حذر تقرير أمس من خطورة الأوضاع الصحية في المناطق التي يحتلها النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة ولاسيما مع انتشار مرض الجدري المائي بين قاطني المخيمات في ريف حلب الشمالي الذين اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة ممارسات الاحتلال التركي وإرهابييه.
وسلط التقرير الذي نشرته وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية الضوء على نقص الأدوية والمستلزمات الصحية في تلك المخيمات نتيجة عرقلة الاحتلال التركي وصولها إلى قاطني المخيمات.
وفي مخيمات نازحي عفرين بريف حلب الشمالي، ينتشر وفق التقرير مرض الجدري المائي بين أطفال ونساء، وهو لا علاقة له بمرض جدري القرود، وسط فقدان الأدوية وقلتها نتيجة القيود التي تفرضها قوات الاحتلال التركي وموالوها على تلك المنطقة.
والجدري المائي عدوى فيروسية سريعة الانتقال تسبب حمى حادة وطفحاً جلدياً، عادة ما يظهر على الوجه والصدر والظهر ومن ثم ينتشر إلى بقية الجسم، ومن أعراضه الإقياء وفقدان الشهية والشعور بالإرهاق وخسارة الوزن وارتفاع حرارة الجسم وطفح جلدي مع بثور صغيرة مملوءة بالسوائل تدوم فترة الإصابة عشرة أيام.
وفي آذار 2018 احتل النظام التركي ومرتزقته منطقة عفرين بعدما رفضت مليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية تسليم المنطقة للجيش العربي السوري للدفاع عنها. ونزح من المنطقة نحو 300 ألف شخص من المنطقة واستقر قسم منهم في مخيمات «العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا»، في حين توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
وتنتهج قوات الاحتلال التركي وإرهابيوها سياسات قمعية وترتكب جرائم بحق المواطنين في عفرين المحتلة في سياق مخططات النظام التركي للاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين ومواصلة الضغط عليهم لإجبارهم على ترك منازلهم وإسكان عائلات الإرهابيين التابعين لها فيها.
وحذر التقرير من تزايد عدد الإصابات بالمرض وذكر أنه منذ بداية الشهر الجاري وحتى الآن، سجل مخيم سردم أربعاً وعشرين إصابة، في حين سجل مخيم برخدان عشر حالات وقرية الأحداث ثلاث حالات.
ونقل التقرير عن سكينة عربو وهي إدارية في نقطة طبية بمخيم سردم: إن المخيمات «تشهد يومياً ازدياداً في حالات الإصابة بالجدري المائي تصل إلى ما بين خمس أو ست حالات نتيجة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر بشكل سريع».
وشددت عربو على ضرورة تلقي الأطفال في مرحلة الإصابة مضادات التهاب وحكة واستخدام المطهرات الموضعية والمراهم الخاصة وعدم حكة الحبة حتى لا تتشكل بقعة دائمة موضع ظهورها لكن افتقار النقاط الطبية المنتشرة في ريف حلب الشمالي إلى أدوية كخافضات حرارة وفيتامينات ومضادات التهاب وغيرها، تزيد من معاناة النازحين وخاصة أن البعض منهم لا يتمكنون من شرائها بسبب الظروف المادية الصعبة.
وتعاني مخيمات نازحي عفرين بريف حلب الشمالي غياب دعم المنظمات الدولية الإغاثية والصحية، الأمر الذي يزيد من معاناتهم وسط قلة فرص العمل.
وأورد التقرير قصة سيدة لم تتمكن من شراء أدوية لأطفالها الذين أصيبوا بالجدري بسبب الظروف المعيشية المتردية لعائلتها، وهي من قرية بريف عفرين وتقيم في مخيم سردم، التي تحدثت عن عجزها عن تأمين الأدوية من الصيدليات، بعدما أخبرها المشرفون على النقطة الطبية في المخيم بعدم توفرها لديهم.
وقالت السيدة وهي والدة لخمسة أطفال أصيبوا جميعهم بالمرض، إنها لجأت لوضع «كمادات باردة على رؤوسهم واتباع حمية في طعامهم، ولكنها تجد صعوبة في تهدئة طفلها الأصغر سناً الذي يعاني ارتفاع درجات الحرارة.