MSNBC: «إذا وافق الاتحاد الأوروبي على حظر توريد النفط الروسي، فإن روسيا من المحتمل أن تكون قادرة على نقل النفط الذي لا تبيعه إلى الاتحاد الأوروبي إلى السوق العالمية، حيث سترتفع الأسعار، وتحصل على مبلغ كبير مقابل ذلك».
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أجنبية أن روسيا قد تحصل على إيرادات إضافية بقيمة 100 مليار دولار في العام 2022 لقاء إمدادات الغاز إلى أوروبا، وذلك بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار.
وفي السياق قال رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوروبان: إنه من غير المجدي مناقشة فرض الحظر على استيراد النفط الروسي قبل أن يتم حل الخلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وفي رسالة أرسلها أوروبان إلى رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، قال: «مناقشة حزمة العقوبات على مستوى القادة في ظل غياب توافق الآراء سوف تكون له نتائج عكسية»، كما أضاف أوروبان: إن ذلك سوف «يسلط الضوء فقط على وجود تناقضات داخلية في غياب إمكانية حقيقية لحلها». ولهذا السبب اقترح أوروبان عدم إثارة هذه القضية» في الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي.
من جهته قال المتحدث باسم حكومة بريطانيا أمس الثلاثاء: إن بلاده لا تنوي إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود، للمساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وأضاف: «سنواصل العمل بشكل مكثف مع الشركاء الدوليين، لإيجاد سبل لاستئناف صادرات الحبوب من أوكرانيا. ومع ذلك، لا توجد حالياً أي خطط لاستخدام السفن الحربية البريطانية في البحر الأسود».
الى ذلك أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن الغرب نظم توريدات طارئة للأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا خشية هزيمة قواتها على يد الجيش الروسي.
وأكد شويغو خلال مشاركته في اجتماع لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أمس الثلاثاء أن العملية الخاصة في أوكرانيا مستمرة حتى تنفيذ مهامها بالكامل، على الرغم من العقوبات المفروضة على روسيا والمساعدة واسعة النطاق التي يقدمها الغرب لكييف.
وأشار شويغو إلى أن الوضع في منطقة أوروبا الشرقية تدهور بشكل ملحوظ، وأن الولايات المتحدة اختارت مساراً لتفكيك البنية الأمنية الدولية القائمة بشكل كامل.
ولفت شويغو إلى أن الأبحاث المتعلقة بالبرامج البيولوجية الأميركية في أوكرانيا كانت تجري سراً، في انتهاك لالتزامات واشنطن الدولية، مشيراً إلى أنه كان هناك تهديد حقيقي لقيام أوكرانيا بصنع أسلحة نووية ووسائل إيصالها.
وحسب شويغو فإن عدد المرتزقة الأجانب المحاربين في أوكرانيا تجاوز ستة آلاف شخص، كما أنه يتم إرسال مستشارين عسكريين وموظفين في الشركات العسكرية الخاصة إلى ذلك البلد.
وأكد شويغو مجدداً أن الجيش الروسي، بخلاف القوات الأوكرانية، لا يقصف مواقع البنية التحتية المدنية التي قد يوجد فيها المدنيون، مشيراً إلى أن الغرب يعمل بشكل هادف على تقويض العلاقات بين دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتعريض حلفاء روسيا لضغوط خطيرة.
وشدد على ضرورة تعزيز القوات المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتحسين آليات صنع القرار داخل المنظمة، مؤكداً أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة اللازمة لحلفائها في تحييد التهديدات الناشئة ودعم سيادتهم.
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع كبير يحوي ذخيرة لمدافع هاوتزر «M 777» أميركية الصنع في أراضي دونيتسك، كما أعلنت عن إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز «ميغ 29» في دونيتسك أيضاً.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أمس الثلاثاء: «خلال يوم (الإثنين) أصابت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو 3 مواقع قيادة، و36 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، وكتيبة مدفعية ذاتية الدفع من اللواء الآلي 14 بالقرب من سوليدار (في دونيتسك)، إضافة إلى 6 مستودعات ذخيرة في أراضي دونيتسك، بما فيها مستودع كبير يحوي قذائف عيار 155 لمدافع الهاوتزر أميركية الصنع «M 777».
وأضاف كوناشينكوف: إن الطيران الروسي ضرب موقعين للقيادة، و3 مستودعات للذخيرة، و80 منطقة تجمع للقوات والمعدات الأوكرانية، إضافة إلى منظومة Buk M1 للصواريخ المضاد للطائرات في دونيتسك، وأن الغارات الجوية أدت إلى مقتل أكثر من 210 عناصر من قوات القوميين الأوكرانيين، وتعطيل 31 قطعة من المعدات العسكرية.
وذكر المتحدث أن مقاتلات روسية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز MiG 29 بالقرب من مدينة كراماتورسك دونيتسك، فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 5 طائرات مسيّرة أوكرانية.
وأصابت القوات الصاروخية والمدفعية الروسية 84 موقع قيادة، و463 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية، إضافة إلى 137 وحدة مدفعية وهاون في مواقع إطلاق النار، كما دمرت 13 دبابة وعربة قتالية مصفحة و4 راجمات صواريخ من نوع «غراد» و3 مستودعات للذخيرة.