الأولى

واشنطن عبرت عن قلقها وموسكو ردّت ميدانياً على تهديدات أردوغان بإنشاء «الآمنة» … روسيا تنشئ قاعدة عسكرية مقابل نظيرتها للاحتلال التركي في عين عيسى بالرقة

| حلب- خالد زنكلو

لم تتأخر ردود الأفعال الميدانية والسياسية على تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان التي زعم فيها مواصلة نظامه إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، وعن استعدادات يجري التحضير لها لشن عملية عسكرية بذريعة الرد على الإرهاب، لتكشف واشنطن عبر تصريحات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن التي عبر فيها عن شعور بلاده بقلق شديد إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية في شمال سورية، عن عدم حصول أردوغان على أي ضوء أخضر أميركي حتى الآن يسمح له بتنفيذ مشروعه العدواني، رغم استخدامه كل ما يملك من أوراق ابتزاز حتى الآن.

بالتوازي وفي رد مباشر وصريح وفوري، على تصريحات أردوغان، دعّمت القوات الروسية الحليفة للدولة السورية، نقطتها العسكرية في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي بتعزيزات عسكرية حولتها من نقطة مراقبة إلى قاعدة عسكرية مهمة، قبالة نظيرتها التابعة لجيش الاحتلال التركي في المنطقة التي تشهد توتراً مستمراً.

وعلى الرغم من ابتعاد عين عيسى ٤٠ كيلو متراً عن الحدود التركية، إلا أن نظام أردوغان يعدها إستراتيجية بما يكفي ليضمها إلى «الآمنة» بعد أن وضعها على رأس قائمة أهدافه في خططه العدوانية التوسعية التي أعلن عنها في تشرين الأول الماضي، ولذلك حشد تعزيزات ضخمة على بعد ٢ كيلو متر منها وأوعز إلى مرتزقته فيما يسمى «الجيش الوطني» برفع الجهوزية القتالية للانقضاض عليها في أي لحظة، وكثف اعتداءاته تجاهها في الآونة الأخيرة.

وأفادت مصادر محلية في عين عيسى لـ«الوطن» بأن رتلاً عسكرياً روسياً ضخماً يضم عشرات المدرعات والجنود وعتاداً عسكرياً ولوجستياً، وصل أمس إلى النقطة العسكرية في محيط قرية الكالطة الواقعة إلى الجنوب من البلدة، وبدأ على الفور برفع السواتر الترابية وتدعيم النقطة التي تحولت إلى قاعدة عسكرية متكاملة مقابل القاعدة العسكرية لجيش الاحتلال التركي الواقعة على بعد كيلو متر واحد على طريق عام حلب – الحسكة المعروف بـ«M4» ويمر بمحاذاة عين عيسى.

مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية أكدوا في تصريحات لـ«الوطن» أن التحرك العسكري الروسي السريع شمال الرقة وفي مواجهة قوات الاحتلال التركي يأتي في توقيت حساس للغاية، وهو بمثابة تحذير لنظام أردوغان من مغبة التورط في توسيع نفوذه تحت مسمى «الآمنة»، وبأن موسكو لن تعطي الضوء الأخضر لمثل هذا التصرف الأرعن المحفوف بالمخاطر، على الرغم من انشغالها بالحرب الأوكرانية، على اعتبار أنها ضامن لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في «سوتشي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن