سورية

منظمات حقوقية: خطف «قسد» للقاصرات والقصر يرتقي إلى مستوى جرائم حرب

| وكالات

أدانت 23 منظمة حقوقية كردية، قيام ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية بخطف القاصرات والقصر، بهدف تجنيدهم للقتال في صفوفها، والتي كان آخرها أمس اختطاف ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ»قسد» فتاة قاصرا من مدينة القامشلي في ريف محافظة الحسكة.
وذكرت ما تسمى منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة»، في بيان، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن 23 منظمة حقوقية ومدنية ونسوية وجّهت رسالة إلى ميليشيات «قسد» من أجل العمل الجدّي على إنهاء ملف خطف القاصرات والقصّر، وإعادتهم لذويهم وحلّ جميع الخلايا والمجموعات التي تقوم بالخطف والتدريب والتجنيد، ومحاسبتهم على هذه الانتهاكات التي قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب.
وأشارت المنظمات، التي ينشط بعضها في شمال شرق سورية وبعضها خارج البلاد ومعظمها كردية، في الرسالة إلى أن ما تسمى «الشبيبة الثورية» وغيرها أقدمت على اختطاف وتجنيد عدد كبير من الأطفال القاصرين والقاصرات خلال السنوات الماضية، حتى أصبحت عادة خطف القاصرين والقاصرات سياسة ممنهجة لديها في مناطق سيطرة «قسد» في ظل الوضع الاستثنائي القائم وغياب المحاسبة في المناطق التي تديرها.
وذكّر الموقعون «قسد» بالتزاماتها تجاه القانون الدولي بتسريح الأطفال القاصرين والقاصرات المجندين قسراً لديها، وعدم الإقدام على تجنيد من هم دون سن 18 عاماً، مشيرين إلى أن الميليشيات استمرت بخطف الأطفال من عائلاتهم ومن فوق مقاعد الدراسة وإلحاقهم بمعسكرات التدريب في أماكن مجهولة يصعب على ذويهم التتبع والتواصل معهم.
وقال الموقعون في الرسالة: إن «الغريب في الأمر، أن الخطف والاحتفاظ بالأطفال غالباً ما يحصل تحت ذريعة رغبة الأطفال وخاصة الفتيات في الهروب من البيت»، دون الأخذ بعين الاعتبار بأن الخطف والابتعاد عن العائلة في هذه المرحلة العمرية يحرمهم أيضاً من حقوق الطفولة الممنوحة لهم قانوناً.
وأشاروا إلى أن إلحاق الأطفال بمعسكرات يعاني فيها الأطفال قساوة التدريب العسكري وجميع أنواع الاستغلال بما فيها الجسدية والفكرية، يترك آثاراً نفسية قد ترافق الفتيات والفتيان مدى العمر.
وطالبت المنظمات «قسد» بتسريح كل القاصرين والقاصرات الذين التحقوا أو الذين تم خطفهم، وإعادتهم إلى عائلاتهم بشكل فوري، ووضع حد لهذه الانتهاكات الموصوفة كجرائم ضد حقوق الأطفال.
وشددت على ضرورة محاسبة كل من أقدم ويقدم على هذه الممارسات اللاإنسانية، وتفادي موجات النزوح والهجرة والتهجير من خلال الترهيب الممنهج، وإيجاد البيئة الملائمة للأجيال الفتية الصاعدة، وخاصة في مجال التعليم والصحة وأماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ والدعم النفسي والاجتماعي بعيداً عن تسييس وأدلجة هذه المؤسسات لأنهم يشكلون مستقبل المنطقة.
في الأثناء ذلك اختطفت «الشبيبة الثورية» فتاة قاصراً من مدينة القامشلي بهدف تجنيدها في صفوف «قسد».
وأوضح مصدر من عائلة الطفلة، وفق مواقع إلكترونية معارضة أن هيلين موسى موسى (14 عاماً) خطفت برفقة شقيقها الخميس الماضي في أثناء عودتهما من مدرسة زكي الأرسوزي من مسلحي «الشبيبة الثورية» في الحديقة العامة.
وذكر، أن مسلحي الميليشيات نقلوا هيلين برفقة شقيقها إلى مركز «مدينة الشباب» المقابل للحديقة وأطلقوا سراح شقيقها بعد قرابة ساعتين فيما لم يطلقوا سراح هيلين.
وأكد المصدر، أن ذوي هيلين راجعوا مركز «الشبيبة الثورية» ولكن مسؤولي المركز رفضوا مقابلتهم، وقال بعضهم إنهم لا يملكون أي معلومات عن هيلين على الرغم من تأكيد شقيقها أنهم كانوا داخل المركز.
ويعتبر مركز «مدينة الشباب» في مدينة القامشلي المقر الرئيسي لـ«الشبيبة الثورية» وتشرف عليه قيادية معروفة باسم هفال ميديا وتعتبر المسؤولة الأولى عن تجنيد عشرات القاصرين في صفوف «قسد».
وأوضح المصدر، أن ذوي الفتاة راجعوا كل المؤسسات الأمنية وتواصلوا مع مسؤولين فيما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها «قسد»، وما يسمى «مكتب حماية الطفولة» التابع للميليشيات إلا أن الجميع لم يبدوا أي استعداد لإعادة الطفلة لذويها.
وأوضح ذوو الطفلة، أن ابنتهم تدرس في الصف الثامن الإعدادي وهي مهتمة بدراستها وليس لديها اهتمامات بالأمور السياسية أو العسكرية.
وحمّلوا «قسد» المسؤولية الكاملة عن سلامة ابنتهم وتدهور الوضع الصحي لوالدة هيلين التي تعاني من أمراض مزمنة وتدهورت صحتها خلال الأيام الماضية على خلفية خطف طفلتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن