حذرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، من أن الآلاف من أطفال عائلات مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المحتجزين في «مخيم الهول» الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية والوقع في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، عالقين في «مأزق قانوني وسياسي»، ويواجهون مستقبلًا من الظروف المعيشية المروعة وانعدام الجنسية.
ونقلت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية الصادرة باللغة الإنكليزية عن رئيس اللجنة بيتر ماورير بعد زيارته إلى سورية في التاسع من الشهر الجاري ولقائه المسؤولين بدمشق وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد: إن «حوالي 22 ألف طفل محرومون من طفولة طبيعية، في حين تركز الجهود الإنسانية على دعم أساسيات الحياة بدلًا من توفير بيئة مستقرة وصحية لهم»، وذلك حسب ما ذكرت شبكات إعلامية معارضة.
وشدد ماورير على أن «هذه بيئة يجب ألا يكبروا فيها، نبذل قصارى جهدنا مع المنظمات الإنسانية الأخرى والسلطات المحلية الكردية لمنع الأسوأ، لكن عندما يكون بإمكانك العمل فقط لمنع حدوث الأسوأ، فإن هذا الوضع يزداد صعوبة»، مشيراً إلى أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار، لأن هؤلاء الناس يعيشون في ظروف بائسة في مخيم ليست فيه إجراءات قانونية عادلة.
وانتقد ماورير الدول التي ترفض استعادة أطفالها قائلاً: «الأطفال الذين تقطعت بهم السبل أو احتجزوا هم الضحايا في المقام الأول، بغض النظر عما فعله هم أو آباؤهم أو بما يُتهمون به، لا يمكن للعالم أن يستمر في صرف النظر في حين يتنفس الأطفال أنفاسهم الأولى والأخيرة في المخيمات أو يكبرون عديمي الجنسية وفي طي النسيان».
وفي 23 آذار الماضي، حذّرت منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية غير الحكومية في بيان، من أن الأطفال المحتجزين في المخيمات التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد»، قد يبقون عالقين لثلاثين عاماً هناك نتيجة بطء عمليات استعادتهم من بلدانهم.
وذكرت المنظمة حينها، أن 18 ألف طفل عراقي وسبعة آلاف و300 آخرين من ستين دولة، عالقون في مخيمي «الهول» و«الربيع» بريف مدينة المالكية الخاضعين لسيطرة «قسد».
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد والتي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.