رياضة

هداف الفتوة في الستينات والسبعينات إسماعيل فاكوش لـ«الوطن»: لاعب اليوم يلعب للمال ولاعب الأمس يلعب للقميص

| دير الزور: جمال العبدالله

إسماعيل فاكوش اسم غني عن التعريف في الأوساط الرياضية بدير الزور، فلمع نجمه منذ الربيع السادس عشر له لاعباً ثم مدرباً لأندية متعددة وخاض تجربة التحكيم ونجح فيها لكن ظروفه ودراسته حالت دون وصوله للدولية وهو موظف لدى فرع الاتحاد الرياضي بدير الزور وأول لاعب من دير الزور ينافس على لقب هداف الدوري السوري موسم (68_69).

وكان يجيد اللعب بكلتا قدميه وأهدافه الرأسية كثيرة ومؤثرة لكونه يملك بنية قوية وطويل القامة فكان المنقذ في حالات كثيرة لفريقه، مثل الفتوة والشرطة ولعب للمنتخب لفترة وعاكسته ظروفه الصحية ففقد البصر لأخطاء طبية منذ عشر سنوات وهو لا يزال يعاني من مرضه لنتابع مسيرته الكروية وآخر أخباره الرياضية والعامة:

سيرة وبدايات

إسماعيل فاكوش من مواليد دير الزور1950 لعب للفريق الأول بنادي غازي الفتوة حالياً وهو ابن /16/ ربيعاً فلعب بمركز الجناح الأيسر وبعد فترة وحسب قوله تحول إلى مركز رأس الحربة وقلب للهجوم وأول ظهور له رسمياً كان ضد حلب الأهلي بدير الزور، حيث كان نادي غازي خاسراً، ومع مشاركته سجل هدف التعادل لفريقه ولعب ضد الفداء بحمص وبردى من دمشق وأشرف على تدريبه صالح الحاج محمود.

ومع بداية السبعينيات انتقل إلى نادي الشرطة الدمشقي ويومها كان يدرب الشرطة مدرب روماني ويساعده عبد السلام سمان ومع إشراكه سجل هدف التعادل ومن ثم هدف الفوز عن طريق يوسف تميم وبعد موسمين مع الشرطة عاد للفتوة. ويقول: قضيت أجمل الذكريات مع الفتوة وسجلت أهدافاً للذكرى أيام رئيس النادي غازي عياش الذي لم يبخل علينا بالحوافز والمكافآت.

كما أحرزنا بطولة مدارس سورية على عهد المرحوم عبد السلام عبد الصمد رئيس دائرة التربية الرياضية وحصل الفاكوش على هداف الدورة بـ (13) هدفاً.

الفاكوش مدرب لأهلي صنعاء

وعن الأندية التي قام بتدريبها يقول الفاكوش:

البداية كانت من نادي الميادين، حيث أشرفت عليه وهو في الدرجة الثالثة ومن ثم صعدنا للثانية ثم للأولى (الدوري الممتاز) موسم97/98 حيث بقي الميادين في الدرجة الأولى لموسمين متتاليين وفي الموسم الثاني دربه الكابتن وليد مهيدي وبعدها عدت للفتوة مدرباً لفريق الشباب وحصلنا على المركز الثاني، وبعدها سافرت إلى اليمن بعد ترشيحي من الأخ والصديق قيس العبدالله ودربت أهلي صنعاء لمدة خمسة مواسم وبعدها انتقلت لتدريب الفريق العسكري اليمني وتم توصيفي في الاتحاد اليمني مشرفاً على الفرق والدورات وبعد نشوب الحرب اليمنية بين الشمال والجنوب عدت وعائلتي إلى سورية، ومع عودتي دربت نادي الشباب من الرقة ونادي صبيخان من ريف دير الزور.

الفاكوش والتحكيم

وبعد اعتزالي التدريب للأسباب المذكورة انتسبت لأسرة الحكام بمطلع الثمانينيات وتدرجت في فئاته حتى أصبحت في الدرجة الأولى وكانت أول مباراة لي بالدرجة الأولى في مدينة حمص وجمعت الكرامة والجيش بقيادة كل من الحكم الدولي قيس العبد الله والحكم المرحوم فاروق عيدان والحكم زهير هزاع كما شاركت مع الحكام المرحوم بسام الطارش والحكم عدنان الأسود والحكم خضر الحاج خضر ومؤمن العبدالله وماجد طعمة، كما شاركت في التحكيم بالدوري اللبناني لأكثر من موسمين ولي ذكريات طيبة وعلاقة حميمة مع أعضاء الاتحاد وجميع العاملين فيه وخصوصاً المرحوم علي الجمال وتم ترشيحي لنيل الشارة الدولية لكن اللغة الانكليزية هي التي خانتني وتم ترشيح حكم غيري.

تضحيات وذكريات

وعن أهم المحطات التي يتذكرها الفاكوش قال: كنت أخدم الخدمة الإلزامية في القطيفة وجاءني هاتف لضرورة النزول للمباراة فسافرت إلى حمص والتقيت بزميلي زياد مهيدي وسافرنا إلى حلب وفي حلب لم نجد وسيلة للسفر إلا في الصندوق الخلفي للسيارة (الباكاج) وسافرنا ولعبنا في اليوم التالي وفزنا وكان المسؤول عني مشجعاً في فريق الكرامة، وقد علم بأنني قد سجلت هدف الفوز عليهم وبعد عودتي سألني أين كنت فقلت له بدمشق فضحك وقال لي ومن سجل هدف الفوز على الكرامة اذهب إلى الحبس.

وفي اليوم الثاني تم الإعفاء عني وخرجت كما سافرت وبنفس الطريقة أنا وزميلي زياد الصالح من دير الزور إلى حلب للعودة إلى مركز عملي حيث كان طريق دمشق تدمر لا يعمل والسفر من دير الزور إلى دمشق عبر حلب ثم حمص.

وفي ذكرياتي التي لا تنسى كنا نلعب في الحسكة مع الجزيرة ويومها طرد الحكم لاعبين من الفتوة وهما الشريدة والمهيدي زياد وكنا متأخرين بهدفين وقام المدرب وليد المهيدي بإشراكي وبقي على النهاية عشرون دقيقة ومع نزولي سجلت أول الأهداف بكرة رأسية وهنا اشتعل الملعب تشجيعاً وبعدها سجل وليد مهيدي هدف التعادل، ومن تمريرة مني انفرد جمال سعيد وسجل هدف الفوز وكنا نلعب بتسعة لاعبين ويومها طافت الحسكة مسيرة كبرى فرحاً بالفوز وكذلك حصل في دير الزور عند وصولنا ليلاً.

فوارق وأموال وتاسع الدوري

وعن الفرق بين لاعب اليوم والأمس يضيف الفاكوش: لاعب اليوم يلعب للمال ودون المال لا يوجد عطاء، أما لاعب الأمس فيلعب للقميص والانتماء وقد كنا ندفع من جيوبنا لدعم صندوق النادي وهناك فوارق كبيرة بين اليوم والأمس وحتى كنا لا نستلم سوى القميص ونقوم بشراء بقية الاحتياجات من جيوبنا واللعب لرفع اسم النادي والبلد ونحن مبسوطون بذلك ولا شروط ولا هم يحزنون، أما ما نسمعه اليوم من مقدمات وشروط فلا يمكن تصديقه ومع ذلك فالعطاء مختلف وحسب ما أسمع والكلام للفاكوش بأنه قد صُرف على النادي هذا الموسم ما يقارب المليار ليرة ومع ذلك حصل النادي على المركز التاسع وهذا المركز لا يتناسب مع ما صُرف من مال وقد وضع في غير محله، ومن اللاعبين الذين لعبوا معي أعز أصدقائي معروف الكصيري وإبراهيم ياسين وعدنان خرابة وعباس الطشم وخلف الأحمد (السيك) وإبراهيم سعيد ووليد الخالد وياسين الإبراهيم وخليل الإبراهيم ووليد المهيدي وأنور عبد القادر وزياد مهيدي وبسام النوري وزياد الصالح وكثيرون لا مجال لذكرهم.

المرض اللعين

وعن وضعه الصحي يقول الفاكوش: بعد الأحداث في القطر نزحت وعائلتي إلى الميادين وهناك فقدت البصر بأخطاء طبية من أحد الأطباء، حيث تم قتل العصب البصري من الأدوية، حيث تحتاج العين اليسرى إلى عمل جراحي كبير وزرع شبكية وقرنية أما العين اليمنى.

ويضيف: الرياضي ليس له إلا أصدقاؤه وتاريخه وقد سمعت بتشكيل نقابة أو جمعية للرياضيين ولم تر النور كما وضعي المظلم، ولي عتب كبير على إدارة النادي الكريمة واللجنة التنفيذية اللتين لم يتكرما بالاطمئنان على صحتي وزيارتي أدام اللـه عليهم الصحة والعافية.

نداء فهل من مجيب؟

تعقيب «الوطن»: الفاكوش يحتاج إلى وقفة كبيرة من الرياضيين والمقتدرين لمعالجته وإعادة النور لعينيه لكونه قد أفرحنا كثيراً في مباريات كثيرة ومن الإنسانية الوقوف معه في محنته، وقد ذكرنا الفاكوش بمواقف كثيرة ودعم لا محدود من القيادة السياسية ممثلة بالرفيق رائد الغضبان أمين فرع الحزب والرفيق ساهر الصكر أمين الفرع السابق، حيث ذكراه بمواقف إنسانية كثيرة وأنه قد أشرف في ما سبق على تدريبهما وله فضل كبير على الرياضة والرياضيين فهل يجد هذا النداء آذاناً مصغية؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن